وضع تعجز عن فكه كل السيناريوات: الاسد لا يتجاوب مع الابراهيمي ومجلس الأمن يرفض دعمه، والمقاتلون يسقطون نهائيا خيار التسوية. فرص الحل الدبلوماسي شبه معدومة نيويورك قال ريتشارد غوان عضو مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك ان "السيناريو الافضل لكن غير المرجح حصوله" في سوريا، هو اعتراف الاسد بهزيمته وتفاوض الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي على رحيله مضيفا ان الاممالمتحدة وضعت خطط طوارئ لنشر قوة حفظ سلام في حال حصول ذلك. وتابع "اذا قاتل الاسد والمقربون منه حتى الموت، وهو ما يبدو الاكثر ترجيحا" سيكون على الابراهيمي اقناع قوى المعارضة بإبداء ضبط نفس في السعي للانتصار والعمل على سرعة اطلاق محادثات سياسية وتنظيم الدعم الانساني كما حصل في افغانستان بعد 2001. واضاف ان الاحتمال الاخير هو "السيناريو الصومالي"، موضحا "اذا حصل انهيار تام، فان اولويات الابراهيمي ستكون اقناع كل القوى المتواجدة بقبول المساعدة الانسانية عبر الحد في الوقت نفسه من المخاطر المرتبطة بالاسلحة الكيميائية وعبر خلق قنوات اتصال بهدف التوصل الى اتفاق سلام محتمل". وقال غوان "كلما كان لديه خطط بديلة، كلما كان الامر افضل". في الاثناء حذرت الاممالمتحدة الثلاثاء من "فقد الامل" لدى السوريين مع احتدام الحرب في بلادهم وتلاشي آفاق التوصل الى حل دبلوماسي ونقص المساعدة الدولية. وقال دبلوماسيون ان محادثات الابراهيمي مع الرئيس السوري بشار الاسد لم تنتج عنها اي اشارة الى رغبة في التفاوض وهناك تحذيرات متزايدة من ان الانتفاضة ضد النظام تاخذ منحى حرب طائفية. ولم يخف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون شكوكه ازاء فرص نجاح مهمة الابراهيمي الموفد الدولي الذي يستعد للتوجه الى دمشق مرة أخرى. وقال بان كي مون "لا نرى افقا لنهاية العنف او بداية حوار سياسي". وبحسب دبلوماسي في مجلس الامن فانه "يبدو ان الاسد لم يتجاوب مجددا مع الابراهيمي، فيما مجلس الامن بعيد عن ان يقدم له الدعم اللازم وفي وقت لم يعد المعارضون المسلحون يرغبون فيه الان بتسوية". وحذر بان كي مون من ان تفاقم النزاع قد يؤدي الى تطور الوضع الى "فظاعات طائفية". اما اداما ديينغ ممثل اللامم المتحدة الخاص لمنع عمليات الابادة فرأى ان "هناك خطرا متزايدا بان تعتبر الاقليات، وبينها العلوية، قريبة من النظام وان تكون قواتها الامنية وعناصرها المسلحة هدفا لاعمال انتقامية". وقال جون غينغ مدير العمليات في مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان المنظمة الدولية اضطرت لخفض الحصص الغذائية التي تؤمنها الى حوالى 1.5 مليون سوري بسبب النقص في الاموال مضيفا ان "وكالات المساعدة الانسانية في سوريا تعاني من صعوبات كبرى". واضاف غينغ انه مع وجود اربعة ملايين شخص يحتاجون المساعدة داخل البلاد واكثر من 500 الف شخص مسجلين كلاجئين في الخارج "تزداد صعوبة القيام بالامور الاساسية لمساعدة الناس على الاستمرار". وتابع "الناس يفقدون الامل لانهم لا يرون في الافق سوى المزيد من العنف ولا يرون سوى تدهور" للوضع. ومع عدم تلبية النداءات الحالية الا بالكاد بنسبة 50%، اطلقت الاممالمتحدة اوسع نداء لجمع 1,5 مليار دولار للسنة المقبلة. وفيما وصلت حصيلة القتلى الى اكثر من 44 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومع حلول فصل الشتاء القاسي، تعتبر الامال في الوصول الى حل دبلوماسي للنزاع شبه معدومة. ويعتمد المرصد الذي يوجد مقره في بريطانيا، للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمندوبين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية مدنية وعسكرية.