بعثة البرلمان الإفريقي في هجليج رحلة البحث عن الحقائق..! هجليج : محمد البشاري عقارب الساعة تشير إلى الساعة الثامنة صباحاً حيث أقلعت بنا طائرة شركة(نوفا) للطيران باتجاه مدينة هجليج الواقعة على الحدود مع دولة الجنوب ضمن وفد بعثة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان الإفريقي.. الهواجس سيطرت على غالبية أعضاء الوفد بسبب الحوادث المتكررة للطائرات وخصوصاً الأحاديث التي دارت مؤخراً عقب حادثة طائرة تلودي عن عدم انتظام شركات الطيران في صيانة طائراتها، الكل داخل الطائرة دخل في عملية قلق وترقب حتى لحظة هبوط الطائرة بمطار هجليج إيذاناً ببداية زيارة للمدينة استغرقت نحو(5) ساعات. اعتداءات متكررة ولعل زيارة بعثة تقصي الحقائق لمنطقة هجليج تأتي على خلفية اتهام أعضاء الوفد البرلماني لجنوب السودان خلال اجتماعات للبرلمان الإفريقي دولة السودان بسرقة نفط الجنوب بجانب اتهامه في التعنت في قضايا الحدود والجنسية، الوفد السوداني الموجود بالبرلمان الإفريقي رد على اتهامات دولة الجنوب بنفي ماساقه الوفد الجنوبي من اتهامات بل وتعدى الأمر ذلك بأن أوضح الوفد السوداني بأن دولة الجنوب عبر الجيش الشعبي قامت بالاعتداء على منطقة هجليج والتسبب في خسائر فادحة في المنشآت النفطية بجانب تسبب الاعتداء في تشريد ونزوح المدنيين من المنطقة.. البرلمان الإفريقي شكل بعثة عضويته لتقصي الحقائق وجمع المعلومات اللازمة من البلدين عبر زيارة تقوم بها البعثة للخرطوم ومنها إلى جوبا للوقوف على الحقائق ميدانياً في البلدين وتقديم تقريرها للبرلمان الإفريقي في غضون أسابيع. بعثة تقصي الحقائق الإفريقية الزائرة لمدينة هجليج والتي تتألف من (5) أفراد من دول رواندا وليبيريا وسويزلاند وتونس انخرطت فور وصولها في اجتماع مغلق استمر زهاء الساعتين مع وفد المجلس الوطني وقيادات بوزارة النفط وقائد ثاني منطقة هجليج العقيد حسين جبر الدار بجانب مدراء الشركات العاملة بحقول النفط، البعثة تلقت تنويراً مفصلاً عن الأحداث التى دارت بالمنطقة والخسائر التى تسبب فيها هجوم الجيش الشعبي على المنطقة من تدمير للمنشآت النفطية بجانب نزوح المدنيين من المنطقة بسبب الحرب. وثائق ومستندات وزارة النفط عبر ممثلها مدير إدارة الاستكشاف والإنتاج النفطي المهندس أزهري عبد القادر لم تكتفِ بتنوير البعثة بالأحداث فقط بل قامت بتسليم البعثة الوثائق والمستندات التي تثبت تورط دولة الجنوب في الاعتداء على هجليج وإلحاق الدمار بمنشآتها النفطية بجانب اطلاع الوفد على الصعوبات التي لاتزال تواجه الحقل بالمنطقة. الرجل أكد حرصهم على تقديم كل المعلومات للبعثة بصورة دقيقة، بالمقابل أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان محمد الحسن الأمين للبعثة أن منطقة هجليج ليست من المناطق المختلف عليها ضمن قضايا الحدود وإنها سودانية مائة بالمائة وإن العدوان الذي وقع تم بصورة عدائية وأردف "يجب على من قام بذلك بأن لايدعي أنه معتدى عليه"، الأمين طالب البعثة التي وقفت على الأوضاع ميدانياً بالمنطقة بأن تنحاز للحق وليس للشمال أو الجنوب في تقريرها، واتجه الأمين إلى