تقييم المُواطنين لهذه التجربة ينقسم بين من يرونها أنّها إذا لم تزد الطين بله فهي لم تُصلح الحال، والدليل بحسب المواطن نزار أحمد محمد أنّ المواصلات في المواقف الرئيسية بمُدن الولاية الثلاث كانت معقولة إلى حدٍّ ما، لكنها الآن وبعد مرور حوالي سبعة أعوام على قدومها تعيش العاصمة كلها في أزمة مواصلات حقيقيّة وكأنَّ بصات الوالي (جابوها فزعة.. بقت وجعة)!! لكن سامية حسن لا تتفق مع من سبقها بالحديث وحُجَّتها أنّها تعمل في مصلحة بمدينة بحري وتقطن بالإسكان أمدرمان وبالتالي تستقل بص الوالي خُصُوصاً في رحلة العودة، مُشيرةً إلى أنّه الوسيلة التي تصل عبرها إلى بيتها، واستدركت بالقول: صحيحٌ أنّه بطيءٌ في كَثِيرٍ من الأحيان ويستغرق زمناً طويلاً، لكن مع ذلك فإنّه يؤدي مُهمّته بتوصيلها إلى حيث تنشد. حزمة مُعوّقات!! ويقول عبد الهادي - سائق بص بخط الشنقيطي - ل (السوداني)، انّ هنالك عدداً كبيراً من الصعوبات التي تواجههم كسائقين لبص الوالي، منها ضغط شركة المواصلات (الجهة المُموّلة)، حيث تلزمهم بدفع الإيراد اليومي حتى ولو كان البص مُعطّلاً، كما أنّه يتم خصم مبلغ للصيانة والاسبيرات، علماً بأنّ الشركة لا توفر ذلك. وقال السائق عمر الخليفة، إنّه ذَهَبَ للشركة أكثر من مرة لشراء بعض الاسبيرات للبص الخاص به، لكنه لم يحصل عليها بحجّة أنّها غير موجودة، إلا أنّ أحد زملاءه دَلَّهُ على شخصٍ أجنبي مُقيمٍ دائمٍ بالخرطوم يملك هذه كل الاسيبرات وبالفعل ذهب اليه واشترى منه، ذات الحديث عن هذا قاله لنا سائقون ومُلاّك بصات بأن أحد الأجانب يقوم ببيع الاسبيرات لهم بضعف التكلفة المعروفة في ورشة بالخرطوم، وذكروا أنّ هذا الرجل يشتري الاسبيرات من شركة كبيرة جداً وشهيرة بالسودان.. وشكا من تحدثوا إلينا من زيادة أسعار الإطارات حيث قفز من (6) آلاف جنيه إلى (11) ألف جنيه. النار ولَّعت!! أحد السائقين لبصات الوالي قال ل (السوداني) فضّل حجب اسمه، إنَّه عمل لفترةٍ طويلةٍ بشركة البريميت (بصات الوالي بكافوري)، وإنّ حديثاً مطوَّلاً ومُستمراً ظَلّ يدور حول أنّ هذا المكان (مَسكُونٌ) أي يسكنه الجن، وقال إنَّ كثيراً ما كانت تحدث مواقف غريبة للسائقين بهذا المكان لدرجة أنّ الجميع ظَلّ يتشاءم منه، وقال: ربما يكون الحريق الأخير بفعل فاعل وليس التماساً كهربائياً، لأنَّ ما يدور حول بصات الوالي كلام كثير جداً. وليس بعيداً من كلام مُحدَّثنا، تقول مصادر إن الحريق الذي طال (13) من بصات ولاية الخرطوم التابعة لوزارة البنى التحتية، تسوده شُبهة، بدليل أنّ الاشتعال كان قوياً لدرجة تجعلك تتساءل هل صُبُّ بنزين على هذه البصات؟! شركة المُواصلات تترافع أخيراً ذهبنا إلى شركة مواصلات ولاية الخرطوم الكائنة قُرب سبق الخيل، قصدنا المدير العام للشركة.. لكن مدير الإعلام والعلاقات العامة هشام حسين أخبرنا بأنّ المدير العام في مُهمّةٍ خارج البلاد، ومن ثم قال ل (السوداني)، إنَّ هذه الشركة قامت لإنجاز عمل استراتيجي كبير، حيث توفر 20% من البصات داخل الولاية بقطاعاتها المختلفة (الخرطوم وبحري وأمدرمان)، وإنّهم يُخطِّطون لحل مشكلة المواصلات من خلال استيراد (1200) بص ستصل تابعاً على ثلاث دفعات، ابتداءً من أبريل الجاري، إنّ هذه الخُطة يشرف عليها المدير العام لشركة المواصلات بنفسه، هذا إضافة إلى (75) بصاً سوف يتم استلامها من شركة جياد للسيارات، وقال هشام: لابد من الاعتراف بأنّ كل وسائل النقل التي تُستورد من الخارج تكون مُستخدمة وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية في السودان. ورداً على سؤال (السوداني) حول أنّ البصات المُستوردة ليست لديها اسبيرات في السودان، قال انّ هذا الكلام غير صَحيحٍ، وانّهم يتعاملون مع شركات عالمية لديها وكلاء بالسودان (مثل شركة اليوتونق) وكل الاسبيرات متوفرة، مع كامل الاعتراف بأن أسعارها عالية. وحول أسعار البصات، قال هشام إنّ سعر البص للاستثمار أو الإيجار يتوقف على الساعات التشغيلية والمسافة بالكيلو مترات، إذا حدث عُطلٌ في البص فالشركة هي المسؤولة عنه وتُوفِّر لصاحب البص البديل. وعن حادثة احتراق (13) من بصات الوالي بكافوري، قال إن البصات التي احترقت عبارة عن (خُردة) وهي جُمعت بغرض البيع، لأنّ مدة صلاحيتها انتهت وقيمة صيانتها عالية جداً. وبسؤالنا له حول ما يُقال إنّ الحريق تم بفعل فاعلٍ قال: لا أستطيع أن (أفتي) في تفاصيل كيف تَمّ الحريق، لأنّ التحقيق مازال جارياً والأيام القادمة كفيلة بكشف كل الحقائق.