د. كامل إدريس يختتم زيارته إلى مصر عقب التوصل الى جملة من الاتفاقات المهمة    بعدما قال كامل إدريس إنه سيعين وزيراً آخر مكانه.. المنصوري: لا أملك جواز سفر إماراتي    رئيس المخابرات حمل رسالة ساخنة.. أديس أبابا تهدد بورتسودان    كارثة تحت الرماد    تقرير أممي: «داعش» يُدرب «مسلحين» في السودان لنشرهم بأفريقيا    رئيس لجنة التسجيلات بكوستي : قررنا الإبقاء على الهواة المقيدين في أغسطس 2022م    رافق عادل إمام في التجربة الدنماركية .. وفاة الفنان سيد صادق عن عمر يناهز 80 عامًا    عثمان ميرغني يكتب: الرهان الأخير في حرب السودان    وسط غياب السودانيين عنه.. فشل اجتماع الرباعية في واشنطن ل "فرض حل خارجي" للأزمة السودانية    والي حاضرة الشرق يتحرك في إدارة ولايته بين ثلاث خشبات    نهضة تونس و عصار يسيران لوضع خارطة جديدة للكرة بالقضارف    رسمياً.. ريجيكامب مديراً فنياً للهلال    الرحلات الجوية تعود إلى مطار الخرطوم خلال شهرين    د. أمين حسن عمر يكتب: ديمقراطية أهل السودان    ضبط عدد 12 سبيكة ذهبية وأربعة كيلو من الذهب المشغول وتوقف متهم يستغل عربة دفار محملة بمنهوبات المواطنين بجسر عطبرة    الكشف عن المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية 2025    حميدان التركي يعود إلى أرض الوطن بعد سنوات من الاحتجاز في الولايات المتحدة    لجنة أمن ولاية الخرطوم تشيد باستجابة قادة التشكيلات العسكرية لإخلائها من المظاهر العسكرية    والي النيل الأبيض يزور نادي الرابطة كوستي ويتبرع لتشييّد مباني النادي    شاهد بالفيديو.. بالموسيقى والأهازيج جماهير الهلال السوداني تخرج في استقبال مدرب الفريق الجديد بمطار بورتسودان    بالصور.. تعرف على معلومات هامة عن مدرب الهلال السوداني الجديد.. مسيرة متقلبة وامرأة مثيرة للجدل وفيروس أنهى مسيرته كلاعب.. خسر نهائي أبطال آسيا مع الهلال السعودي والترجي التونسي آخر محطاته التدريبية    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(السوداني)تنشر حوار صراحه بلا حدود مع الرئيس
نشر في السوداني يوم 26 - 02 - 2015

آخر مرة أتيحت لي فرصة إجراء حوار مع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، كانت قبل ثلاث سنوات. نشر الحوار على ثلاثة أجزاء، بصحيفة (السوداني).
في ذلك الحوار، أجاب الرئيس على كل أسئلة المرحلة بشفافية ووضوح. أكثر ما يميز الرئيس عمر البشير، أنه قادر على الإجابة على كل سؤال، مهما كانت سخونته في أيِّ وقت، فهو لا يطلب من صحفي إغلاق جهاز التسجيل للإجابة خارج النص والتسجيل.
أتاح لنا الأستاذ محمد حاتم سليمان، المستشار الإعلامي للرئاسة، فرصة محاورة الرئيس حواراً مفتوحاً وبلا حدود، على أسئلة الداخل والخارج في الطائرة عقب انتهاء الزيارة الناجحة لدولة الإمارات العربية.
تشاركنا الأسئلة شخصي والزميلَيْن الأستاذَيْن الهندي عز الدين ومحمد عبد القادر.
