* رسائل عديدة يوم الجمعة الماضي حملها مغزى إحياء تركيا - أردوغان - للذكرى المئوية لمعركة دفاع مصيرية خاضتها الجيوش العثمانية ضد الدول المتحالفة في الحرب العالمية الأولى هي المعركة التي حملت عدة أسماء بين تركية وبريطانية: شنكالا - شنق قلعة - جاليبولي نسبة لاسم شبه الجزيرة. * أهداف استراتيجية عديدة كانت خلف المعركة ذات المراحل التي حسمت في العام 1915م لصالح العثمانيين، فموقف روسيا الحرج أمام الانتصارات الألمانية عليها جعل بريطانيا وحليفاتها تفكر ملياً في السيطرة على المضائق الثلاثة التي تربط المتوسط بالبحر الأسود - الدردنيل ومرمرة والبسفور - لإنقاذ روسيا ودعمها، وبضربة واحدة أيضاً يتم الاستيلاء على عاصمة العثمانيين استنبول وإهدائها إلى روسيا. * الهزيمة الأولى كانت بضرب الأساطيل البريطانية والفرنسية على الدردنيل بعد أن خدعهم العثمانيون بعدم مقدرتهم على مجابهتها إلى حد التوغل في المضيق لتقع الأساطيل في فخ الألغام البحرية، ويحدث ذلك دوياً عظيماً زعزع الكيان الأوروبي الذي تملكته الحماقة وقام بجمع جيوش من أستراليا ونيوزيلندا، واستخدم الفرنسيون قوات من مستعمراتهم كالسنغال، إضافة إلى كتيبة يهودية وأخرى يونانية - لتنتهي المعركة بعد الإنزال والسجال بنصر عثماني باهر كلف الحلفاء ألف وخمسمائة جندي بين قتيل وجريح. * الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جمع عدداً كبيراً من قادة العالم للاحتفال بإحياء الذكرى، دعا قادة دول التحالف المهزوم في شنكالا، وقدم الدعوة لأصدقاء تركيا والسودان كان حاضراً بوفد رفيع برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية ويضم وزيري الدولة للدفاع والخارجية. * السلام الممكن: كانت الرسالة الأولى لأردوغان - إذا تواضعت كل دول العالم كبيرها وصغيرها على التعاون والتكامل وتم نبذ الأفكار والخطط الاستعمارية القديمة - وفي هذا الإطار عُقد منتدى السلام العالمي الذي رأسه رئيس الوزراء داؤود أوغلو وحديث لرؤساء وزراء أستراليا ونيوزيلندا به بعض التجاوب وكثير من الارتباك،، والسودان مشاركاً. * علينا جميعاً نبذ الحرب والاعتبار بماضيها: كانت الرسالة الثانية لأردوغان - وعليها كان قيمة التسامح والسماح لقادة دول التحالف وعلى رأسهم ولي العهد البريطاني الأمير شارلس بتخليد ذكري قتلاهم على الأراضي التركية والاحتفاظ بنصب التخليد الذي حفرت على جدرانه أسماء القتلى، والسودان يشارك في هذه المراسم تحت راية قيمة التسامح،، وقبلها الفريق أول بكري حسن صالح برفقة أردوغان والقادة المسلمون يترحمون علي شهداء الدولة العثمانية ويضعون أكاليل الزهور على قبورهم، وبحضور قادة دول التحالف. * الهوية التركية في الوسط الأوروبي تأكيد واعتزاز: كانت الرسالة الثالثة - حيث قاد أردوغان القادة المسلمين المشاركين في الاحتفال إلى أعلى منطقة ارتفاعاً في شبه جزيرة جاليبولي حيث شيد مسجد يحيى قاقوس بهذه الرمزية في العلو، ليؤدوا جميعا صلاة الجمعة - التي يردد مؤذنها في النداء الأول عبارات الأذان ست مرات بدلاً عن مرتين - وللتكبير قصة في المعركة قبل مائة عام، فحين سمع الجنود السنغالون ضمن القوات الفرنسية الطرف الآخر تعلو تكبيراته ترك جلهم مواقعهم وانضموا للعثمانيين - ويثني وزير الأوقاف التركي الذي أم الصلاة على علاقات تركيا والسودان وهو بين الرئيس أردوغان والنائب الأول بكري، * لسنا بطير مهيض الجناح: رسالة أردوغان الرابعة والقوية - البحرية التركية تستعرض نماذجاً من قطعها المقاتلة، إلى جانب مشاركة بعض قطع التحالف البحرية، وقبالة مضيق الدردنيل جلس القادة المشاركون علي استواء، وطائرات سلاح الجو التركي تهدر في السماء وقرب سطح مياه المضيق في استعراض أكثر عجيب تجعل وزير الدولة للدفاع الفريق أول يحيى محمد خير يرقب بتمعن تكتيكات التحليق والانقضاض من تحت نظارته الشمسية،، واستعراض القوة التركية البحرية والجوية يحمل ألف معنى، وبقية رسائل للحاضر الماثل وللمستقبل المنظور. إلى الملتقى.