المراكز الثقافية الأجنبية في السودان بتنوعها واختلافها، لعبت دوراً كبيراً في مجال التعليم والتواصل بين السودانيين ودول هذه المراكز، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، المراكز البريطاني والفرنسي والالماني والايراني، ولأهمية هذا الدور الذي لعبته هذه المراكز نظم منتدى النهضة والتواصل الحضاري حلقة نقاش بعنوان المراكز الثقافية الاجنبية ودورها في تواصل الحضارات، تحدث خلالها الاستاذ صديق المجتبى رئيس لجنة الاشراف على المراكز الثقافية والاستاذ يوسف ريتشارد مدير المجلس البريطاني، وقد تخلل الجلسة العديد من المداخلات والكلمات التي بدأها الاستاذ بسطاوي محمد سعيد مدير ادارة الحوار والتواصل بالمنتدى. وقد عقب على الورقتين د. خالد فتح الرحمن وسعادة السفيرة نادية جفون بسطاوي، وبدأ حديثه معبراً عن سروره بأن فاتحة هذه الندوات دور المراكز الثقافية الاجنبية في التواصل، مضيفاً ان هذا التواصل بين بني البشر وبين الحضارات قديم قدم الانسانية، مشيراً إلى دور وزارة الثقافة الكبير في تعزيز هذا التواصل بين الحضارات. د. عصام أحمد البشير أضاف قائلاً: نحن ازاء التواصل الحضاري لدينا بعض المسارات، مسار الفكر المنكفئ على الذات والمنغلق على النفس الذي يعيش في عزلة تامة، وهناك من يتحول التواصل عنده إلى حالة من الذوبان الذي تنتفي معه الخصوصية الثقافية أو الهوية الحضارية، وفي ظني ان المنهج الوسط يقتضي التفاعل بلا ذوبان وخصوصية بلا انغلاق، وهذه هي المعاني المفقودة، فكيف نحقق التفاعل الحضاري بحثاً عن المشاركات الانسانية والحضارية، مع الاحتفاظ بخصوصية ثقافية وحضارية التي تعتبر التميز لكل أمة ولكل مجتمع وحضارة، ونعتقد أن المشترك الإنساني هو الديني والحضاري الكبير، ونحن نجتمع ونلتقي على الايمان ووحدة الاصل السوداني، والمنطلق الثاني الايمان بأن المرام لبني البشر جميعاً على اختلاف أديانهم وأجناسهم ولغاتهم، والمنطلق الثالث الايمان بالاخوة الانسانية، وبالتالي فالطبيعي لهذا الاختلاف التعاون وليس التنافر، وينبغي أن يكون الحوار بالتي أحسن وليس بالتي أخشن، والثقافات نلتقي عليها للحفاظ على البيئة. كما تحدث الأستاذ صديق المجتبى ملقياً الضوء على النشأة التاريخية لهذه المراكز، واصفاً إياها بأنها نشأت للتواصل الحضاري، باعتبار أن السودان له موقع استراتيجي، وحدثت فيه تحولات حضارية منذ دخول الإسلام وقيام الممالك الاسلامية، مروراً بما يسمى الاستعمار العسكري، وقد أضاف مجتبى أن السودان حظي بعدد من المراكز الثقافية، ولا يُخفى دور هذه المراكز في نشر الثقافة والتقنيات الحديثة في التعليم وتوفير الكتب، واضاف أن دور هذه المراكز كان من الضروري ان يقوى بعد حوادث «11» سبتمبر لتصبح ذات دور محايد في العملية الثقافية، فكان ينبغي لهذه المراكز أن تلعب دوراً كبيراً في تصحيح الصورة في بلاد الغرب، وان نقوم نحن بتقويم أنفسنا دون أن نحملهم المسؤولية كلها، ولكن وجودهم يساعد على نقل الصورة الحقيقية، ولا بد أن