أهل الأعلام والفن والأدب فى بلادى نجوم لامعة يعلوها الغبار...غلالات شفافة تحجب ألق الابداع من أن يسطع فى سماء الفن ، ذلك لأن القائمون على أمر الثقافة جعلوا الانغماس فى المحلية هاجسا يغلق ذواتهم ويحد من حرية الانطلاق لديهم ..شئ يكبل جناحى الابداع من الانطلاق أسمه حاجز المحلية الذى لا يقهر الا بوجود الامكانات الرهيبة والصرف البذخى والبعض يعتقد ان الصرف على الثقافة نوع من الترف السفيه ، وقد علمتنا التجارب التى خاضها بعض المبدعين السودانيين أن الفن السودانى يحصد الجوائز عالمياً ، أدبا ، شعراً غناءً وأفلاماُ وثائقية غير أن جُلها تأتى بمجهودات فردية حيث غضت الدولة ووزارة الثقافة الطرف عن الدعم أبت أن يكون لها شرف اليد العليا ، وأكتفت بالاحتفاء الخجول ، فمازلنا نقدم أدبنا فى ذات الطبق القديم، والعالم من حولنا قد إبتكر طرق التقديم الشهى على علات ما يقدم لنا من فن يجافى ذوقنا ، ونظل نقدم فننا للعالم بلا أبداع فى العرض أو التقديم أو الفكرة أو حتى طريقة العرض على الرغم من دسامة ما لدينا من إبداع يصل الى العبقرية والدهشة والإمتاع. أعجب مافى الأمر أن يبدأ الفن السودانى فى أيامة الذهبية الأولى منفتحا على عالمنا العربى والافريقى ليبهرنا عميد الفن السودانى (أحمد المصطفى) فى نهاية الستينات وقد خرج لنا بدويتو رائع مع شحرورة الشاشة العربية (صباح ) فى أغنية على السلم الخماسى هى أغنية (رحماك يا ملاك ) وقبلها الأسطوانات التى سجلها كرومة وسرور والأمين برهان فى مصر وقد لاقت نجاحا كبيرا حتى أن الإعلامية الكبيرة ثريا جودت فى إذاعة وادى النيل قد افردت لهذا الابداع السودانى الفريد حلقات خاصة فى برنامجها بإذاعة وادى النيل ، وبدلا من أن يعود الزمن الى الأمام تأبى رمانة الإبداع فى بلادى وتحت مسمى الأهمال عمداً ، أن تدور لينغلق هذا الإبداع عدا بعض الإشراقات هنا وهناك سرعان ما تخبو ..وإن بدت جذوة الفن السودانى تشتعل شرق ووسط القارة السمراء ولكن على إستحياء ، غير أن ما لفت إنتباهى هو وجود صفحة على الفيس بوك ولفتت ايضا عدد من الفنانين والاعلاميين الكباروتحدثوا عنها وهى صفحة جديدة فى الموقع الاجتماعى الفيس بوك يديرها مجموعة من النشطاء الإعلاميين تحت أسم (الإعلام والفن السودانى ) تحمل هم التعريف بنجومنا من أجل أن تزيح غبار الإعلام الرسمى وتفتح (ستارة النسيان) على قول الست أم كلثوم ....يقوم على تحريرها الأستاذ مصطفى يوسف عمارة والإعلامى معتصم محمد الحسن والشاعرة عبيرزين والاعلامى الواثق جار العلم بشرى والاستاذة زينا ادريس ...ولم يأتى إختيار صفحة الفيس بوك أكبر موقع تواصل إجتماعى عبثاً إذ أن العديد من الجيل الرقمى يمكنه التعرف على هؤلاء النجوم من خلال سيرهم الذاتية والصور ومن ثم التعرف عليهم وعلى ما أنجزوه بل والتفاعل معهم مما يخلق نوعاً من التواصل الشبكى والمعرفى ، وحيث أن العالم الإفتراضى وعالم الفيس بوك والصفحات المتخصصة يتيح فرص التواصل والنقد المباشر كان الفيس بوك هو الأنسب ليتعرف الشباب على جيل الرواد من الشعراء والفنانين والمبدعين فى ظل الهرج السائد والتخطى الجرئ لكل قوانين الملكية الفكرية والنوم العميق لقانون المصنفات الأدبية على الاضابير والأدراج وقد بهت حبره وقلت حيلته فى ظل سطوة البعض على حقوق التأليف والأداء حتى أختلط الحابل بالنابل وأصبح كل مؤدى فنان، بل تجد أن الجيل الجديد ولعدم إلمامه بالرواد يعتقد أن الإبداع المؤدى هو أفضل من الإبداع الخلاق ويطلقون الألقاب على صغار الفنانين جزافا دون أن يكونوا على دراية أن هذا المؤدى ماهو إلا سارق لإبداع غيره ..لهذا كانت القناة الأكثر إنتشاراً للتعريف بهذا الإرث هي الفيس بوك وقد أدرك القائمون على هذه الصفحة تلك الميزة فعملوا عليها بجهد ودراسة ، يقول الأستاذ مصطفى يوسف عمارة مدير الصفحة معلقا : أردت أن أوثق لكوادر بلادى فى الفن والثقافة والأدب والصحافة وعالم الابداع غير المحدود فهناك كوادر تستحق التوثيق والإهتمام ، أردت أن أوثق لأهل الفن والإعلام والأدب والصحافة وأجمعهم كلهم تحت سقف واحد وبدأت أوثق عن كوادر بلادى فى الشبكة العنكبوتية وفى الموقع الأكثر إنتشارا فى عالم الفيس بوك وبعدها فى الصحافة والإعلام ليظهروا للمجتمع بأفضل صورة وهذا أقل ما أستطيع تقديمه لبلادى و للجيل الجديد من الشباب ليتعرف على المحدثين والرواد ويتعرفوا على عطاء هؤلاء ولدى مقولة كثيراً ما أرددها هى أن.. بلادى فى نظرى مختلفة عن كل البلدان ....مختلفة بلونها الأسمر.