*أية بطولة تفتقد للندية بين الفرق وتنعدم قوة التنافس بينها تصبح مكشوفة و بلا قيمة بالتالى لن يكون لها طعم أو مردود فنى مما يضعف وضعها لدى المتابع ، فالبطولة النموذجية التى تستحق الإعتراف بها وتصبح محل إهتمام هى التى تجذب المشجع والمهتم بسخونة التنافس وتشده وتثيره وبالمقابل فإن البطولة تبقى ضعيفة ولا تستحق الإحترام ولا الإعتراف بها إن كانت نتائج مبارياتها مكشوفة ومعروفة سلفا قبل أن تقام المباراة وهناك تصنيف لفرقها هذا ضعيف وآخر قوى *من الظواهر الحميدة والمطلوبة والإيجابية التى ظهرت مبكرا فى الدورى الممتاز هذا الموسم هو غياب ( القدسية ) التى كان يتمتع بها فريقا المريخ والهلال فى السابق حيث كانا يحققان الفوز فى أى مبارة يؤديانها وخاصة التى تجرى فى إستاديهما فضلا عن ذلك فإن مهاجمى الفرق الأخرى كانوا يتخوفون حتى من التصويب فى مرميهما وقد كان من النادر إهتزاز شباكهما ويصعب على أى فريق التقدم عليهما بهدف وكان الإعتقاد السائد هو أنهما سيفوزان فى أى مبارة ويجب أن لا يتجرأ أى فريق ويسعى لإلحاق الهزيمة بهما وحتى إعلامهما كان يسئ ويهاجم ويشتم أى فريق يقاومهما ويتهمونه بالعمالة لصالح الفريق الأخر وحتى الإحساس العام هو أن يتفوق طرفا القمة أمام أى فريق يواجهانه وأكثر ما عمق هذه الأحاسيس هو الإستراتيجية التى كان ينتهجها مدربو الفرق الأخرى عندما يواجهون أى من طرفى القمة، فضلا عن ذلك فقد كان كثير من الحكام يميلون لهما ويحرصان على تأكيد تفوقهما وحماية نجومهما وإحتساب أى مخالفة ترتكب ضدهما ولا يتوانون فى طرد أو إنذار كل من يخرج عن الخط، وقد يكون لهذا الوضع مبرراته وأسبابه على رأسها القوة الجماهيرية والإعلامية والعراقة بجانب لخبرات وتوفر كل مقومات التفوق الفنى وبقية الفوارق العديدة والكثيرة الأخرى. *الآن الوضع إختلف كثيرا أو ( نوعا ما عما كان عليه ) وواضح أن هناك صحوة ونهضة فى الفرق الأخرى ولا نود أن نقول ضعف أو إهتزاز فى فريقى القمة كما نرى أنه من الظلم والإجحاف والخطأ أن نسرق جهود الفرق الأخرى ونقلل من عطاء نجومها وطموح مدربيها عندما نصف المريخ بأنه كان ضعيفا أمام هلال كادقلى والأمل بدلا من أن نشيد بفريقى هلال كادقلى والأمل ونصفهما بالقوة من واقع أنهما هما اللذان أجبرا المريخ على الضعف ونجحا فى إنهاء تميزه وخطورته ومن غير المعقول أن نهاجم غارزيتو ونطالب بإقالته ونصف لاعبي لهلال بالضعف ونغفل جهود الكابتن ياسر حداثة والجهد الكبير الذى بذله نجوم إتحاد مدنى وأهلى عطبرة ولا نثنى عليهما من منطلق أنهما وضعا الهلال فى حده وحطما غرور نجومه وتعاملا معه بحجمه الحقيقى. *الآن يمكننا القول إن ( الكتوف إتلاحقت ) ، فلم يعد هناك إعتبار للقوة ( التقليدية والوهمية والمصطنعة ) التى كان يتمتع بها طرفا القمة والتى كانت تمنحهما ( حرمة ) تجعلهما فى مأمن من التعرض لأى خسارة حيث كانت هذه الأوهام تشكل قوة إضافية ومصدر رعب لبقية الفرق الأخرى حيث كانت تأتى مستسلمة وجاهزة لتلقى الخسارة منهما، ذلك بعد أن نجح فريقا هلال كادقلى وإتحاد مدنى فى أن يكشفا المستور ويفضحان الأوهام ويقولان للملأ ( إنه ليس هناك فكى داخل القبة ،أو كما يقول المثل )، فهلال كادقلى إستطاع أن ينتزع نقطة غالية عنوة وإقتدارا من المريخ فى إستاده ووسط جماهيره وكاد أن يفعلها النسور والأمل عطبرة وفى مدنى أتى إتحادها الشرس بما لم يأت به غيره