* كرة القدم السودانية بها العديد من الأحداث التي تدعو (للاندهاش) والاندهاش هنا ليس اندهاش سر الختم ومجموعته وإنما اندهاش ما يكتنف ملفات التسجيلات من موسم لآخر والأحداث المصاحبة لها من غرفة تسجيلات واختطافات و(شعبطة) والكثير المثير. * فريق الهلال السعودي الذي أضاف كأس الملك إلى بطولة الدوري يوم الخميس الماضي لو نقبت قليلاً في تفاصيل تاريخ لاعبيه ستجد (التأسيس) الصحيح والنظرة الفاحصة والعمل دون شو أو استعراض عضلات. * نواف العابد ومحمد الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري تدرّجوا بجميع فئات الهلال السنية حتى سطع نجمهم بالفريق الأول. * سلمان الفرج وعبدالله الزوري وسالم الدوسري وصلوا للفريق الأزرق من فئة (الأولمبي) بعد أن اكتشفتهم الأعين الزرقاء الفاحصة ومُنِحوا الثقة اللازمة للمشاركة مع الفريق الأول فأضحوا الركائز الأساسية للهلال السعودي والمنتخب. * تلك الأسماء على سبيل (المثال) وليس (الحصر) لأننا لو تطرقنا لتوليفة الهلال خلال المواسم الخمسة الأخيرة (بالتفصيل) سنجد أن الغالبية العظمى من لاعبيه كانوا حصيلة تدرّج متتالي من المراحل السنية للنادي. * وعدد من دول الخليج نتابع أن معظم من يتألقون في ملاعبها هي مواهب تم اكتشافها بالمراحل السنية وتدرّجت حتى وصلت للفريق الأول. * في السودان هناك (النقيض) فاللاعب الصغير لا مكان له مع الأساسيين و(سماسرة) الكرة لا يحبذون هذا النوع من الانتقالات لأنها تقلّص من حجم (الكعكة) التي سيحصلون عليها عندما يروجون لإحدى المواسير الصدئة بتبرير (لاعب ممتاز جاهز). * لو جلس أحدكم وأمسك بورقة وقلم ودون فيها عدد اللاعبين الذين تعاقدت معهم أندية الممتاز خلال الخمس سنوات الأخيرة سيصاب بالذهول وسيتساءل على الفور ما هي معايير التعاقدات بالأندية؟ * في المريخ هناك مشكلة أساسية تتعلّق باكتشاف (المواهب) أو حتى (الانصياع) للآراء التي تحاول أن تخدم المريخ بصمت ودون شو. * عدد من اللاعبين تم ترشيحهم وهم في مهدهم الكروي من قبل بعض كشيفي المريخ ولكن للأسف الشديد لم يكن هناك حماس من قبل القائمين على أمر التسجيلات بالتعاقد معهم. * الغريبة أن تجربة اللاعب اليافع حققت نجاحاً في السابق عن طريق تجربة الأشبال وجيل ابراهومة وخالد ونميري وجندي نميري وحاتم محمد أحمد وفي العهد الحديث سفاري وعبدالحميد السعودي. * المتابع للصراع الدائر حول التعاقد مع لاعبي الخرطوم الوطني أحمد حامد (التش) وأحمد آدم لن يلقي باللوم على إدارة الخرطوم الوطني لتعنتها وإنما عليه أن يلوم إدارات المريخ السابقة التي لم تعر أمر ترشيح الثنائي للعب في الأحمر أدنى اهتمام لتأتي وتبحث عنهما بالمليارات. * التش رشّح لارتداء قميص (شباب المريخ) وأحمد آدم من روابط أمبدة كذلك ولكن للأسف الخوف من خوض مغامرة التعاقد مع لاعب صغير بمبلغ (زهيد) وقفت حائلاً أمام تحقيق الغاية المذكورة. * حتى السماني الصاوي أحد نجوم الأحمر الحاليين عقب انتهاء فترته (بتوتي) تم ترشيحه بل اقتياده للمكتب التنفيذي لنادي المريخ ولكن دون جدوى ليذهب لهلال الأبيّض ويعود الأحمر لانتدابه من جديد بمبلغ ضخم. * وما حدث مع السماني حدث قبله مع أطهر والثعلب وهنا يتبادر للذهن سؤال جوهري من الذي يتحكّم في إدارة تسجيلات المريخ خصوصاً عندما يكون المرشّح لاعب صغير وبمبلغ (زهيد)؟ * معظم اللاعبين الصغار الذين تم ترشيحهم لم يجدوا الاهتمام من القائمين على أمر التسجيلات ليس لأنهم لا يمتلكون المواهبة ولكن فقط لأن قيمتهم التعاقدية في ذلك الوقت كانت (ضئيلة) للغاية وهو ما يبرر السعي الدؤوب لإبرام صفقات مليارية مع لاعبين دخلوا كشف المريخ وخرجوا يا مولاي كما خلقتني. * حتى رمضان عجب الذي سعى المريخ للتعاقد معه منذ أيام الموردة كان أحد لاعبي مدرسة شهداء المريخ للبراعم ومع ذلك فشل المريخ في تخزينه للاستفاده منه مستقبلاً. * هذا الأمر يحتاج لوقفة ووقفة كبرى بأن يتم تكوين لجنة فنية (لاكتشاف المواهب) تحت إشراف رئيس النادي مباشرة دون أية وساطات حيث تكوّن اللجنة من أبناء المريخ الخلّص الذين يخدمون الكيان الأحمر دون زيف أو رياء أو شوفونية أو (سمسرة). * حاجة أخيرة كده :: العودة لتجربة المواهب تقي خزانة النادي شر المعاناة ومن ثم الإفلاس.