٭ قبل حلول الشهر الكريم بأيام قلائل كان العبور من امام صحيفة «الصحافة» ومعهد سلتي ومستشفى امبريال أمراً في غاية الصعوبة، شكلت صعابه تدفق مياه الصرف الصحي «النفاذة النتنة والتي اختلطت بمياه الأمطار في ذلك التاريخ، ولم ينج شارع السيد عبد الرحمن والشوارع الفرعية المؤدية لمستشفى ابن عوف وبعض الشوارع الاخرى التي تعاني الامرين تدفق المياه وأوساخ وقمامات». ٭ بيئة العاصمة الحضارية تتردى مع كل «نقطة موية»، وتفضح نفسها ب «احتقان وركود» المياه في اماكن مختلفة، ويبقى المواطن هو «الخاسر الأكبر» تغشاه سلبيات البيئة وتترك أثرها الفوري على حياته، بينما الكفة المقابلة لا حراك لها باتجاه الحلول، والدليل بضعة ايام ومياه تحولت لآسنة رابضت مكانها وفاحت منها الروائح التي ازكمت الانوف وظلت!! ٭ كل عام وموسم الأمطار معروف، ولكن يبدو أنه غير معروف على وجه «الدقة» عند وزارتي البيئة والتخطيط العمراني اللتين لم تحركا بوصلة اتجاههما «إيجاباً» قبل وعند الخريف، مما منحنا ناتجاً «بيئياً» سيئاً.. حفر هنا ومطبات هناك.. وأكياس قمامة في قلب الشارع.. ولم تسلم منها الحدائق الجديدة على شارع عبيد ختم الذي بدأت أكياس قمامته تتحرك بفضل الرياح، بعد أن صار متنفساً رغم غياب الإنارة عنه! ٭ تضررت المركبات العامة والخاصة والمواطن كذلك، بتدفق المياه المختلطة بالصرف الصحي. ورغم ان «الموضوع» الذي نتحدث عنه يتكرر سنوياً وتتم مهاجمة «جوانب القصور» فيه، إلا أنه يتضح جلياً ان الوزارتين لم تتعلما من «السلبية» التي تلازم «خطة» العمل السنوي بغياب أولوياته وأبجدياته، وغياب الاستعداد الأمثل له، أو ربما وحسب ما نشاهده ونلامسه في وسط الشوارع وبعض الأسواق يغشاها الاعتقاد الثابت بأن ذلك يكفي للمواطن!! ٭ المواطن بعد مشاهداته ومعاصرته و«خوادته» في المياه القذرة، لا يطمع كثيراً في أن يكون حل المشكلة قبل أن يرتد طرفه ولكنه يطمع في تنظيم وتنسيق حقيقي وملموس يعطيه إحساساً بأن هذا العام او العام الذي يليه سيشهد خريفاً بلا عوائق ولا روائح، ولا تجاهل لمخرجات ونتاج المياه الآسنة من بعوض وغيره. ٭ وزارة التخطيط العمراني «بلا تخطيط»، ودليل ذلك ما شهدناه من تدخلات مائية، إن جاز الوصف، في شوارع الخرطوم المصنوعة من زمن الانجليز، والتي بدأ تحديث بعضها ولكن على انقاض وهشاشة لم تكلف الوزارة نفسها كثيراً لوضع طبقة متينة بمواصفات عالية الجودة. ٭ يجب على الوزارتين وما يتبع لهما، حفظ حق المواطن في وجود بيئة نظيفة نقية قادرة على تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي الذي وصفه المواطن إبان أزمة المياه الشهر الماضي، بأنه قد تسربت مياهه فعلاً الى مياه الشرب، فاهدتها الرائحة الكريهة والدود واللون البني!! ٭ وزارة التخطيط العمراني ووزارة البيئة، وزارتان تتنصلان عن حمل «الأعباء» والاستعداد الجاد. ٭ همسة: سيكتب قلمي على دفتر الحضور اسمك.. ويحفظ قلبي في صفحته الأولى رسمك.. فمتى تعود يا هذا.. فللدعاش.. وسْمَك..