عام مضى وعام بدأ ومرت سنين وسنين مرت والحال نفس الحال لا زادت مواهينا ولا جفت مآقينا ودوام الحال من المحال .قال شيخي :- قبل ما يقارب نصف قرن من الزمان وفي هذا المكان المعروف اليوم بالسودان اعلنوا ميلادك ولكنهم لم يجدوا قلما ولا ورقة ليسجلوا الاسم، التاريخ ومكان الميلاد على وجه الدقة ، ليتهم تركوا الامر لجدي لكتب اسمي على لوحه بقلم القصب ودواية صمغ فهو يدون كل شئ و يحتفظ بكل شئ تاريخ زواجه في العام 1925 م مبلغ الصداق 25 قرشاً وايصال آخربمبلغ خمسة قروش عبارة عن اشتراك عضوية الانصار وحزب الامة. كان الزعيم عبدالرحمن احمد مندوب الانصار في دارفافا حريصا وشفافا كل شئ بمستند ليتهم اهتدوا بهديه ، اليوم يجنبون المال دون مستند . الحكومة تعرف كل شئ حتى تاريخ ميلاد من لا تاريخ له هو الاول من يناير يوم فيه ولد خلق كثير انه يوم عظيم في تاريخ اطفال السودان لذا اختارت الحكومة نفسها ذلك اليوم، اليوم الرسمي لاستقلال السودان ، بالرغم من ان ميلاد السودان الحقيقي في 19ديسمبر1955م ومن داخل البرلمان ، على كل فقبل يومين احتفلت احتفالين وكثيرون احتفلوا معي الاول بمناسبة عيد الميلاد والثاني بمناسبة الاستقلال المجيد من الامبراطورية البريطانية عرفت ان الانجليز ايضا يحتفلون في نفس اليوم الذي نحتفل فيه. قال صديقي الساخر بانهم في حقيقة الامرلا يحتفلون بالطرف الاغرولا رأس السنة بل يحتفلون بيوم خروجهم من السودان حيث ذاقوا من جدودنا الاشاوش الوانا من العذاب باعترافهم (تشرشل في حرب النهر وآخرون) .اذاً انا سوداني ميلادي ميلاد بلادي وكيف يكون الحال لو كنت سودانياً طبعا مختلف ولكن لو خيرت لما اخترت و هنا لا مجال للخيارات فالانسان في هذا الكون لا يختار اسمه لا بلده ولا اهله ، فالسودان للسودانيين. يقول علماء الاجناس ان اصل الانسان افريقي ومنها هاجرعن طريق باب المندب او الرفت العظيم الى آسيا ومنها الى اوروبا والى بقية العالم كلما مر ببلد بقي البعض وهاجر بعض و بقينا نحن هنا وبت اصدق ان اصل الانسان سوداني بدليل انه كلما حاول ان يتطور يتدهور نحو اصله فمثلا القبلية مرحلة بدائية في حياة البشر اليوم ينحدرون اليها بشدة لدرجة انهم قلبوا السياسة ومعروف ان الحزبية مرحلة سياسية متطورة على القبلية وفي الاقتصاد الجمع هي مرحلة قبل الزراعة انظر الى مدننا مليئة بالثمار التي تجمع اللالوب ، القضيم ،النبق والقرقدان الم اقل لكم اننا اصل البشر تحولت المدن الى ارياف والارياف الى معسكرات فصارت المدن قرى كبيرة والرواكيب الصغيرة والخيام اكبر من مدن عادت الجاهلية و معها الوأد والقتل ودفن الاحياء، انظر الى واقعنا، قابيل يقول لاقتلنك حتى ان بسطت يدك ،انصار قابيل هنا يتقدمون وهابيل وحزبه يتراجعون يا للهول . وعام جديد بدا وآخرقديم مضى وخمسون عاما والسودان للسودانيين شعار فصل جنوبالوادي عن شماله مصر واليوم ينفصل جنوب جنوب الوادي عن شماله ولدت دولة جنوب السودان يبدو ان اهل الشر فيها هم الغالبون والا لماذا كل هذا العداء للدولة الجارة من الافضل ان نعيش جيراناً لان خمسين سنة اخرى من الحرب ليس خيار عقلاء . خمسون عاما مضت