فى التاريخ الحديث عندما تقدم بهدفين نظيفين وسعى لإحراز الثالث ووضع هلال ( الملايين ) فى مأزق وموقف صعب وأرغمه على السعى والبحث عن التعادل، كل ذلك يؤكد حقيقة واحدة وهى أن فرق الممتاز لم تعد هينة أو أنها مجرد ( كمبارس ) ولم تعد ضعيفة ومستسلمة وتخاف من المريخ والهلال وأنها غير مهتمة بالحجمين الكبيرين الوهميين لهما ولم تعد تتعامل معهما بالقوة المصطنعة التى صنعها إعلامهما ولا وجود لها على أرض الواقع. *بالتأكيد أن هذا الوضع سيكون فى صالح المنافسة وسيفيد طرفى القمة من واقع أنه سيسهم بقدر كبير فى تجهيزهما ورفع كفاءة نجومها ودعم المستوى العام لهما وللعبة وسيجعلهما يتعاملان بجدية وقوة. *الآن يمكننا أن نقول إن لدينا منافسة قومية جيدة مكتملة الأركان قوامها تنافس ساخن ( هذا إذا واصلت الفرق الأخرى بنفس وضعها الحالى ولم تعد لحالتها القديمة حيث الرضوخ والإنكسار والإستسلام أمام المريخ والهلال ) ونتمنى أن تضاعف بقية فرق الممتاز من جهودها وتؤكد على قوتها وأن لا تتعامل بإحساس الدونية مع طرفى القمة، وأن يكون لها طموح وتطلع يجعلها تسعى لهزيمتهما والنيل منهما، ونرى أن أكبر دليل على تميز بطولة الممتاز هذا الموسم وقوتها هو تخوف جمهور القمة من أى مباراة يؤديها أى منهما فى البطولة خاصة إن كانت فى الولايات وحتى التى تجرى على ملعبيهما. *نرجو أن يسير كل المدربين على النهج الذى تعامل به الثنائى كابتن ياسر حداثة المدير الفنى للإتحاد مدنى والمدرب صلاح أحمد آدم قائد هلال كادقلي. *المريخ في امتحان جديد *إمتحان جديد لا يخلو من الصعوبة ويتوقع له أن يجئ قاسيا على مريخ الكوكى حيث سيواجه اليوم الأهلى بإستاد مدينة شندى وتأتى أهمية المواجهة فى وجود الكابتن محمد عثمان الكوكى - القاسم المشترك - والذى يدير المريخ فنيا وكان قبل خمسة شهور هو مدرب أهلى شندى ( وما يتبع ذلك من حساسيات ومرارات ورواسب كشف عنها الأخ صلاح إدريس يوما ما فضلا عن الضغوط النفسية والعصبية وأشياء كثيرة متوقعة). *كل عناصر القوة ومقومات الصعوبة متوفرة لهذه المواجهة أبرزها أنها الأخيرة للفريقين قبل مباراتيهما الأفريقيتين الحاسمتين واللتين ستجريان بعد خمسة أيام حيث سيلعب المريخ بأم درمان أمام بطل أنغولا فيما سيغادر الأهلى شندى للعاصمة الإثيوبية ليلاقى منافسة هناك بالسبت - هذا من جانب ومن آخر فإن نتائج الأهلى فى المنافسة تشير إلى أنه لن يكون خصما سهلا على المريخ والكل يعلم تطلع الأهلى فى أن ينال مرتبة الندية أمام العملاقين وطموحه الكبير والواضح فى أن ( يشقلب ) الخريطة التقليدية للصدارة الممتازة، هذا غير أن المباراة ستقام فى مدينة شندى. *المريخ سيخوض المباراة ( باسمه الكبير وتاريخه العريق وبكل إمكانياته الضخمة فنية وإدارية وبشرية ) فضلا عن ذلك فإن لقاء اليوم ليس فيه أى مجال أو فرصة للكوكى ليمارس التنظير والفلسفة والتجريب على إعتبار أنه البروفة الأخيرة له قبل لقاء السبت، وهذا يحتم عليه أن يلعب بالتشكيل والتنظيم والإستراتيجية التى سيؤدى بها مواجهته الأفريقية، ومؤكد إن لعب بالمجوعة الجاهزة والمعروفة والمتفاهمة ولم يلجأ للتوليف فإن المريخ سيكسب والعكس فإن جنح التونسى للفلهمة فسيخسر وسيضع حدا لمسيرته مع المريخ. *كافة الإحتمالات والتوقعات واردة - بمعنى أن المريخ يمكن أن يخسر أو يفوز أو يخرج متعادلا وجميع النسب متساوية ( 33.3%) لكل احتمال.