الكثيرمن الآباء إن لم يكن جميعهم يهتمون فقط بإكمال متطلبات حقيبة الطالب المدرسية قبيل بداية العام الدراسي بأيام قلائل بجانب الزي وأحذيته والكتب والكراسات ومحاولة توفير ترحيل تتكامل فيه مواصفات الراحة والطمأنينة ، هذا اذا كان الطالب بالمدارس الحكومية او الخاصة في حال لم يتوفر عند ذويه سيارةً تقل الابناء ذهابا وايابا، ولكن هناك من فكّر ان يُعد ابنه قبل بداية العام الدراسي اعدادا نفسيا وفق الاشتراطات الطبية والنفسية المعمول بها عالميا في معظم دول العالم الاول . (السوداني) التقت الدكتورة والباحثة الاجتماعية المحاضرة بجامعة النيلين كلية الطب اقبال ابشر حول التهيئة النفسية لاعداد الطالب المدرسي وخرجت منها بالحصيلة التالية :- اولا من هم الاطفال الذين يجب ان نركز عليهم فى الاهتمام النفسي قبل بداية العام ؟ كل الاطفال يجب ان نعدهم اعدادا نفسيا وعقليا جيدا قبل بداية العام الدارسي، ولكن يجب علينا ان نركز وبشيء من الدقة والتمحيص في الاطفال الجدد الذين دخلوا المدرسة حديثا، وذلك لأنهم كانوا يعيشون في عالما افتراضيا بعيدا عن الواقع المدرسي المرتب والممنهج بصورة جديدة على حياتهم . ماهي اهم الاشياء التي ينبغي ان نركز عليها للأطفال ؟ هي كثيرة ولكن اهمها الجوانب الصحية فمثلا جائحة (كورونا) من المهم ان نضع في الاعتبار ان الأطفال لا يصيبهم الانطباع العام المزدوج بين الخوف والفزع وذلك نسبة لعدم تطور هذه الاحاسيس لدى الفئات العمرية الصغيرة لإرتباطهم بعالمهم الافتراضي الخاص بهم. . ماهي غالبية المشاعر التي قد تصيب التلاميذ الذين لم نعدّهم نفسيا وعقليا للمرحلة الاولى من الدراسة ؟ قد يشعر الأطفال بالتوتر أو التردد إزاء العودة إلى المدرسة، خصوصاً إذا كانوا يتعلمون في البيت او الرياض المختلفة لفترة اطول . ماهو المطلوب من ولى الامر للتعامل مع تلك الفترة الصعبة ؟ اولا المصداقية ، يجب ان تكون صادقاً مع طفلك و يمكنك مثلاً أن تستعرض له بعض التغييرات التي قد يواجهها في المدرسة، من قبيل الحاجة إلى ارتداء زى موحد أو أدوات حماية كالكمامات. وقد يصعب على الأطفال المحافظة على مسافة تباعد بدني مع اصدقائهم ومعلميهم أثناء وجودهم في المدرسة ، لذلك يمكنك تشجيعه بصورة وقائية اخرى تُسهل من مسائل الترابط معهم ، وتذكيره بأن إجرآءات السلامة تحافظ عليه وتحافظ على من يحبهم من حوله ، ذكّره بالجوانب الإيجابية مثلا سعادة اصدقائه ومعلميه لرؤيته وتعلمه لأشياء جديدة إذا انتظم بالصف . كيف السبيل لإقناع الاطفال بصورة موحدة مع اختلاف مفاهيمهم واختلاف شحناتهم النفسية والمعنوية وبيئاتهم الاجتماعية ؟ لا بد من فهم مفاتيح الشخصية من خلال إجراء تحليل لأنماط شخصياتهم واهتماماتهم وتفضيلاتهم لتكون هذه مداخل الحديث معهم في هذا الموضوع، فتحدث استجابة من جانبهم بل ويساعدون في نشر الوعي بين زملائهم ويكونون فاعلين إيجابيا في مجتمعاتهم بصورة تلقائية . كيف نحافظ على الاطفال نفسيا وعقليا في تلك المرحلة؟ نحافظ عليهم بالشكل الذي يتناسب مع طبيعة عقلية هذه المرحلة وبأسلوب يتقبلونه، بحيث تكون الشخصيات المحببة لأنفسهم هي المدخل للحديث معهم وتوعيتهم بأسلوب السلامة النفسية والصحية والمعنوية في ذلك خبراء ومختصون ،ومن الضروري الحديث تربويا مع الأطفال والتحاور معهم عبر برنامج توعوي دقيق ومتوازن ليس سوداويا أو متفائلا أكثر مما يجب، وذلك لتوعيتهم مثلا بخطورة (كورونا) مثلا مع توضيح ذلك بوسائل حديثة تتناسب مع سنهم العمرية إذ يعاني أغلب الأطفال من مشكلة تقبل نصيحة الأهالي فهم اكثر ثقة بالوسائط الرقمية او التقنية الحديثة لذلك ستكون وسيلتنا لهم في بعض الاحيان إذاً كيف يحصل ولى الامرعلى كل تلك الثقافة النفسية حتى يُطبقها على ابنائه قبل العام الدراسي اواثنائه وبعده؟ ليس ولي الامرفقط بل ولي الامر والمعلمين لا بد من توعيتهم وتدريبهم عن أهمية التعامل مع الطفل باحترام ورقي وضرورة أخذ رأيه في بعض الأمور ليشعر بأهميته في المنزل، وهذا سيكون مدخل لتطوير وعى الطفل بطريقة سهلة وسريعة. هل توجد هنالك طريقة علمية معروفة اثبتت نجاحهاعمليا في كيفية بناء شخصية الطالب او التلميذ؟ نعم هنالك أسلوب جديد يُعرف ب"التعليم التفاعلي النشط البنائي للشخصية"، بحيث تكون الحوارات من خلال اكتشاف مهارات الطلاب وتنمية حب المدرسة والزملاء والدراسة داخلهم وما إلى ذلك بأسلوب تفاعلي ، فضلا عن أهمية الحوار الأسري اليومي بشأن تصرفات الأطفال وتصحيحها. ماهي النصائح التي يجب ان يتبعها اولياء الامور بعد عودة ابنائهم من المدارس ؟ كثيرة ولكن نأخذ منها مثلاً بعض النصائح التي قدمتها اليونيسيف " تفعيل الوعي القيادي لدى الطلاب لتتحول الأفكار الإيجابية التي جرى زراعتها مثلا خلال الجائحة إلى قناعات ينشرونها بين زملائهم مثل المداومة على الإجراءات الوقائية، تجنب الحديث عن الصعوبات التي سيواجهها الأطفال خلال هذا العام الدراسي، إجراء محادثة مفتوحة مع الطفل حول ما يثير قلقه وإخباره أنه من الطبيعي الشعور بالقلق ، مراعاة الآباء عدم نقل مشاعر القلق المتزايدة إلى أطفالهم، والتحلي بالهدوء والثقة أثناء تحضيرهم للذهاب لليوم الدراسي بصورة مستديمة.