الحديث عن توقعهم وتفاؤلهم بالنتائج الإيجابية التي سيتخذها البرلمان والاتحاد الإفريقيين عقب دراستهما لتقرير بعثة تقصي الحقائق، مشيراً إلى ضرورة توجههما نحو إفريقيا وضرورة تعزيز الدور الإفريقي لتغيير بعض المفاهيم التي تحاول إيصالها دولة الجنوب لدول القارة الإفريقية عن دولة السودان باعتبارها تتمتع بحضور قوي بين تلك الدول، وتابع "يعتقد بعض القادة الأفارقة أننا نميل لانتماءاتنا العروبية ونحن نسعى لتغيير تلك المفاهيم خصوصاً وأن المواقف الإيجابية للقادة الأفارقة خلال الفترة الأخيرة كانت حاضرة تجاه البلاد برفضهم لقرارات المحكمة الجنائية الأخيرة"، بالمقابل قدم قائد ثاني منطقة هجليج العقيد حسين جبر الدار شرحاً للبعثة عن الهجوم الذي شنته دولة الجنوب على المنطقة، مؤكداً بأنهم تفاجأوا بالهجوم الذي شنته قوات الجيش الشعبي على منطقة هجليج. وقال إن القوات الموجودة بالمنطقة لحظة وقوع الهجوم كانت قليلة ومحدودة وكان الغرض منها تأمين المنشآت النفطية بالمنطقة الأمر الذي تسبب في نزوح المدنيين بالمنطقة، وطالب جبر الدار البعثة بنقل الصورة الحقيقية للأوضاع بالمنطقة للبرلمان الإفريقي، ومن ثم محاولة إيجاد الحلول للأمر. قرار سياسي البعثة بدورها قامت بالسؤال عن السبب وراء الهجوم المفاجئ لدولة الجنوب عن المنطقة. الوفد الحكومي أجاب على سؤال البعثة بالقول بأن قرار الهجوم على المنطقة قرار سياسي بالدرجة الأولى من قادة دولة الجنوب عقب فشلهم في إسقاط النظام بالخرطوم، وتابع الوفد بأن خطة حكومة الجنوب لإسقاط النظام بالخرطوم تتمثل في إغلاقها للنفط لمدة (5) أشهر بهدف إحداث انهيار في الاقتصاد السوداني الأمر الذي من شأنه أن يسقط النظام بالخرطوم، مشيراً إلى فشل خطتهم مما دفعهم للهجوم على المنطقة، بالمقابل قامت البعثة بجولة داخل المنطقة بغرض الوقوف على الأوضاع والحقائق ميدانياً والتقصي حول حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالمنشآت النفطية بالمنطقة جراء الاعتداء الذي تعرضت له في إبريل الماضي من قبل الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب. رئيسة بعثة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان الإفريقي ونائب رئيس البرلمان الإفريقي جوليانا كونتواي أكدت في ختام الزيارة أن البعثة ستتقصى الحقائق بغرض رفع تقريرها للبرلمان الإفريقي في غضون أسابيع، مبينة بأن البعثة حضرت إلى السودان لتقصي الحقائق على أرض الواقع. ومضت إلى القول بأنهم وجدوا تعاوناً كبيراً من قبل الحكومة السودانية في سبيل تسهيل مهمة البعثة للقيام بدورها كاملاً دونما أي تدخل في عملها. واتجهت جوليانا للقول بأن البرلمان الإفريقي يسعى إلى إيجاد حلول سلمية بين البلدين، مشيرة إلى أن مهمة البعثة لاتكمن في التحقيق فقط بل معنية بنقل الحقائق بجانب تقديم النصائح للدولتين لجهة أن الدولتين شقيقتين وبينهما تاريخ مشترك. وأكدت جوليانا أن جميع المعلومات التي قامت البعثة بجمعها ستضعها أمام دولة الجنوب التي ربما يكون لديها تبرير لما حدث وربما يكون لديها إجابات على الذي حدث، وطالبت الدولتين بضرورة إصلاح ما علق في النفوس.