أفرز فوز ثمانية اعضاء لمجلس ادارة نادي الموردة بالتزكية برئاسة بروف عبد الهادي تميم ومحمد الامين الضو نائبا اول امس، رغم عدم اكتمال بقية اعضائه، افرز واقعا جديدا لمجتمع الموردة الذي عرف بالتعاضد والتكاتف ورسم العديد من علامات الاستفهام التي تستوجب الوقوف عند تداعياتها، واكتمالا للصورة لدى القارئ لا بد من تسلسل للاحداث الادارية التي شهدها النادي في الفترة الماضية. بداية أن مجلس الادارة السابق برئاسة بروف تميم ونائبه محمد الامين الضو، اعتلى سدة الحكم عبر الانتخابات وباجماع مختلف الوان الطيف الموردابي، بعد ان شكلت عملية انتقال نجم الفريق صالح عبد الله للهلال إبان عهد المجلس الاسبق ردة فعل عنيفة قللت من حظوظه في الانتخابات باعتبارها نكوصا عن القيم والمبادئ .. وشاءت الاقدار ان يخوض مجلس الادارة السابق برئاسة تميم نفس التجربة عندما رفض انتقال وتسويق اللاعبين الريح وأمير كمال للهلال والمريخ مع اختلاف الآلية والرؤى، ليواجه بانتقادات حادة اقلها عدم التعاطي مع الواقع ومتطلباته وحرمان خزينة النادي من ملايين الجنيهات كانت كفيلة بتسيير اعماله والاعتناق من براثن الدكتاتورية وسياسة صرف الفرد الواحد التي مارسها الرئيس، وحملوا المجلس مسؤولية تذبذب مستوى الفريق وانهياره حتى بات مهدداً بالهبوط جراء عدم المؤسسية والمنهجية في الادارة وانعدام التجانس، ووصوله حالة الانقسام والتكتلات، مما حدا بالسكرتير السر بخيت الى تقديم استقالته، اضافة لضياع هيبة المجلس والضبابية في ما يختص بالنواحي التدريبية وتعاقب العديد من المدربين على الفريق خلال الموسم. وعلى صعيد المنشآت فقد اصبح تأهيل الاستاد لغزا محيرا رغم مرور اربع سنوات على تشكيل لجنته القومية، وتحميل المجلس بعضاً من المسؤولية باعتبار ان رئيسه وبعض اعضائه ممثلون في اللجنة القومية، ورأوا أن توقف العمل في الاستاد قد اضرَّ كثيرا بالفريق في ما يختص بالنواحي الفنية وتقليل الجرعات التدريبية والتمارين جراء البحث عن الميادين، كما رأوا ان شعار «سنعيدها سيرتها الاولى» الذي رفعه المجلس إبَّان حملته الانتخابية كلمة حق أريد بها باطل. وإن كان المجال مجال تقييم لاداء المجلس السابق نقولها بكل وضوح بأن ما تحقق لم يرضِ طموحات وتطلعات القاعدة، أقلها احتلال الفريق لموقع متأخر في روليت المنافسة، وبنفس القدر دعونا نتفق على أن كل تلك الانتقادات والرؤى الموجهة للمجلس تمثل حالة صحية ودليل عافية أحدثت نوعاً من الحراك الكثيف في المجتمع الموردابي، ولا بد من بلورتها لأفكار وبرامج تصب في مصلحة الكيان، لذا توقع كثير من المهتمين بالشأن الموردابي أن تأتي الانتخابات حامية الوطيس وعلى سطح صفيح ساخن، ومسرحاً للتنافس الشريف بين تيار الحداثة والواقعية، وبين تيار المحافظة على القيم والمبادئ ارساءً للديمقراطية وتعضيداً لمفهومها، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الهلب، ففي اليوم المنتظر غاب تيار الحداثة عن الساحة مفضلاً الفرجة على مآلات الواقع، مخيباً للآمال والتطلعات في التغير من اجل غد مشرق، ليفتح الباب امام جملة من الاسئلة الحائرة عن سر انزوائه، ليمارس تيار المحافظة عبر بوابة التزكية قناعاته وما يحلو له، ليبقى السؤال هل يا ترى يكون فوز المجلس بالتزكية نعمة على أهل الموردة ام نقمة عليهم؟.. دعونا ننتظر.