هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته . كسير ثلج انتشرت وازدادت ظاهرة (كسير الثلج) مع ازدياد الضغوط المعيشية والظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض معدلات الكرامة والكبرياء والثقة في النفس، وصارت ديدن الكثيرين في التعامل مع أرباب العمل واصحاب المصالح المشتركة . ولمن لا يعرف ماهو (كسير الثلج) فهو مصطلح شعبي يطلق على تصرفات أحدهم في تملق الآخر ومحاولة كسب رضاه بكل الطرق حتى ولو استدعي الأمر التنازل عن مبادئ وقناعات ظل يؤمن بها زمناً طويلاً. ويأتي سبب كسير الثلج بسبب الرغبة في الالتحاق بوظيفة ما أو الحصول على ترقية أو التقرب من صاحب العمل أو المدير المباشر. ويشمل كسير الثلج كل القطاعات. ففي كل فئة أو قطاع أو مؤسسة تجد أن هناك من يكسر الثلج وبصورة تثير الاشمئزاز. ولا يتوانى ذلك (الكسار) في المجاهرة بهذا التصرف أمام الجميع فالذي يمارس هذه العادة سرعان ما تموت لديه خلايا الخجل وأعصاب الإحساس بالدونية، فيخدع نفسه ويوهمها بأنه يقدم واجباً مقدساً. وسبحان الله وخلال فترة حياتي العملية البسيطة سخرت لي الأقدار الالتقاء بنسبة كبيرة جداً من (كساري الثلج ) وكنت أراهم يرتجفون ويهرولون و(يتكبكبون) في مديري أو شركاء أو أصحاب (x) من المؤسسات. بل أنهم كانوا يبذلون قصارى جهدهم في الظهور بمظهر حارس البوابة ونافخ الجوخ وحارق البخور بصورة تدعو للرثاء لحالهم. والغريب في الأمر أن من يمارسون هذه العادة السيئة غالباً ما يستخف بهم الذين (كسر لهم الثلج) بمعني أن الأشخاص الذين هم ينافقونهم غالباً ما يمقتونهم بل ويزدرونهم ويزداد إعراضهم عنهم والتأفف منهم . ويتحول تملق هؤلاء لأولئك لأداة ضغط عند أولئك من أصحاب القرار، فيبدأون بتحريكهم مثل الأراجوزات أو مسرح العرائس يمنة ويسرى ، يهزونهم برفق أو عنف الأمر سيان. وما أن يبدأ الرجل من أولئك في تملق رجل أرفع منه منصباً أو مقاماً أو مالاً، حتى تبدأ أسنان رجولته في التساقط فيصبح بعد قليل فارغ الفم إلا من لسان يلهج بالشكر والثناء وعندها تسقط كلماته التي تخرج في امتحان الرجولة ولا يفيدها بعد ذلك أي محسنات نكهة أو صورة حتي لو استعاض عنها بطقم أسنان حديث. النساء أيضاً يمارسن كسير الثلج وبصورة غبية جدًا في ما بينهن ولمديراتهن وأيضاً (للنسابة) فتجد إحداهن تبالغ في تملق حماتها أو نسيبتها وينشط هذا الدور في وجود الزوج تحت مسمى (شوفني) . الأطفال أيضاً دخلوا دائرة كسير الثلج وقد كنت ذات مرة في زيارة لإحدى المدارس بمنطقة أركويت ولفت نظري يومها تهافت عدد من التلاميذ على زميل لهم كل يحاول التحدث إليه وحمل حقيبته واستعراض حركات بهلوانية أمامه، وبسؤالي علمت أن الطفل ابن أحد الأعيان ويأتي إلى المدرسة بسيارة (همر) والجميع معجبون بالهمر وما أن تقف سيارته أمام المدرسة حتى تنطلق شهقات الإعجاب من التلاميذ تخالطها شهقات من آخرين . إن كسير الثلج عادة سيئة يرتبط زوالها بطبيعة مفاهيم وقيم وأخلاقيات رفيعة وما لم تكن تلك الأخلاق والقيم متينة وأصيلة ودافئة فسيجرفها جبل الثلج.