٭ «لعبة الأيام» اسم لمسلسل استرعى انتباهي.. الاسم استوقفني كثيراً.. وادخلني في دائرة تساؤلات عديدة. ٭ هل الايام هي التي تلعب؟ ام الظروف هي التي تلون الايام؟ ام نحن الذين نلعب؟ نحن البشر على الصعيد الفردي؟ ونحن البشر على الصعيد الجماعي؟ هل نلعب نحن ام تلعب الايام؟ ام تلعب الظروف؟ ٭ وقتها هيأت نفسي لمتابعة المسلسل من خلال التساؤلات ولكن منذ الحلقة الأولى انفصلت من شخصيات المسلسل وظروفها وتعلقت بشعار الختام.. ختام الحلقات.. كبرت أمامي الكلمات وشمخت على مد الافق امامي عبارة يغني المغنى وكل يبكي ليلاه او يغني المغني وكل تبكي قيسها.. وليلى قد تكون فكرة.. قد تكون وطناً قد تكون حالة.. وايضاً قيس. ٭ كل الشوارع متاهة والأزمة بلغت مداها.. ٭ هنا قيس الذي بكيت عليه وبكت من اجله الشوارع المتاهة.. شوارع الزمن السوداني متاهات وليست متاهة واحدة. ٭ متاهة سياسية وفي هذه يطول الحديث وتطول متاهات اهل الانقاذ.. لجج.. ولجج.. فرحنا بالحديث عن السلام وبتوقيع اتفاقية نيفاشا.. ولكن الى اين وصلنا.. ذهب جزء من الوطن ورجعت الحرب.. رجعنا الى المربع الاول.. وازداد التشظي. ٭ متاهة في الخطاب السياسي.. منبر السلام العادل ومقالاته المطولة الاستاذ الطيب مصطفى يكتب مقالاً ينشر في اربع صحف في يوم واحد ولا ندري اهو مقال حوار وآراء ام بيان موقف محدد. ٭ متاهة.. في مفهوم حرية الصحافة.. ورقابة الامن.. الصحف تصادر وتعلق وترفع ضدها قضايا.. بل ويتدخل الامن حتى في اختيار الكادر.. ويتم هذا بلا ابداء اسباب واضحة.. هويدا توقف من الكتابة بل وتحرم من وظيفتها الادارية في الصحيفة التي هي من مؤسسيها وتملك بها اسهماً وايضاً الظافر.. يحرم من موقعه المتقدم في الصحيفة.. يحدث هذا لصحيفة «التيار» ويستمر الحديث عن حرية الصحافة.. اي متاهة هذه؟؟ ٭ متاهة كبرى وهي سيادة وتمدد الغلاء بالصورة البشعة التي يعيشها الناس في السودان هذه الايام في الخلخلة التي اصابت النسيج الاجتماعي وذهبت بكل القيم والمثل وهذه لا تحتاج الى كثير حديث وانما يعيشها الكل.. ٭ متاهة كل الاحزاب السياسية بلا استثناء الموالية والمعارضة.. الموالية انصهرت في المؤتمر الوطني الا من صوت هنا وهناك كل الاحزاب اصبح لها اكثر من ناطق رسمي واكثر من خطاب.. ٭ وهناك متاهة منظمات المجتمع المدني.. ايضاً بها انقسامات وانشقاقات واتهامات.. الخ. ٭ ووسط كل هذه المتاهات تضيع مصالح الانسان السوداني مصالحه كلها.. ويبكي ليلاه التي هي الاستقرار والسلام والهناء والامن والدواء والكساء.. يبكي بدموع من الدم فالأزمة بلغت مداها.. ٭ أنا أردد: كل الشوارع متاهة.. والأزمة بلغت مداها.. ٭ ولا أدري إلى أين نحن مساقون أتدرون أنتم؟ هذا مع تحياتي وشكري