* هل من مؤشرات للنجاحات التي تحقَّقت في هذه الزيارة؟ إن قارنَّا ذلك بما تشهده البلاد من اختراق في الجوانب الدبلوماسية المتعدِّدة على المستوى الأمريكي، الأفريقي، والعربي؟
لاحظ الناس أن بعض علاقاتنا العربية اتَّسمت بالفتور، ولاحظنا موقف دولة الإمارات كسابقة، حينما طرحنا تمويل سدّي عطبرة ونهر ستيت. صحيح أن كل الصناديق العربية شاركت ما عدا صندوق أبوظبي، وهذا مؤشر أن ثمة شيئاً ما في العلاقة، بعد ذلك تحركنا لأن علاقتنا مع الإمارات قديمة ومتجذِّرة، فأول الناس الذين بنوا علاقتهم مع الإمارات هم السودانيون، وأول من اعترف بالإمارات كانت السودان، وأول رئيس زارهم كان الرئيس السوداني السابق جعفر نميري، وأول من ساعد على تأسيس دولة الإمارات هي السودان، كل مديري البلديات والوكلاء وحتى المواقف المُهمَّة في أجهزة الدولة كانت من نصيب السودانيين، العلاقة كانت متميزة إلى أن شعرنا بحدوث خلل فيها. في بعض الأحيان هناك أشياء نقوم بها من وجهة نظرنا، لكنها تُحدث انعكاسات خارجية كبيرة.
مثلاً، حينما أغلقنا المركز الثقافي الإيراني، فعلنا ذلك لحصولنا على معلومات تفيد بأنهم يعملون على تشييع السودانيِّين، ونحن لدينا من المشكلات ما يكفينا من تمرد وجهويات وعرقيات، "كمان تجينا سُنَّة وشيعة؟!".. لكن وجود المركز وعلاقتنا مع إيران ضخمها الناس بأكثر من حقيقتها، وكانت أحد أسباب الفتور في علاقاتنا العربية.. بعد ذلك بدأنا نتحرك في علاقتنا مع الإمارات، والحمد لله تجاوزنا الفتور.. الزيارة للإمارات من المؤشرات القوية، كما أن اللقاءات التي تمت مع الشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد صريحة وشفافة، تحدثوا عن السودان وعلاقتهم وتقديرهم لدور السودان من خلال المساهمة ببناء دولة الإمارات.. أيضاً هم متحمسون للعمل في السودان في شتى المجالات خاصة الاستثمار، وحينما تحدثنا عن المشاريع الاستثمارية، قالوا إن المستثمر الأكبر هو الحكومة والتي ستستثمر بصناديقها.
* أشرت إلى وجود انفتاح في العلاقات الخارجية، هل أدرك العالم أن الحكومة كانت على صواب، أم أدركت الحكومة أنها على خطأ؟
إن تحدثت عن فترة الحرب في الجنوب، هناك دول وتنظيمات وقفت مع الحركة الشعبية، وأهدافها تمثلت في فصل الجنوب وإضعاف السودان ضمن برامج عامة في إضعاف الدول العربية.. استهداف السودان كما هو معلوم بدأ قبل الاستقلال.. نحن نقول إن اتفاقية السلام كان حولها وعود لم يتم الإيفاء بها في التوقيع والتنفيذ، وكنا نقول إن الجنوب غير جاهز لبناء دولة، وقلنا بعد أن خرجنا إن الجنوب سيتحارب ويتصارع مع بعضه البعض، غير أن ردّهم كان "اخرجوا أنتم ونحن حنعمل من جنوب السودان سويسرا في أفريقيا"، بل حتى باقان قال: "حنخلي الجنوب ماليزيا".. أنا قلت لهم بعد سنتين سترون النتيجة، وحينما بدأ القتال في الجنوب، كان أول من علق على هذا الصراع هو المبعوث الأمريكي برنستون ليمان والذي سمع ما قلته، فقال لهم: "أرجوكم يا جماعة ما تحققوا نبوءة البشير"، هم يعلمون ما يقوم به جنوب السودان ضدنا ويعلمون أيضاً تعاملنا مع الجنوب ومحاولتنا الدائمة لتطبيع العلاقات ومحاولتنا في إطفاء نار الحرب، وأيضاً استقبالنا للمواطنين الجنوبيين، كلها أحداث أجبرتهم على أن يقولوا الحقيقة.
