لم يفت على منظم اللقاء مدير طيبة برس محمد لطيف، أهمية وضع ضربة البداية بين يدي الضيف والحاضرين دون (كنترول) منه، ليطبع اللقاء بعفوية محببة، دفعت الكثيرين إلى إلقاء استفهاماتهم دون حواجز.. الحاضرون تميزوا بتعدد المنابر القادمين منها، فيما كان الأساتذة فيصل محمد صالح وعبد الرحمن الأمين وأحمد يونس يزينون الحضور.. علاقات البلدين.. وساطة الخرطوم تعزز الموقف وزير داخلية جنوب السودان قطع بأن الجنوب والسودان ما يزالا جزءً من بعضهما البعض ثقافياً واجتماعياً وأحياناً سياسياً. شاكراً القيادة السياسية والشعب السوداني لوقوفه مع محنة الجنوب ولم شمل أطراف النزاع. وأشار مايكل إلى أن الوساطة التي كانت في أديس أبابا اعترضتها العديد من المعوقات، فيما نجحت القيادة السودانية في تجاوز تلك المعوقات بالخرطوم، ما قاد لتوقيع الأطراف في أديس أبابا بإشراف مباشر من الرئيس البشير. ودلل الفريق مايكل على الفرق الجوهري بين أديس أباباوالخرطوم، مشيراً إلى أن اتفاقية أديس أبابا شهدت العديد من التحفظات كما لم تتوفر فيها الثقة، في المقابل نجحت الخرطوم في خلق الثقة بين الأطراف كما كان لتدخل الإيقاد وإصرارها والإرادة؛ أثَّر كل ذلك في توقيع الاتفاقية. واعتبر مايكل أن خطوة توسط الخرطوم بين فرقاء الجنوب أسهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين وإعادة الثقة بينهما، منوهاً إلى المحطات الكثيرة التي مرت بها علاقتهما وما شابها من توترات في أحيانٍ كثيرة، وأضاف: "لكن بعد توسط الخرطوم بين فرقاء الجنوب انتفت وزالت كل الهواجس تماماً". قاطعاً بوجود بداية جديدة تخدم البلدين ومصالح شعبيهما. مؤكداً للمواطنين في السودان وجنوب السودان، البدء في تنفيذ اتفاقية السلام لأنها تقود إلى الاستقرار بعد معاناة طويلة مع الحروب. ووجه مايكل حديثه لفصائل المعارضة الجنوبية الموقعة على اتفاق السلام، مؤكداً أنهم جزء أصيل في المعادلة وضروري أن يكونوا في جوبا لأن غيابهم يشل تنفيذ الاتفاقية. الاتفاق.. تفاصيل لابد منها وقطع مايكل بعدم وجود أي ضغوط على الأطراف الجنوبية من قبل السودان أو غيره لتوقيع اتفاق السلام، وأضاف: لكن ثقة الأطراف في السودان هي ما أسهم في توقيعه. وحول إشراف الجيشين السوداني واليوغندي على جيش جنوب السودان، أكد مايكل أن جنوب السودان خاض تجربة بقاء ووجود جيشين خلال الفترة الانتقالية، وقال: ذلك لم يكن مفيداً. وأكد شيانقجيك أنه تم الاتفاق على دمج جيوش جميع الأطراف وأن يكون السودان ويوغندا جزء من تأهيل هذه القوات بحكم الخبرة.. وكشف مايكل عن أن العنصر المهم في الترتيبات الأمنية هو سرعة دمج الجيوش، مشيراً إلى عدم وجود نص بوجود الجيشين السوداني واليوغندي في الجنوب، وأن تواجدهم سيكون للمساعدة فقط في تكوين جيش الجنوب، كاشفاً عن أن السودان هو الطرف الذي قدم مقترحاته فيما لم تقل يوغندا شيئاً. وسخر مايكل مما يثار عن توغل للجيش اليوغندي في أراضي جنوب السودان، وقال: الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة، وما يروج أشاعات لأغراض سياسية ليس إلا، ولا يوجد ما يمس سيادة الجنوب.. وحيال تحفظات أطراف المعارضة قبيل التوقيع النهائي، أكد مايكل أن قيادة الإيقاد وجدت أنه ليس لها لزوم، فالنقاش والتفاوض في الاتفاقيات لا يمكن أن يحقق مكاسب بنسبة 100% ولا بد من التنازلات المتبادلة. وقطع