الكراسي...صراع يتجدد في كل (قعدة)..!! الخرطوم: فاطمة خوجلي فيما يبدو أن المجتمع السوداني يفضل لعبة الكراسي والتسابق لحجزها في المدرسة والملعب وكذلك المواصلات... وفي بعض المناسبات سواء الخاصة أو على المستوى الرسمي في الاحتفالات التي يفترض فيها حضور ضيوف غير أصحاب المكان، أو أي صاحب مكانة يفترض أن يقعد في مكان يليق به، كضيف (صاحب حظوة) أولاً وقبل كل شيء، ناهيك إذا كان صاحب مكانة من أي نوع، وأكثر ما نشاهد ذلك في مناسبات الأفراح على اعتبار أن الاحتفالات الرسمية تحجز فيها الأماكن أولاً، ويعلّق عند كل مقعد لوحة باسم صاحبه أو كلمة (محجوز)، وتضبط هذه العملية من خلال المنظمين للبرنامج ، لكن في مناسبات الزواج وما يشابهها من المناسبات الخاصة دائماً ما نرى أصحاب الدعوة في مواقف لا يحسدون عليها. حيل الكراسي: وإذا ما خلصنا إلى أن طريقة الحجز المسبق بتعليق عبارة (محجوز) على الكرسي غير مجدية في الغالب عند مجتمعنا، خصوصاً في المناسبات الخاصة، فإن بعض أصحاب الدعوات يحاول تلافي الوقوع في المأزق عبر طريقتين، أولهما وأسهلهما أن يختار مجموعة من أقاربه أو أصدقائه يجلسهم في وقت مبكر على عدد من كراسي المنصة تكون مهامهم البقاء في أماكنهم للاحتفاظ بهذه الكراسي للضيوف والشخصيات المراد إجلاسهم في المكان متى ما حضروا، والحيلة الأخرى هي الاحتفاظ بمساحات فارغة حول صدر المجلس وإخفاء عدد من الكراسي في مكان قريب وكلما قدم أحد من هؤلاء أتوا له بكرسي من هذه الكراسي وصاروا يتحكمون بالأماكن. احتقان مستمر: وعلى مستوى المناسبات التي تقام خصوصاً الاحتفالات العامة أو عند زيارة مسؤول؛ فبإمكانك أن تأتي للتفرج على حرب الكراسي وقبلها حرب النفوس في الخفاء؛ يين من نستطيع تسميتهم أصحاب المكان، وما يحصل بينهم أنفسهم حول من يجلس هنا أو هناك ومن يجلس في الصدر جوار الزائر وأمام فلاشات التصوير على حساب الضيوف الآخرين، ومثل هذه الصراعات قد تبدأ بخصومات بسيطة تتطور إلى صراعات لا تنتهي. استفتاء خاص: في كيفية التصرف عندما تحضر مناسبة وتجلس في مكان ترى أنه لا يليق بك... بعضهم قال لا يهمني ذلك فأجلس في أي مكان.. وآخرون قالوا نتظاهر بأننا سنرد على مكالمة هاتفية ثم ننسحب بخفية.. أما الغالبية فاتفقوا أنهم يجلسون في أي مكان لكنهم لا يعودون مرة أخرى لصاحب الدعوة.