أيضاً الغرب الذي كان ينتظر تغيير الأوضاع في السودان حتى تأتي شركاته إلى السودان وتستغل الموارد الموجودة، شعر أن النظام لم يتغير، والشركات دخلت إلى السودان من شتى أنحاء العالم، في النفط والمعادن والزراعة، وكلها أشياء أثرت في علاقتنا مع الغرب.
* هل تعتقد أن زيارة بروفيسور إبراهيم غندور إلى الولايات المتحدة - رغم أن اللقاءات التي أجراها هناك لم تظهر في الإعلام وبدت كأنها محاطة بسرية - تشير إلى انفتاح العلاقات على مستوى الإمارات وغيرها، مما أعطى دلائل بأن مساعد الرئيس دعته الولايات المتحدة بصورة رسمية وبذلك انفتحت الأبواب؟
تحدثت عن الشركات، لكن أيضاً هناك دول خاصة في أوروبا، ترى أن السودان أصبح هو المنطقة الآمنة في محيط متفجر واقتنعت بأن السودان دولة قوية، فكل المحاولات التي جرت لإسقاط الدولة فشلت. ألمانيا، النمسا، إيطاليا، إسبانيا، أصبحت تتحدث بقوة أن السودان هو المنطقة الآمنة في أفريقيا، ويجب الحفاظ على هذا الأمن.. اللقاءات التي أجراها غندور في أمريكا تمت مع من يضع ويخطط للسياسة الأمريكية، هم مفاتيح السياسة هناك، وفي ذات الوقت قادوا الحوار مع كوبا، ولديهم حوار مع إيران وكوريا الشمالية. الحوار لا يقوده السياسيون والوزراء الكبار، إنما يقوده صانعو السياسات، وبالمناسبة اللقاءات كانت معلنة وكون أن تقول المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن بلادها استقبلت علي كرتي وإشارتها لاستقبال غندور فهذا شيء جيد.
* نريد الحديث أكثر حول اللقاء المغلق الذي تم بينك وبين الشيخ محمد بن زايد من جهة ومحمد بن راشد من جهة أخرى، ما الذي دار؟ وهل أبلغوا الحكومة السودانية بعض التحفظات؟ وما هي رؤيتهم في العلاقات مع دول الإقليم؟
في الإقليم واضح أن للإمارات رأياً واضحاً في الإسلام السياسي، ويعتقدون أنه تهديد للأنظمة الحاكمة في الخليج بصورة واضحة، وقناعتهم أننا لا نصدر ثورة أو إرهاباً ولا نعمل مع جماعات إسلامية، وهذه تأكدت لهم في الزيارة، رؤيتهم للعلاقات مع السودان وحبهم للسودان، قالوها صراحة، وبأن لديهم عواطف خاصة تجاه السودان لا تشابه دولة أخرى، قالوا إنهم مستعدون للعمل في السودان والاستثمار فيه ودعمه في جميع المجالات.
* موضوع المصارف فيه غموض حتى الآن؟
لارتباط التحويل بالدولار، واتفقنا أن تكون المعاملات بالدرهم، وكما نعمل مع السعودية بالريال سنتعامل مع الإمارات بالدرهم الإماراتي.
* رفع العقوبات الجزئية عن السودان في مجال الاتصالات، سمعنا أن الإجراء الأمريكي هو محاولة لاستنساخ ما فعلته الولايات المتحدة في دول أخرى، كإيران؟
هم قالوا إنهم رفعوها من أجل الحريات لكني أعتبرها مؤشراً. الولايات المتحدة دولة رأسمالية، هناك شركات لديها مصالح، ومصلحتها أن ينفتح السوق على دول عدّة بما فيها السودان.
* إحدى الصحف الإماراتية نسبت للرئيس حديثاً عن الإخوان المسلمين ودورهم في استقرار المنطقة، هلّا وضحت لنا الأمر أكثر؟ وهل السودان انتقل إلى المربع الآخر في ظل الاستقطاب الذي يتم في المنطقة؟
السؤال كان واضحاً، إن بعض دول الخليج اتخذت موقفاً بأن حركة الإخوان حركة إرهابية، وكان يطلب رأيي، فأوضحت أننا لسنا طرفاً في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ومن حق أي دولة أن تتّخذ من القرارات ما ترى أنه يحفظ أمنها وأمن مواطنيها.
