* أكبر مفارقات الكرة أن الفارق المالي والجماهيري للهلال والمريخ مقارنة ببقية الأندية لا ينعكس فى المستوى الفنى بين من يمتلكون المال و المعدمين فكيف للمستوى الفنى ألا يعبر عن الفارق المادى بين من يملك المال ومن يتسول من أجل قطرة منه وبالرغم من أن ملاك المال والجماهير يتمتعون بدعم الدولة وتطويع القوانين لهم من الاتحاد والدولة. * ليس هناك من تفسير لفشل الفريقين رغم هذه المزايا غير التدنى الإدارى فى الهلال والمريخ والتعصب الجماهيرى السلبى بعد أن غيب الاهتمام بالمستوى الفني أصبح معياره للتنافس خارج الملعب وبكافة الوسائل غير الشرعية واستغلال النفوذ الذى أصبح وسيلة إداريي الفريقين لاستقطاب جماهيرهم من خارج الملعب وليس بالمستوى الفنى داخله الأمر الذى يؤكده فشل الفريقين فى المشاركات الخارجية لأنهم لايتمتعون بتميز المال أو النفوذ والتحيز الخارج عن القانون يوم لا معيار غيرالمستوى الفنى فى الملعب. * لهذا فأن العلة الرئيسية أولاً فى الدولة التى لا تستهدف تطور اللعبة حتى يكون للسودان وجود خارجى والذى وجد المناخ المناسب لغياب الوعي الجماهيري الذى يهلل للمليارات التى تهدر فى الفريقين من مختلف المصادر وعلى رأسها الدولة دون أن يكون لها أى مردود فى رفع المستوى الفنى للفريقين بما يتوافق مع ما يتم صرفه عليهم مقارنة ببقية الأندية. * وفى حقيقة الأمر أن السبب الرئيسى فى هذه الظاهرة السالبة يكمن فى غياب المؤسسية فى الفريقين التى توظف المال توظيفاً صحيحًا وتفعل محاسبة الإداريين لضعف المردود الفني فى الملعب مقابل المليارات التى تهدر بلا أى ضوابط. * ولا أظننى بحاجة لأوضح لو أن ما يهدر من مال فى الفريقين فى احتراف اللاعبين يوظف توظيفاً صحيحًا باستقطاب أفضل اللاعبين لتحولت كل أندية الممتاز لكمبارس لا أثر لها فى الملعب وهو ما ينفيه الواقع ففريقىاالقمة لا يعتمدون على اللاعبين الذين استجلبوهم بالمليارات تحت هيمنة السماسرة الذين يحققون الملايين وانما يعتمدون على ما يتمتعون به من نفوذ خارج الملعب من الدولة والاتحاد والحكام والسماسرة هم الرابحون فكلما انخفض مستوى المحترف ارتفعت عمولة السمسار خاصة من بقايا المرتجع من الأجانب الذين يتم التعاقد معهم بالعشرات دون أن يكمل اى منهم الموسم يؤكد هذا بروز لاعبين فى أندية الكبار بمستوى أرفع من محترفى الفريقين. * بل أخطر ما نشهده من فشل إدارى فى الفريقين أنهم يشطبون من ينجح من لاعبيهم من محترفين سودانيين أوأجانب يؤكد هذا المستويات التى يظهر بها هئؤلاء المشاطيب فى أندية الكمبارس حتى أن القمة تتلقى أصعب الصفعات فى الملعب على يد مشاطيبهم كلتشى ومهند الطاهر وغيرهم مثال. * ولعل أهم وأكبر مثال على هذا العبث الإدارى فكيف للاعب محترف مثل كلتشى لاعب أهلى شندى اليوم الذى لعب لكل من الهلال والمريخ ولم يحرص أي منهم على الاحتفاظ به و مع ذلك احتكر لقب هداف الدورى لثلاثة مواسم بل وليتفوق اليوم ب38 هدفاً مقابل افضل رقم منافس لمحترف فى المريخ بفارق 20 هدفاً حتى الآن فأى دليل أكثر من هذا يؤكد الفشل الإدارى للفريقين وان كان كلتشى كمحترف أجنبى جنس لم يقدم هذا المردود فى المشاركات الخارجية ولكن ماقدمه محلياً يكفى لإثبات العلة الإدارية فى الهلال والمريخ. * كما ان السؤال الاهم كم يبلغ عدد المحترفين الاجانب الذين استجلبهم الهلال والمريخ وبكم مليار وما هو مردودهم فى الملعب المحلى او الخارجى وغير هذا كثير لتوضيح جوهر العلة فى الكرة السودانية ولكن كيف ومن يصلح الحال.