في اطار اهتمامها بالكتاب وتسميتها لهذا العام 2013م، بعام الكتاب دشنت مؤسسة اروقة للثقافة والعلوم بقاعة اتحاد المصارف بالخرطوم رواية «بنفسج في حديقة البارود» للكاتبة الصحفية الاستاذة زينب السعيد، وتحدث في حفل التدشين عدد من قادة الفكر والثقافة أبرزهم السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة القومي، والدكتور احمد بلال عثمان وزير الثقافة والإعلام الاتحادي، والدكتور محمد يوسف الدقير وزير الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم. وبداية تحدثت الكاتبة زينب السعيد عن تجربتها الصحفية التي بدأتها في صحيفة «الأخبار» ثم صحيفة «آخر لحظة»، وكذلك ألقت الضوء على تجربتها الادبية مشيرة الى بداياتها المبكرة في هذا المجال من خلال حبها الكبير للادب ووجود مكتبة متواضعة لدى الوالدة، واضافت انها تكتب في هدوء تام بعد منتصف الليل، وكشفت أن روايتها «بنفسج في حديقة البارود» مستمدة من تجربتها الصحفية والقانونية من خلال كمية المشاهد والأحداث التي واجهتها داخل المحيط الصحفي والاسرة والاصدقاء، وداخل المحاكم والسجون. وقالت كل ذلك رمى بظلاله على هذه التجربة المجتمعية الكبيرة، وكان للخيال دور كبير جداً في ان تكتب منه واليه، ومن جانبها قدمت صوت شكر لكل من وقف معها في مسيرتها الصحفية والادبية، منهم الاستاذ عبد العظيم صالح مدير تحرير صحيفة «آخر لحظة»، والأستاذ محجوب فضل بدري، ومؤسسة أروقة للثقافة والعلوم وعلي رأسها الاستاذ السموءل خلف الله، وكذلك قدمت صوت شكر خاص للاستاذ الناقد نبيل غالي الذي ساعدها بصورة علمية ومدروسة. السيد الصادق المهدي أكد جمال الرواية وثمَّن الدور الكبير والجهد الذي بذلته الكاتبة من خلال عملها صحافية ومحامية، والتقاطها مجموعة من التفاصيل الدقيقة للحياة السودانية، وقدم الصادق المهدي تحليلاً ضافياً لكل شخوص الرواية، ويرى أن الرواية قدمت نقداً اجتماعياً لكل مفاصل الحياة الأسرية والاجتماعية السودانية بصورة قوية ورائعة، مشيراً إلى التفكك الأسري والانهيار الكامل الذي أصاب الأسر السودانية، وأوضح أن الأب والأم يلعبان دوراً كبيراً في خلق بيئة صالحة لتربية الابناء. اما وزير الثقافة والاعلام الاتحادي الدكتور أحمد بلال عثمان فقد قال إن المشهد الثقافي السوداني ظل منذ فجر الاربعينيات يعاني من قلة مشاركات المرأة الابداعية في مجال ضروب الادب المختلفة، ووصف مشاركاتها بالخجولة في هذا المضمار، وكشف ان رواية الاستاذة زينب السعيد «بنفسج في حديقة البارود» سوف تقوم وزارته بتحويلها الي عمل درامي وكتابة سيناريو عنه بعد ادخال بعض التعديلات الفنية المطلوبة. فيما يرى وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم الدكتور محمد يوسف الدقير، أن ما كتبته الروائية ملكة الدار محمد في روايتها «الفراغ العريض» يعد ثورة في مجال الكتابة الإبداعية والأدبية النسائية في السودان، وقال إن الكاتبة زينب السعيد هي امتداد لهذا الجيل، وأضاف أن الكاتبة في روايتها مزجت الخيال بالواقع، وقدمت نقدًا مميزاً للممارسات الشاذة داخل المجتمع السوداني، وكشفت المسكوت عنه وانتقدته باستخدام تقنيات الرواية الحديثة في العالم. أما دكتور معتصم عبد الرحيم فقد قال إن الكاتبة زينب السعيد في روايتها تقمصت شخصية المرأة القوية والعاشقة لقيم الخير والجمال، وذهب إلى أن الكاتبة تخلصت من عنصر الزمان بصورة رائعة، وركزت على نقد المجتمعات بصورة مبطنة، وكان اثر العمل الصحفي والمحاماة في هذا العمل واضحاً جداً. ويرى الأستاذ الخاتم عبد الله في رؤيته النقدية أن عنوان الرواية فيه نوع من الاثارة والتناقض الواضح، وأضاف أن موضوعها يعالج قضية اجتماعية بالغة التعقيد بجرأة وحرفية عالية جداً، وأكد أن الكاتبة زينت السعيد من خلال امتلاكها لأدوات الصحافة والمحاماة تمكنت من إنجاز عمل رائع وجميل يشكل إضافة كبيرة للمكتبة السودانية. فيما أكدت الأديبة الأستاذة بثينة خضر مكي أن إنتاج رواية في مثل هذه الظروف من امرأة محامية وصحافية يمثل انتصاراً كبيراً للمرأة السودانية، هذا الى جانب انه امتداد لجيلها وجيل ملكة الدار محمد.