الأفكار الكبيرة لا تقتلها المماحكات والعداءات الصغيرة وإنما تقويها وتعزز مقدرتها على البقاء والتسيد، والقرآن الكريم أهدى لنا قصصا وحكايات لعلنا نتعظ بها والأخذ بمضامينها، فقد أراد إخوة سيدنا يوسف عليه السلام أن يقتلوه، فلم يمت!، ثم أرادوا أن يمحوا أثره فارتفع شأنه، ثم بيع ليكون مملوكا، فأصبح ملكاً!، ثم أرادوا أن يمحو محبته من قلب أبيه فازدادت!. فما أشبه الليلة بالبارحة، فما حدث لإخوة يوسف كأشخاص هو الذي يحدث وبحذافيره في مؤسساتنا المجتمعية والاقتصادية حيث التنافس المحموم الذي تستخدم معه بعض الأسلحة الناسفة، ولكن ستظل الى الأبد قدرة الله وإرادته فوق قدرة وإرادة أي مخلوق، فمن منا يصدق أن بنك تنمية الصادرات الذي نصبت له أكبر عملية احتيال، وتجفيف موارد في تاريخ الصيرفة السودانية، والتي عرفت بقضية (صقر قريش) عند مداخل الألفينيات، وخرج منها بسلام وهو الآن يعد الأقوى من حيث الكادر البشري، وبشهادة بنك السودان الذي ألقى له مهمة كبرى وأساسية للاقتصاد السوداني في المرحلة المقبلة، وهي تحريك الصادرات غير البترولية. سبحان الله في قصة يوسف أيضاً، فقد شهد له السجناء وهو في السجن أنه الأحسن،(إنا نراك مِن المُحسنين ) لكن الله أخرجَهم قبله!، وظلّ هو - رغم كل مميزاته بعدهم في السجن بضعَ سنين!، فقد خرج الأول ليُصبح خادماً، وخرج الثاني ليقتل! ويوسف انتظر كثيرا..ً لكنه خرج ليصبح عزيز مصر، أو ملكها، وليلاقي والديه، وليفرح حد الاكتفاء...! ألم أقل لكم إن الصراع في هذا الكون لم يكن جديداً وإنما الناس يكررون ذات الأفاعيل التي سبقهم بها الأولون؟! فلا تقلق من تدابير البشر، فإرادة الله فوق إرادة الجميع. بنك تنمية الصادرات، تأسس تحت مسمى (البنك الإسلامي لغرب السودان) ثم عدّل إلى (بنك الغرب الإسلامي)، وتعرض الى تلك العملية الاحتيالية الكبرى والتي طال حبال شباكها الكثيرين وهو تحت هذا الاسم ، وفى15 يناير 2003م عدل اسمه للمرة الثالثة إلى (بنك تنمية الصادرات)، وحاز على ثقة بنك السودان المركزي وتعهد بدعم خططه وبرامجه من أجل سد الفجوة الإيرادية التي خلفها فقدان البترول. ولكن من الأفكار الكبيرة التي يتبناها بنك تنمية الصادرات هي المساهمة في إعادة تعمير دارفور التي تنتشر فيها فروعه، خاصة وأن اتفاقية الدوحة فتحت أبواب الأمل في عودة الأنشطة الاقتصادية، كما أن للاتفاقية برامج تنموية كبيرة لا يمكن تنفيذها إلا عبر وجود فروع مصرفيه في حواضرها.