* شرت إلى الحوار المتسيب وما يمكن أن يؤدي إليه من تفكك خاصة في تجربة اليمن، نريد إضاءات أكثر؟
سمعت المبعوث الأممي جمال بن عمر يتحدث بعد احتلال الحوثيين لصنعاء، ويقول إن صنعاء لم ترَ الأمن لثلاثة أعوام إلا بعد دخول الحوثيين.. يبدو أن الموضوع كله مؤامرة.
* نعود إلى الأوضاع في الداخل.. هناك مخاوف من انتكاسات في الشأن الداخلي، استناداً على عدم وجود حراك في مسألة الحوار الوطني ومصادرة الصحف، واستمرار اعتقال أمين مكي مدني وفاروق أبو عيسى رغم التوجيه الصادر من قبلكم؟
بالنسبة للحوار فهو جاهز.. آخر اجتماع للجنة 7+7، قمنا فيه بإجازة 50 شخصية قومية، بعد أن اخترناهم وهناك احتياطي أيضاً، وطُلب من لجنة مصغرة أن تُجري اتصالات معهم، والخمسون شخصية التي اُتُّصلَ بها وافقت. أيضاً تم الاتصال بأعضاء السكرتارية، ووافقوا على العمل وكذلك رؤساء اللجان.. هناك جلسة افتتاحية للحوار.
بالنسبة للصحف، فللصحف سقف يجب أن لا تتجاوزه، وعليها أن تتعامل بمسؤولية. صحفي اختبأ في مكان؛ يعني اختطفته الحكومة، موظف شركة الأقطان قتلته الحكومة لأنه يحمل معلومات لا ترغب الحكومة أن ينشرها.. حينما قيل إن الصحافة مهنة نكد، ليس لأن الصحفي يُعتقل أو تُصادر صحيفته، بل لأنه يتعب حتى يأتي بالمعلومة الصحيحة.. هنا مافي تعب، يجلس الصحفي في مكانه وتأتيه معلومة، فيسارع بوصف الحكومة بالاتهام وأنها مجرمة، هذه أجواء غير صحية.. وللأمن صلاحيته بموجب قانون الأمن.
بالنسبة لفاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني، حينما وافقت على إطلاق سراحهما وافقت بشرط، فالرجلان ارتكبا مخالفة للقانون الجنائي وأتحدَّى أيَّ مواطن في أي دولة أن يخرج من العاصمة ويوقع على اتفاقية مع عدو للدولة، ويعود هكذا. لا توجد دولة تحترم نفسها يمكن أن تسمح بذلك، يعودون ليصبحوا "طابوراً خامساً".. نحن تعاملنا بالقانون الجنائي.
* ما هو الشرط الذي وضعته السيد الرئيس؟
أن يقولوا أخطأنا ويعتذروا عن الخطأ. فاروق أبو عيسى في أيام نميري حينما ذبح الشيوعيين وقف مع نميري، بعد ذلك قدم اعتذاراً مكتوباً للحزب ليعيدوه، وأعادوه.. فقط يقول ما فعلنا كان خطأ.
* هل هذه الشروط تشمل أيضاً السيد الصادق المهدي؟
نعم تشمله أيضاً. هذا تحالف مع جهة معادية، أعرف شعور المقاتل حينما يتعامل الناس مع من يحاربونه كأنه مواطن عادي، فيقول لماذا أضحِّي بنفسي من أجل قضية، والبلد ومسؤولوها وناسها يعتبرون العدو ليس بعدو.
* هل هناك اتصالات مع الصادق؟
نعم هناك اتصالات.
