وان ضاقت عليك الأرض يوما وبت تئن من دنياك قهرا فرب الكون ما أبكاك إلا لتعلم ان بعد العسر يسرا قلبي على وطني: كيف لا والوطن الجريح يئن من نكبات الأمس…كيف لا والوطن العابس يغوص في وحل البؤس، المسغبة وضيق ذات اليد…كيف لا والوطن يبحث عن لقمة عيش يسد بها رمقه…كيف لا والوطن يلهث وراء جرعة من دواء تسكت أنين جرحه الدامي… كيف لا والوطن يصعد مسرعا للهاوية، وأنفاسه كادت تنقبض… وبينما كان الوطن هائما حائرا، انبثق فجر ثورة ديسمبر المجيدة، وتفاءلنا، وتفاءلنا..والثورة تسعي لاهثة لتلبسه عباءة التغيير، التحديث ،التجديد، التوهج والالق. ولكن مازال الإيقاع بطيئا متعثرا.وصبرنا وصبرنا حتى ملنا الصبر، وضاق الشارع ذرعا… فهاهو الشارع يستيقظ ليشارك في استقامة عود الثورة لتنجز أهدافها ومهامها، وبتوفيق من عند الله العلي القدير، سيلحق الوطن بركب الدول المتقدمة بمشيئة الله فلذلك الشارع السوداني يتوق ويطمح دون حياء وبصدق وصراحة باذخة أن يدلي بدلوه: أولا: الشارع يتوق ويطمح ان تنقشع غشاوة وضبابية عدم الثقة الخفية mistrust التي تطفو على السطح بين ركائز السلطة الانتقالية الثلاث ثم انتقلت للمواطن، والتي روى شجرتها مروجو الفتن والشائعات المضللة، ولماذا لا نغض الطرف عنها؟. ثانيا: الشارع السوداني يتوق ويتمنى ان تكف السلطة عن التلكؤ ، التباطؤ والتراخي وسلحفائية القرار. وحلو الحديث سمات عهد غربت شمسه. ثالثا: الشعب يتطلع ويتوق الا يقود قافلته مثيرو الجدل ، والبطانة ذات الأجندة غير المقبولة، بنأي عن الجهوية العرجاء والمخاصصة المعوقة. رابعا: الشارع يتوق ويتمنى تمليكه الحقائق من الراعي عبر لقاء مكاشفة شهري حتى يطمئن قلبه؛ وتذوب ثلوج مخاوفه. خامسا: الشارع يطمح ويتمنى ان نكف عن التسامح الضار ونبدأ التحفظ على كل من يسعى لكسر جناح الثورة في الخفاء.مازالت الخدمة المدنية تعج بالمخربين المتهالكين دون عين تراقب ويد تحسم. سادسا: الشارع يتطلع للبدء الفوري في إطفاء لهيب الاسعار. اين الرقابة التي بح صوتنا لتحقيقها؟ واين القانون الرادع الذي نادينا به لكبح جماح الجشع المخيف.؟ وأين جهاز حماية المستهلك الذي صدر قرار رئاسي بتسمية رئيسه وأعضائه؟ أليس هذا قصور ، تلكؤ وتراخ معيب "يا حمدوك". أليس هو سبب الإحباط، الغثيان والذهول الفكري الذي صاحبنا هذه الايام ليؤرق مضاجعنا وكدنا نفقد الصواب ؟ سابعا: أثلجت صدري تلك الخطبة العصماء حلوة المذاق سلسة العبارات والتي خلت من الأخطاء النحوية واللغوية كما عودنا آخرون، خطبة محتشدة بالطموح الخدمي والأمل الاخضر والأماني الحلوة.خطبة انطلقت من لسان الابن أيمن خالد نمر والي الخرطوم مخاطبا مواطنيه.خطبة في ثناياها برنامج وخارطة طريق واعدة road map نأمل ان يحرص الوالي على البدء فورا في تنفيذها، ونأمل ألا تلوذ بوادي الصمت كسابقاتها!. ثامنا: الشارع يتطلع بشغف ان تكف "قحت"عن التطاحن،العداء، الانفلات والتنافر الفكري والبريق الزائف.تفاديا للانزلاق والانفجار ووأد الثورة ..لموا الشمل ووحدوا الصف والكلمة لتقوى شوكة الثورة، ويشتد ساعدها فتسكتوا أصوات المتربصين الحاقدين. تاسعا: الشارع يتوق ويتمنى من الحبيب الإمام الصادق ،احد أركان "قحت" وحكيمها ودرعها الواقي ان يسعى لوحدتها، وتهدئة الخواطر الملتهبة ، بدلا من إثارة مشاعر أبنائه، الثوار، فهو مرشدهم وحامي حماهم . عاشرا: الشارع يتوق ويتطلع ان يتحسن المسار وان ننعم بالسلام دون إبطاء . العمل الجاد لا القول المنمق هو هدف الثورة. ملاحظة مهمة ما ذكرته في هذه المساحة رددته عدة مرات ولا حياة لمن تنادي"والله أخاف ان يقع الفأس على الرأس وتنقبض الأنفاس، ربنا يكضب الشينة!". (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ). صدق الله العظيم.