مايكل بأفضلية الحكومة الضخمة في بلد مثبل الجنوب بدلاً عن حكومة مشكلات، وأضاف: هذا هو شكل الحكومة للثلاث سنوات قادمة وسنتحمل ذلك. التعاون الأمني.. الصفري والمعابر واتفاقات التعاون وكشف وزير داخلية الجنوب الفريق مايكل شيانقجيك عن تعاون مشترك بين الخرطوموجوبا في المجال الأمني خارج منظومة دول شرق إفريقيا، وأضاف: في هذا السياق خطونا إلى الأمام جداً وهو ما يجعلنا ننجح، خصوصاً وأن موقع الجنوب الاستراتيجي يفرض عليه بذل الجهود لتجنيب دول الجوار الكثير من المشكلات.. مايكل لم يأل جهداً في تبيين الوضع الحالي إزاء الكثير من النقاط المبهمة والمحاصرة بالضبابية، فأكد أن اتفاقيات التعاون المشترك سارية المفعول وأن التنفيذ لم يتوقف، مشيراً إلى أن كل شيء تم النص عليه يجري تنفيذه إلا النذر اليسير، وأضاف: القيادة السياسية حريصة تماماً على التنفيذ. موضحاً أن الوضع الحدودي وترسيم الحدود أمور متعلقة بالقرارات السياسية، مشيراً إلى لقاء عقد مؤخراً بين الرئيسين البشير وسلفاكير لتفعيل لجنة الحدود، كاشفاً عن البلدين ليس لهما مشاكل حدودية، وأضاف: الشعبان متداخلان لذا فالمشكلات السياسية هي التي تواجهنا. ونوه وزير داخلية الجنوب إلى أن تحديد الخط الصفري تم حسمه وأنه استغرق بعض الإجراءات الأمنية، وأضاف: باعتباري عضواً في لجنة اؤكد ذلك وأنه تم تجاوز كل المشكلات. منوهاً إلى صدور قرارات بفتح المعابر وأن التأخير كان بسبب عدم وجود أمن في الحدود بحكم وجود مجموعات المعارضة على الحدود وهو ما تم حله أمس الأول بتوقيع الأطراف الجنوبية. مشيراً إلى المعبر بين كوستي والرنك يعمل وكذلك معبر أويل والميرم. وكشف وزير داخلية الجنوب عن أنه بحث في الخرطوم على هامش اجتماع دول شرق إفريقيا التعاون المشترك بين العاصمتين، وأكد عن أنه تم الاتفاق على أن يكون المعمل الجنائي السوداني ليس خاصاً بالخرطوم وإنما لكل شرق إفريقيا وأن يكون للجنوب بشكل خاص، منوهاً إلى أنه وجه الدعوة للمفتش العام لزيارة جوبا. كاشفاً عن توجيهات رئاسية من الرئيس سلفاكير ميادريت لوزارة الداخلية بأن أي مواطن سوداني في جنوب السودان حر ولا يمس بتاتاً وأضاف: هناك من لديهه ممتلكات وارتباطات لذا عندما تتوتر السياسة فإن الاجتماعي لا يتأثر، قاطعاً بعدم وجود استهداف لأي مواطن سوداني في جنوب السودان. الوضع في جوبا وعن الوضع في عاصمة بلاده، لم ينس مايكل توجيه رسائل للإعلام المضلل، مؤكداً أن جوبا مثلها مثل الخرطوم والجزيرة، وأنها آمنة أمناً مستتباً، منوهاً إلى أن جوبا بحكم أنها المنفذ الوحيد لشرق إفريقيا، لذا فهي تعاني من جرائم تهريب البشر ومكافحة الإرهاب، باعتبارها أهم المشكلات التي تعاني منها في جوبا، واستدرك: لكننا استطعنا بتعاون دول شرق إفريقيا تعطيل الشبكات الإرهابية، وأضاف: بالتالي جوبا آمنة ونسعى لمزيد من توفير الأمن لأن أمن المواطن مسئولية الحكومة. مشيراً إلى أن السودان وجنوب السودان بلدان لا تنقصهما الموارد ولكنهما بسبب الحرب لم يستغلا مواردهما، وأضاف: حالياً فتحنا حقول النفط، وسيكون لذلك أثره على البلدين، متوقعاً انخفاض الدولار بعد شهرين أو ثلاثة. واعتبر مايكل أن جوبا أفضل من نيروبي وكمبالا وأنها مثل غيرها من العواصم حيث النهب والسرقة، مشيراً إلى أن الجنوب حجز كل مجرمي شرق إفريقيا وهو ما جنب السودان مخاطر كثيرة.