نشير للأمور بشكل طبيعي، فنقبلهم ويقبلوننا، ونريد أن نصل إلى الشروط التي تؤدي لهذا التواصل، ولا بد من تكافؤ الفرص بالنسبة لهذه المراكز. وقد اعترف صديق المجتبى بتقصير كثير من الانظمة العربية في حق ثقافات دول الغرب ودول اوربا تحديداً، إلى حد أن المراكز الثقافية انشأتها الجاليات، فأشار إلى ضرورة معالجة القضايا بالحوار الثقافي والتعامل مع الثقافات المختلفة، وأشار إلى أن معظم المراكز ركزت على العلاقات الاقتصادية والسياسية واهملت البعد الثقافي والحضاري، وأمن على ضرورة ضبط العلاقة القانونية ما بين المراكز والدولة، واضاف قائلاً اننا نحتاج لتمتين أكثر ليتم التعاون بين الدولة والمراكز، ونحمد لهذه المراكز أدوارا كثيرة حتى أصبحت مواعين ثقافية حقيقية أضافت لتطور اساليب العمل في بلادنا، وساهمت في نقل الابداع والمعرفة الثقافية، وساعدت على وصول مفهوم الوسائل المتقدمة ومفهوم البعثات بين الدول المختلفة، وعلى كثير من العمليات الثقافية بين هذه الدول، ولها دور في انتشار بعض الوحدات التعليمية في السودان، ولا بد أن يكون هناك عمل مشترك بينها والمراكز الثقافية السودانية، ونأمل ألا تتأثر هذه المراكز بالعلاقات السياسية بين الدول، ونتمنى أن تزول العقبات التي تعوق عمل هذه المراكز الثقافية التي عكفنا على تذليلها، والآن قمنا بعمل لائحة جديدة وقانون جديد ينظم هذا العمل، ونأمل في المزيد من التعاون والحوار لتعزيز العلاقات. وقد قدم الورقة الثانية الأستاذ يوسف ريتشارد قائلاً نحن نسعى لتقوية الثقة بين الشعوب، واشار إلى ان استقرار العلاقات الرسمية يمكن هذه المراكز من أداء دورها ونشر ثقافتها، ونأمل أن تكون العلاقات تتعامل مع بعضها بطرق ايجابية، وتؤمن على أن العقوبات الاقتصادية طرق سيئة وسالبة، ونحن لنا التزام اخلاقي بتقديم المساعدات وفتح المساعدات الخيرية، والعلاقات الثقافية علاقات تعامل وبناء للثقة بين الشعب السوداني وشعب المملكة المتحدة، وعملنا الأساسي يأتي ضمن اربعة أقسام، اللغة الانجليزية، التعليم، الفنون، وتطوير المهارات، وذلك من أجل بناء الثقة والعلاقة بين الشعوب، وبناء العلاقات وتقديم الخبرات بين السودان والمملكة عبر برنامج شركاء التنمية، ونسعى لتوحيد ذلك البرنامج لبناء شركة من أصدقاء البيئة، وقد استطعنا بناء الوعي في السودان، ودعا التعليم الانجليزي لكسر العزلة. وشرف حلقة الحوار والمناقشة هذه الاستاذ السموءل خلف الله وزير الثقافة، وقال ضمن كلمته إن الوزارة طرحت من قبل شعار أن الثقافة تقود الحياة، ووسيلتها في ذلك القيادة الجماعية والادارة الجماعية. وأعلن خلال هذه الجلسة أنه سيكون أول مجلس من مجالسنا الجماعية في ادارة النشاط الثقافي القادم. وأشار إلى أن المراكز الثقافية كثيرة في بلادنا ودورها كبير، وأن هذه الندوة ستكون بداية لنشاط كبير جداً، وهذه المراكز لها نشاط كبير جداً في الثقافة والبيئة، وهذه الحلقة النقاشية حول دور المراكز الثقافية عمل كبير سنقوم برعايته في وزارة الثقافة.