ماذا جنينا غير احلام تتبدد وازمات تتجدد وخيبات تتمدد وسنين مرت، كنا نحلم بغد افضل ومستقبل ارحب ولكن هيهات نردد منقو لا عاش من يفصلنا و اليوم عاش من يفصلنا ويريد ان يفصلنا واحتفلنا بنصف وطن ونصف شعب ووجدان بلا ذاكرة . خمسون عاما من الحروب وويلاتها قطعت نفس الخلائق وقطعت نفس الخزينة لا القصائد ،ايها الساسة ادخلوا مساكنهم لا يحطمنكم وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله لقد افسدتم علينا حياتنا لا نقول نكرهكم لكننا لا نحبكم ، ماذا تريدون ايها الساسة هل صحيح انكم طردتم المستعمر لتحلوا محله والقيام بنفس الدور، يتداولون السلطة بينهم يسلمون الى ابنائهم الساسة في بلادي لا يعتزلون من المهد الى اللحد هل صحيح ان النخب استعجلوا الحكم وطردوا المستعمر مبكرا قبل ان يرتبوا حالهم وماذا يكون الحال لو تأخر الاستقلال عشر سنوات، هذا طبعا نوع الحديث الذي يتهم صاحبه بالخيانة عدم الوطنية ويا لها من شوفونية ،وكما يقول شيخي ان استعجال الحكم مضر فالانسان اذا استعجل الحكم يدبر انقلاباً واذا استعجل الغني يسرق والاثنان وجهان لعملة كلاهما يدبر بليل . وماذا اضفنا مدى الخمسين غير استهلاك الهواء وتلوث البيئة والتسبب في ازمة الغذاء والزحف الصحراوي. . عام مضى وعام بدا واهلي في دارفور بلدنا يحاولون ادخال البغلة في الابريق اخيرا اهتدوا الى فكرة جنونية هي قتل البغلة وكسر الابريق يا له من جنون ، الانسان اذا اراد ان يجن عليه ان يجن وحده ،ثلاثة وثلاثون حركة وثلاثة وعشرون مليشيا وثلاثة عشر حرساً و ثلاث ولايات ، كانت دارفور آمنة مطمئنة يأتيها رزقها فاتاها الامر فانقلب سلمها حربا وامنها رعبا . دارفور ما ذنبها ،ابناؤها يتفوقون في كل شئ يدرسون الجامعات يقفون مع الحركة الاسلامية فيتمردون فيقتلون من لدن بولاد الى خليل ألم تكن هذه ظاهرة ! جديرة بالدراسة والاهتمام لماذا كل هذا، في هذه البلاد الناس يميلون الى التحليلات الكسولة والنظر بسطحية للامور يقولون غلب الدم على الدين ، فلماذا يغلب الاول على الثاني ، اذا ترك الناس الدين غلب الدم عرفت ان لون الدم عند كل البشر واحد (اكتشاف خطير) مشكلة دارفور انها بعيدة من الخرطوم وقريبة من الله ، دارفور بلدنا والسودان وطنا ، السودانيون يعرفون القليل عن دارفور بلد القرآن اللوح والدواية والقلم وارض المحمل ولكن ماذا بعد ليس لانهم لا يريدون معرفة دارفور بالعكس ولكن بعدت المسافة والوصول بشق الانفس و الطريق الى دارفور يراوح مكانه مرة بسبب التمويل ومرة بسبب التأمين اذا توفر الاول تعذر الآخر والشركات الموقعة تعاني الامرين مثل اللوري في قوز ابودويمات كما يقول الاستاذ الروائي الضخم ابراهيم اسحق هنا ننوه للجميع بقرب صدور النسخة الثانية من كتابه الهجرة الهلالية اعظم ما كتب عن هجرة العرب الى السودان احجزوا نسختكم من الآن ، نعود لطريق الانقاذ فالشركات الموقعة تحتاج الى وقوف الى جانبها فهي تعرض منسوبيها للخطر وآلياتها للنهب وميزانياتها للعجز ولا تحل هذه المعضلة الا اذا واصل الوزير نهار الليل بالنهار يتابع المالية ويتابع الشركات ويتابع الولايات لتكتمل الحلقات .