* السيد الرئيس، الانتخابات الماضية في 2010م كنت أنت مرشحاً فيها وفزت، كان هناك الصادق المهدي ومبارك الفاضل وكامل إدريس وياسر عرمان وعدد من القيادات، الآن في 2015 نرى أن الوزن السياسي للمرشحين ضعف من السابق، والبعض يعزو ذلك إلى الاحتقان السياسي، فالصادق الذي كان موجوداً في أم درمان وانسحب من الانتخابات وبقي في بيته، لكنه الآن عاد إلى المربع الأول، للجبهة الثورية وغيرها.. أبو عيسى وغيرهم كانوا أعضاء في البرلمان بتعيين من الرئيس البشير، الآن أبو عيسى معتقل رغم تجاوزه السبعين من عمره والقانون الجنائي الذي استشهدت به أشار أيضاً إلى أن من يبلغ أكثر من 70عاماً لا يسجن
(مقاطعة من الرئيس).. لا يقام عليه الحد، وليس لا يسجن..
* سؤالي، كيف تقرأ المرشحين الان؛ والوضع السياسي مقارنة بين 2010 و2015، رغم أن الوضع الخارجي أفضل من السابق؟
بالنسبة لمرشحي 2010 نتذكر أن الصادق انسحب قبل الانتخابات بيومين، فلماذا انسحب؟ انسحب لأن التقارير التي جاءته من منسوبيه في الأقاليم أنه سيُهزم هزيمة نكراء. قبل الانتخابات بيومين قال إن المؤتمر الوطني استجاب ل90 % من مطالبنا، وبعد يومين قال نحن ذهبنا خطوة باتجاه الوطني، لكنه لم يأتِ نحونا بخطوة، فهل ال90% ليست خطوة؟ الانسحاب جاء لأن تقارير دعته للانسحاب والتي أشارت إلى أنه سيُهزم هزيمة نكراء. المرشح الذي كان ضدنا هو ياسر عرمان لأن الحركة الشعبية كانت وراءه، وياسر حصل على أصوات عديدة في الجنوب، وأيضاً في الشمال، لأن الحركة كان عندها وزن.. ياسر كان المرشح الذي لديه وزن حقيقي في 2010.. الانتخابات كانت بيننا وبين الحركة، والبقية لم تحرز أصواتاً كثيرة، نحن نقول إن الصادق إن كان موجوداً في الداخل لما ترشح لأنه يعرف وزنه السياسي، الآن الأوزان السياسية في الأحزاب لا يوجد بينها فرق.
* رغم أن الوضع الداخلي محتقن والخارجي أصبح أكثر انفتاحاً؟
حينما طرحنا الحوار وعدّلنا قانون الانتخابات لم يكن الأمر لصالح المؤتمر الوطني، إنما من أجل القوى الأخرى، رفعنا نسبة التمثيل النسبية من 40% إلى 50%، حتى المقاعد التي توزع على أوزان الحزب، عكسناها وأعطيناها للأحزاب، قررنا أن لا نترشح في 30% من الدوائر، ليس لأننا لا نملك مؤيدين، لكن فقط لإعطاء الأحزاب مساحة أكبر.
* هناك تقليل من هيبة المنصب الرئاسي بأوزان المرشحين مقارنة بالانتخابات السابقة؟
هذه هي الديمقراطية والحرية، لا نفرض على الناس أن يترشحوا أو لا يترشحوا.. هذه هي اللعبة.
* هل المؤتمر الوطني ينافس نفسه في هذه الانتخابات، باعتبار أن قلة نسبة المشاركة والتصويت يُعتبران هزيمة معنوية للمؤتمر الوطني؟
نحن نتحدث عن أن السجل الانتخابي فيه تضخيم كبير، وأعتقد أن السجل الانتخابي لم تتم حوله مراجعة حقيقية، هناك أناس ماتوا مثلاً. صحيح حدثت الإضافة لمن كانوا أقل من 18 سنة وقتها.. لكني أقول إن ضعف المنافسة يقلل الحماس في المشاركة لأن الانتخابات قائمة على المدافعة.
