الخرطوم: تهاني عثمان: الاعتداء علي الشارع العام تجاوز مفردة التعدي وبات فعلا طبيعيا بفعل كثرة الممارسات الخاطئة التي تجاوز فيها الكثيرون حدود مساكنهم ، حتي الاسواق حيث تتراجع مساحات المحلات التجارية ، لقد ضاقت جنبات الشوارع وباتت الحركة بطيئة حد الاختناق في بعضها ، ما ادي الي تذمر المواطنين وشكواهم من تعدي جيرانهم وغالب تلك الشكاوي لا تتعدى مجالس الثرثرة ، ولكن علي مستوي المسئولين فان هناك لجانا تحصي وتعد هذه الاعتداءات التي تتزايد كل يوم ولا تتناقص واخذت تضيق الخناق علي معابر الشارع العام . يقول رئيس لجنة احد الاحياء جنوبي الخرطوم ان التعدي علي الشارع العام من قبل السكان واصحاب المحلات التجارية اصبح اقرب الي المحاكاة والسلوك الطبيعي فالكثير من المواطنين في الحي الذي يرأس لجانه الشعبية لا يهتمون لامر الشارع العام بقدر ما اصبحوا يسعون الي كسب متر اضافي لمساحة المنزل ، وقد بدأ ذلك بزراعة الاشجار الظلية واشجار الزينة و في الاونة الاخيرة امتدت الاسوار الي ما يتجاوز المتر من حدود المنزل عبر نسج السور الحديدي و بناء جدار خرساني او مظلات يقيمون فيها .وعلي مستوي المحال التجارية فحدث ولا حرج اذ باتت المعروضات خارج حدود المكان . من منطقة السلمة حدثتني هادية الجيلي قائلة : « ان المواطنين استغلوا الشارع وتمددوا فيه بمساحات واسعة ساهم في ذلك غياب من يوقف هذه الفوضى ، وقد سمعنا كثيرا عن اتجاهات لمعالجة هذه الاوضاع ولكنها وعود مثل الكتابة علي الرمال تذهب قبل هبوب الرياح ، و قد فضحت الأمطار هذا التعدي بطريقة واضحة ففي ايام الجفاف العادية كان الطريق متاحا ، ولكن ضيق الطرقات مع غزارة الأمطار جعل الشوارع اكثر ضيقا فصعبت الحركة علي المواطنين الراجلين دعك من سائقي المركبات ، ويقول عوض الكريم خاطر ان مظاهر التعدي تجاوزت حد الاحتمال اذ اقدم احد سكان الحى مؤخرا علي تحويل دكانه التجاري الي غرفة ، واستفاد من تركيب الزنك والحديد في انشاء دكانه علي الشارع العام في المكان الذي يستخدمه للعرض الخارجي ، وباقامته المحل التجاري خارج حدود المنزل اعتدي علي الطريق وبات ضيقا ، المواطنون لا يرغبون في كشف حال بعضهم بحكم الجوار وفي انتظار السلطات التي نتوقع منها ان تقوم كل الاخطاء ، ان المدينة اصبحت تحتاج الي اعادة تخطيط اكثر من الاطراف . ويرى فضل الله عبد الوهاب ان هناك الكثير من التعديات ولكن حتى التي يتم ازالتها او انذار اصحابها تكون وفق معايير لا تنطبق علي الجميع وهذا ما حدث قبل فترة ليست بالطويلة في احد الاسواق عندما تم ازالة المعروضات التجارية من الطريق العام للسوق ولكن القانون تجاوز اسماء بعينها وطبق علي العامة ، واضاف ان الخلل ليس في القوانين العامة فالكل يدرى بالمخالفة ولكن استخراج بعض التجار لبضاعتهم خارج المحال للعرض الخارجي من كل الاتجاهات يجعلك الوحيد الذي لا تعرض بضاعتك مما يضطرك لمجاراة جيرانك في الخطأ واخراج البضاعة طالما لم يتم منع الجميع . وكانت ولاية الخرطوم قد انشأت جهازا لحماية الأراضي الحكومية وازالة المخالفات من شأنه ان يقوم بدوره في وقف التعديات على الأراضي الحكومية وازالة المظاهر السالبة والتشوهات والمخالفات بما فيها الحكومية بالأسواق والطرق العامة، ولكن لا يزال عمل هذا الجهاز بعيدا عن التطبيق طالما هناك الكثير من المخالفات الفعلية تزداد كل يوم في الطرقات والاحياء الداخلية .