□ لم نعد نعلم ماذا نكتب عندما تتقارب ساعة الصفر لإحدى مباريات المريخ الأفريقية أو العربية لأن الحديث والنصائح باتت مملة للغاية والطموح أضحى ضرباً من ضروب المستحيل أن يجد حظه من النجاح، والتفاؤل أصبح لا مكان له في دائرة المريخ غير المستقرة على أمر ما. □ ظروف أي فريق إن أخذنا الأمر من زاوية النتيجة التي تحققت في مواجهة الذهاب بأم درمان تصب في مصلحة المريخ دون شك فالعودة من نتيجة (1-4) ليست بالأمر اليسير أو سهل المنال إلا إن أراد الفريق الضيف غير ذلك. □ والضيف اليوم المريخ يلعب أمام اتحاد الجزائر في إياب كأس زايد للأندية العربية والأول عودنا خلال المواسم الأخيرة أن لا نتمدد في العشم أو الطموح أو انتظار المستحيل. □ في خواتيم موسم 2017 قدّم المريخ أجمل مبارياته في اللفة الحاسمة لبطولة الدوري أمام الهلال كادوقلي والهلال الأبيّض والأهلي شندي وتريعة البجا وحي الوادي ومريخ نيالا والأمل والأهلي العطبراويين والأهلي الخرطوم. □ وتوقع الجميع أن تأتي ليلة الختام أمام الهلال خالصة الإحمرار إلا أن لاعبي المريخ قدموا مباراة باهتة وضعيفة وخسروا بنتيجة (0-2) ليهدروا بطولة الدوري كالعادة عند الخواتيم. □ خلال الموسم 2018 قدّم لاعبو المريخ مباراة كبيرة جداً أمام الهلال محققين الانتصار بهدفين لهدف وقدمت لهم لجنة الانضباط بالفيفا خدمة لا مثيل لها بخصم (ست نقاط) من المنافس المباشر وجاءت آخر جولتين في البطولة على طبق من ذهب للمريخ. □ تفوز أو تتعادل مع الهلال تنال البطولة تخسر من الهلال وتكسب المريخ الفاشر تتوج باللقب ولكن للأسف عقب العرض النموذجي أمام الهلال نفسه في المواجهة الأولى ظهر الأحمر بمظهر شاحب وضعيف للغاية وخسر أمام الهلال وزاد الطين بلة بالخسارة أمام المريخ الفاشر بهدفين لهدف بجرجرة أرجل وانهزامية غريبة. □ بعدها جاء الفريق واكتسح هلال الأبيّض في نهائي كأس السودان بثلاثية رغم أنه أهدر (خمس) نقاط أمامه في المرحلة الختامية من بطولة الدوري بالخسارة بهدف بالأبيّض والتعادل بإستاد المريخ (0-0). □ ونفس الهلال الذي قدّم المريخ أمامه في ختام الدوري عرضاً باهتاً جاء الأحمر في قمة زايد وأدى مباراة كبيرة جداً ولولا الهدف العكسي من النعسان لوصل الأحمر لركلات الترجيح أمام ندّه على أسوأ الفروض. □ تكرر المشهد في مطلع الموسم الحالي فبعد عرض جنن الجزائريين أنفسهم ومغردي تويتر في صفحة مباراة المريخ واتحاد الجزائر عاد الأحمر لعادته القديمة وقدّم ثلاث مباريات باهتة للغاية أمام الخرطوم الوطني في الدوري وأمام فايبرز الأوغندي ذهاباً وإياباً وغادر دوري أبطال أفريقيا بخيبة كبيرة. □ إذاً أين هي المشكلة الحقيقية يا ترى هل هناك مزاجية محددة من قبل اللاعبين تتحكم في مردودهم من مباراة لأخرى؟ هل هناك تطبيق لمبدأ تسفاي في الدراما السودانية الشهيرة (لعب العشرة بنعرفو ولعب المية بنعرفو)؟ أم ماذا يا ترى؟ □ لأنه ليس من المنطق أن تقدّم عروضاً قوية جداً ومستوى باهر وفجأة تظهر وكأنك فريق حواري لا يعرف حتى الوقوف والتمركز داخل المستطيل الأخضر أمام (نفس الخصوم). □ انتهت مقالات شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية فلاعبو المريخ إن أرادوا أن يعودوا من الجزائر ببطاقة العبور للدور ربع النهائي من كأس زايد فإنهم حتماً سينالون المجد المذكور وإن كانوا غير آبهين بالتأهّل فليجهزوا شباكهم لنتيجة كارثية لأن اتحاد الجزائر لا يملك ما يخسره. □ شخصياً أتعاطف مع الزلفاني رغم انتقادي الشديد له في بداياته ولكن حظ التونسي أوقعه مع مجموعة من المزاجيين لا يملكون قائداً على أرض الملعب ولا يجدون من يقرّعهم لاستهتارهم وتراخيهم، والمصيبة أنهم يضحكون عقب كل هزيمة وكأن شيئاً لم يكن. □ صحيح أن هناك بعض الأخطاء الفنية ولكن إصرار اللاعبين والتحلي بروح الإنتصار تتفوق دوماً على أي خلل فني ويكفي أن النصر أمس الأول أمام الهلال بكل جلطات مديره الفني عاد بالتعادل أمام الهلال (2-2) بعد أن كان متأخراً (0-2) بل كان قريباً من تحقيق الفوز فقط لأنهم أرادوا ذلك. □ فاز المريخ بأم درمان (4-1) واتحاد الجزائر يحتاج للفوز بثلاثة أهداف نظيفة والمريخ يملك فرصة التعادل بأية نتيجة أوالخسارة بفارق هدف أو هدفين إذاً هي مباراة (لاعبين) في المقام الأول لأن عنوانها الرئيسي (الإصرار لتحقيق المستحيل) أو (القتال للحفاظ على ما تحقق) وما بين رغبة ورغبة العزيمة والإصرار ينتصران. □ حاجة أخيرة كده :: بالتوفيق للمريخ.