بات المواطن الكردفانى ومنذ زمان يبحث فى دفاتر الماضى البعيد عن تجار عرفوا بالصدق والنزاهة .. امتهنوا التجارة خدمة للعباد وليس جشعا وسباقا محموما وراء الكسب لم يكن هم اولئك النفر كنز المال و امتطاء فاره السيارات و المنازل متعددة الطوابق على حساب المواطن المغلوب على امره بلاحول ولا قوة له .لقد انزوى ذلك النوع من التجار العفيفين الذين كانوا يعملون وفق الحديث (سمحا اذا باع وسمحا اذا اشترى ) كانت الاموال تحرسها البركة وتزيدها الصدقات التى تقدم للمحتاجين من الفقراء والمساكين ،فنمت تلك الاموال وشيد بها اولئك النفر المدارس والمستشفيات ودور العلم والعباده وصالح الاعمال وهى الآن تقف شاهده على خلود تلك الاسماء والنجوم السوامق ليس فى ام روابة و الابيض والرهد وكادقلى والنهود فحسب، بل فى كل ربوع كردفان. وسط الاجواء المشبعة بالاحباط وشظف العيش حملتنى اشواق الذكريات الى المدينة الخالدة والوديعة ..الطيبة طيبة اهلها فجالت بخطارى طيوف لماضى جميل عشته هناك بين ربوع مدرسة ام روابةالجديدة وميدان المولد وفريق سانتوس وفولة حمو ودكان اليمانى ومكتبة عمنا مجاور وعبادى وحلوانى الزيزفون وتاكسى عمنا ابوالغيث وغيرها مما رسخ في الذاكرة ... أشياء جميلة واصدقاء كثر لم يبقَ منهم فى الذاكرة الا المشاغبون فى فصول الدراسة وميادين الكرة ... لقد تفتحت اعيننا على جلائل اعمال البر والخير لرجال خلص كانوا معروفين في كل ارجاء الوطن و على سبيل المثال وقيع الله سيد احمد والحاج عبدالرحمن سليمان والتهامى والنيل وعبدالقادر عثمان وآل الدشين ودغاش وآل تبيدى وشاع الدين وعابدين التجانى وعبادى و(جمال عنقرة) وغيرهم من ازاهر ذلك الزمن الجميل ،فجعلوا من ام روابة وضواحيها مدينة انتاج وتراحم فازدهر التعليم ونبغ ابناؤها وهم الآن يعتلون المواقع المميزة وتخرج منهم الاطباء والمهندسون والمعلمون والعلماء وقادة السودان. لم تفقد المدينة ارثها وحنينها رغم الهجرة التى ضربت كل ربوع الولاية فضلا عن تدنى الخدمات وتوقف مدخلات الانتاج لقطاع مصانع الزيوت التى اشتهرت بها ام روابة، فظل انسانها ممسكا على الجمر متمسكا بالارض ومراقد الآباء والجدود 00لقد بدأت الحياة تعود للمدينة على حد قول عثمان عبد القادر صاحب احدى ورش الحدادة واضاف في حديث (للصحافة) انه هاجر الى كوستى والخرطوم بعد تدنى خدمات الكهرباء التى هى اساس كل انتاج وعاد للمدينة بعد دخول ام روابة في الشبكة القومية ووصف العمل بالجيد ما دفع مجموعة من مواطنى المدينة للعودة مثمنا جهود معتمد المحلية شريف الفاضل الذي يقدم جهدا واضحا للارتقاء و يجد التعاون مستغلا الارتباط الوجداني لابناء ام روابة وبطنهم الصغير ،محمد خير وقيع الله الشاب النشط والاجتماعى يدير اعمال والده المرحوم وقيع سيداحمد هو الآخر آثر البقاء بمسقط رأسه ام روابة رغم اعماله الممتدة فى الخرطوم، وقال محمد خير انهم بعد استقرار الكهرباء يسعون من اجل العودة بالمدينة سيرتها الاولى حتى تعود عاصمة للتجارة والصناعة بالولاية عبر خطط وبرامج يتم تقديمها من خلال الغرفة التجارية واصحاب العمل بالمدينة غير ان الصورة الجميلة لم تكتمل، فأم روابة تعاني كثيرا بسبب مشروع النظافة فالاوساخ فى الشارع بسبب لا مبالاة العاملين في مشروع النظافة الذين يلقون نصف الاوساخ في الشوارع بلا مبالاة ودون اكتراث كما ان المدينة تحتاج لشوارع اسفلت خاصة( شارع المين )الرئيسى الذى يتوسط المدينة اضافة للانارة الحديثة وتأهيل منتجع النيم جنوبالمدينة.