* هل كانت لديكم معلومات بوجود قوة سودانية منسقة مع قوة مسلحة ترغب أن تستغل الحوار الوطني كمظلة لتخريب الأوضاع في السودان؟
الحركات المسلحة لديها خلايا ظهرت في الخرطوم وظهرت تحديداً في موت الراحل قرنق وأحداث سبتمبر.. مجموعات تأتي بشاحنات لهدف معين وتقوم بالاعتداء عليه وضربه.. لذا المطالبة أن تكون هناك حرية مطلقة وبأن يتظاهر الناس ويتجمعوا في أي مواقع دون إذن من السلطات ليس ممكناً لأن ذلك غطاء لأفعال أخرى. الحوثيون دخلوا صنعاء بعد وجود تجمعات سياسية ووقفات احتجاجية.
* هل هناك تحسُّب لسيناريوهات سيئة يمكن أن تحدث أثناء فترة الانتخابات؟
هناك خطة أمنية كاملة لتأمين الانتخابات، جرت العادة أن تكون هناك خطة وتنسيق بين الأجهزة المختلفة.
* الحكومة نفسها جلست مع أطراف نداء السودان، وهذه ملاحظة المعارضين، كما أن إعلان باريس ونداء السودان لم يحملا أي دعوة صريحة لحمل السلاح؟
الحكومة هي التي تتفاوض وهي التي تنفذ الاتفاق، الصادق إن اتفق مع الحركة الشعبية على سلام كيف سينفذه؟ الحكومة هي المسؤولة للتفاوض من أجل السلام، لكن الصادق وقع تضامناً مع الطرف الآخر.. أعطوني نموذجاً واحداً لمثل هذا الفعل، هل يمكن لمواطن أو سياسي مثلاً أن يذهب ليوقع اتفاقاً مع داعش ويعود إلى دولته؟
* هناك حديث أن الحراك الذي حدث في الداخل أثر على الحوار في المنطقتين، الأمر الذي رفع وتيرة الحرب.. ما هو مستقبل المفاوضات والموقف الميداني للقوات المسلحة، خاصة أن هناك التباساً حوله؟
نحن لا نربط بين التفاوض والحوار، الحوار لجميع الناس في الداخل والخارج. التفاوض مع حاملي السلاح يكون لأجل السلام في المنطقة، مرجعيتنا الآن بروتوكول المنطقتين، لن نقوم بأي اتفاقية جديدة. جماعة دارفور لديها الدوحة والوثيقة، كما أن الوفدين حينما أتيا إلى أديس كنا نعلم أنهما سيُجمعان ليتحدثا عن الأوضاع في السودان وتعاد نيفاشا 2.
* الموقف الميداني للقوات المسلحة ومستقبل المفاوضات؟
القوات المسلحة حتعمل عملها العادي في دارفور وجنوب كردفان والعمليات تسير بصورة طبيعية.
* هناك حديث يدور في المجالس السودانية يتمثل في إصرار المؤتمر الشعبي على الحوار وهناك اتفاق سري غير معلن بين الرئيس البشير والشيخ الترابي.. علاقة ربما غير واضحة؟
إصرار الشعبي على الاستمرار في الحوار سؤال يفترض أن يوجه للشعبي، الشيخ حسن موجود وكمال عمر موجود.
* ألا يوجد اتفاق بينكما؟
لا يوجد اتفاق. كل ما هناك أن العلاقة على المستوى الشخصي قوية.. اللقاءات تمت في مناسبات اجتماعية واستمرت بعد ذلك.
* هل هناك احتمال للوحدة مرة أخرى؟
غير مطروحة الآن.
* هل نتوقع شيئاً بعد الانتخابات؟
كل شيء محتمل.
* نحن على أعتاب البرنامج الانتخابي.. هلّا وجهت خطاباً للمواطنين؟
بعد الانفصال أقمنا برنامجاً ثلاثياً لإعادة توازن الاقتصاد السوداني، لكننا نقول إن النجاح الذي تحقق عبر عنه صندوق النقد بأن ما تم في السودان جيد، كل الحسابات كانت تشير إلى الانهيار، ونحن نقول إن الدولة لم تَنْهَرْ، نحن نعد برنامجاً خماسياً يتوافق مع الدورة الانتخابية التي مدتها خمس سنوات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.