إطلاق الإشاعات المغرضة من العادات السيئة التي تنتشر في المجتمعات والتي يكون لها الاثر السالب على حياة المواطنين بما تُحدثه من بلبلة في اوساطهم وحياتهم المعيشية وامنهم وقد تكون بمثابة الفتة التي هي اشد من القتل. ورغم أن البيئة غير المستقرة فنحن في دولة ظلت تعاني من عدم استقرار واوضاع سياسية واقتصادية غير مستقرة قد تكون حاضنة لانطلاق الاشاعات التي تضر اولا باقتصاد الدولة اضافة إلى الارتباك الذي قد يحدث للمواطنين نتيجة اطلاقة اشاعة كاذبة تنتشر فتجد من يصدقها ويعمل على نشرها . الاحداث المتلاحقة في السودان ابتداء من دخول حركة العدل والمساواة لمدينة ام درمان وما صاحب ذلك من تداعيات اضافة إلى الهجوم الاسرائيلي على مصنع اليرموك وقبله الهجوم على مدينة بورتسودان والذي جعل من الساحة مكانا خصبا لإطلاق الإشاعات ففي تلك الايام حكى لي احد الاشخاص أن الجالية الهندية بمدينة كسلا كانت تقيم احتفالا كبيرا واثناء الحفل تم اطلاق الالعاب النارية والتي جعلت الناس تعتقد انها ضربة اسرائيلية فأغلقت المحلات والتجأ الناس إلى بيوتهم. ايضا كنت شاهدا في احتفال السفارة القطرية بالعيد الوطني لقطر في الخرطوم واطلاق الكم الهائل من الالعاب النارية مما جعل سكان حي المنشية وما جاوره يعتقدون أن هنالك ضربة اسرائيلية، ومؤخرا بعد دخول قوات الجبهة الثورية ولاية شمال كردفان في مدينة ام روابة وابو كرشولا فقد جعل ذلك الاوضاع مهيأة لاطلاق الاشاعات فتارة تسمع عن دخولهم لمدينة الابيض وانسحابهم ودخولهم مرة اخرى لبعض الاحياء بل وصلت الاشاعة أن الجبهة الثورية قد دخلت الخرطوم بأكثر من 180 عربة. ونسبة للتطور التقني الحديث عبر الرسائل النصية والفيسبوك ومؤخرا الواتساب فقد اصبح التواصل سهلا في توصيل المعلومة بسرعة البرق. وقد وصلتني العديد من هذه الرسائل من أن الجبهة الثورية في الخرطوم وعليَّ عدم التحرك ليلا، إلى غير ذلك . المجتمعات المرفهة لا تخلو كذلك من اطلاق الشائعات من أن رجل الاعمال فلانا تزوج من فلانة او امتلك عقارا في دبي او ماليزيا وغير ذلك اما مجتمع الفنانين فحدث ولا حرج من اطلاق الشائعات، فلانة تزوجت فلاناً والفنانة الفلانية حا تغني في نيجريا والقبض على الفنان فلان. ولا نقول انهم مجتمع فاضل فكثرة المشاكل في هذه الاوساط تكون نتائجها اطلاق الشائعات . وما يهمنا هنا هو الشائعات التي تضر بالبلاد والعباد فيجب على مطلقي هذه الشائعات أن يتقوا الله عز وجل، فرب كلمة يقولها الرجل لا يلقي لها بالاً تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا أو كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. اتقوا الله فالبلد لا تنقصها المحن والفتن .