بالمقابل، أصبحت جرائم اختطاف الأطفال الرضع من المستشفيات تتسيد المشهد بالرغم من أن تلك الجرائم لم يكن معتاد عليها في الماضي بتلك الطريقة التي أصبحت الآن مصدر توتر وقلق للإمهات وحديث الناس، مشيرين لخطورتها وجرأة القائمات بها وغياب الوازع الديني ونظرة المجتمع التي لا ترحم تجاه المجرمين من النساء منتهكات حقوق الغير. (2) إحدى المستشفيات الأمدرمانية جرت فيها عملية اختطاف مخطط لها لطفلة رضيعة عمرها يوم وذلك عندما قامت القابلة بتسليم الطفلة بعد ولادتها مباشرة لجدتها التي جلست داخل العنبر وهي تحمل لفافة الطفلة لتطلب منها سيدة منقبة بحمل الطفل لوزنه بإحدى الغرف المجاورة فوافقت الجدة على ثقة ولم يطرأ في بالها أنها وقعت ضحية لنصابة إلا بعد مضي قرابة النصف ساعة حينما أتت القابلة لأخذ الطفلة لأمها لإرضاعها ليتفاجأ الجميع باختطاف الطفلة ولم يتم العثور عليها ولا السيدة المنقبة، وكأنما انشقت الأرض بالسيدة وابتلعتها لتترك الحزن والألم يعتصر قلب الأم وأسرتها. (3) نسبة لتكرار جرائم خطف الأطفال طالب الكثيرون بوضع كاميرات مراقبة لتتبع كل ما هو مريب وتفتيش كل من يشكون في أمره، فيما لفت بعضهم للتعامل بتقنيات حديثة تتعامل بها عدد من دول الجوار، مثلاً عالمياً يعد النظام الإلكتروني هو الأفضل بعد إخفاق الأمن البشري في حماية المواليد من الخطف إلى جانب تنامي ثقة الأسر بالتقنية للكشف عن هذا النوع من الحالات في ظل غفلة العنصر البشري من الحماية. (4) حول الموضوع أكد الأستاذ صالح الصفيري أن الناحية الأمنية يفترض أن تكون تقنية بحتة مع ملاحظة احتياج التقنية لعدد من العوامل التي تساعد على الحماية ومنها التصميم الهندسي إذ يجب مراعاة الجانب الأمني فيه من ناحية موقع مكتب الممرضات ليسهل على الممرضات مراقبة الدخول والخروج إليها، والأفضل أن تكون مقابلة مباشرة لكاونتر الممرضات، كذلك تحديد بوابات الزيارة إذ يلاحظ في بعض المستشفيات كثرة بوابات دخول وخروج الزوار مما يصعب مراقبتهم، وأضاف إن العنصر البشري والتنظيم الأمني وتحديد المسؤوليات مهم لمعرفة من هو المسئول عن حماية الأطفال هل هو رجل الأمن في المستشفى والمتواجد عند البوابة؟ أم الممرضات المسؤولات عن الحضانة؟ موضحاً أن الأمن النسائي مهم لتفتيش الزائرات بدقة، وتكثيف تواجدهن وقت الزيارات خصوصاً في غرف الحضانة لمتابعة دخول وخروج الزوار إلى الحضانة، بالإضافة إلى منع خروج الأطفال من الحضانة منعاً باتاً وإقفال غرفة الحضانة ومنع دخول أي شخص وقت الزيارة، مؤكداً على أهمية وتحديد الأوقات الخطرة كأوقات الزيارة والتي يجب أن يكون فيها جهاز الأمن والكادر الطبي المسؤول عن الأطفال في حالة استنفار ومتابعة لحركة الزوار وتحديد الأماكن التي لا يجب تواجدهم فيها، وأشار إلى أن أهم التقنيات التي تساعد في الحد من هذه المشكلة تقنية الكاميرات الأمنية وتجهيزاتها فيمكن من خلال هذه الأنظمة ربط حضانة الأطفال مع كونتر الممرضات المسؤولات ومع غرفة اللأم؛ بحيث يتم وضع كاميرا أمام كل سرير واستخدام أنظمة المتركس للتوزيع بحيث يمكن للأم أن ترى وتتابع طفلها طوال الوقت وربط النظام مع غرفة الحرسات الأمنية للمراقبة خلال 24ساعة.