1 في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، ونحن نبدأ المرحلة الدراسية في جامعة الخرطوم، ونتعرف على النشاط السياسي والثقافي متعدد الألوان والمشارب، كان ممّا لفت انتباهي إصرار متحدثي "الجبهة الديمقراطية" الواجهة الطلابية للحزب الشيوعي، في أركان نقاشهم وصحفهم (...)
(1) كنتُ من أنصار العمل بالقول السوداني المأثور (الكضاب وصلوه الباب) حين الحديث ما إذا كانت بعثة الأمم المتحدة لدعم الإنتقال في السودان تقوم بدور وساطة كما يقول محللون أم أن دورها سيكون مقتصراً على تسهيل الحوار بين السودانيين كما تقول هي، وكنت أظن (...)
قبيل نهاية أبريل المنصرم، حط وفد من مبعوثين دوليين رحاله في السودان، وقد ضم الوفد ممثلين لكل من الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، النرويج والإتحاد الأوروبي، ووفقاً لما جاء في أكثر من وسيلة إعلامية فقد كان الغرض من الزيارة "بحث (...)
يستسهل الكثيرون من المحللين والناشطين العرب ومن "الديسمبريين" السودانيين، إسقاط النموذج المصري في انتكاسة التحول الديمقراطي على ما يحدث في السودان الآن، ويرون أن كل شواهد تلك الانتكاسة تتطابق مع ما يجري في بلادنا، لدرجة العبارات المستخدمة في خطابات (...)
ألقت الأحداث التي شهدها السودان في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وما تلاها من وقائع تتصل بما أسماه قائد الجيش "تصحيح مسار الثورة" بحجر كبير في بركة المنظومة السياسية، خاصة بعد الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح (...)
(1)
كان يمكن للأزمة المتصاعدة هذه الأيام بين طرفي "الحرية والتغيير" أن لا تقوم أصلاً أو أن تنتهي قبل أن تصل إلى الحد الذي وصلته، لو أن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الفترة الإنتقالية في السودان (يونيتامس) قامت بالدور الذي كان ينبغي أن تقوم به، (...)
(1)
تتجاسر قوى سياسية مجهرية، مشكوك في نسبها السياسي، منذ عامين على الإسلاميين عموماً ومنسوبي المؤتمر والوطني على وجه الخصوص، وتبث كل ما في جعبتها من خطاب الكراهية في الفضاء السياسي قصد أن تلغي تجربة الإسلاميين الطويلة في المعارضة والحكم بجرة قلم، (...)
(1)
أعلن البيت الأبيض أن المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، سيتوجه إلى الخرطوم هذا الأسبوع "لدعم العملية الإنتقالية". وقد جاء هذا الإعلان في ضوء إفادة البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قد أجرى مكالمة هاتفية مع (...)
(1) ثلاثة سيناريوهات تتسابق للظفر بمستقبل السودان القريب، ومن أسف أن أقلها حظاً هو سيناريو "التحول الديمقراطي"، ففي الوقت الذي تزداد فيه فرصة رجحان خياري "الشمولية المحدّثة" أو الحرب الأهلية، تزداد أوضاع البلاد الداخلية تدهوراً من الناحيتين المعيشية (...)
(1)
ثلاثة سيناريوهات تتسابق للظفر بمستقبل السودان القريب، ومن أسف أن أقلها حظاً هو سيناريو "التحول الديمقراطي"، ففي الوقت الذي تزداد فيه فرصة رجحان خياري "الشمولية المحدّثة" أو الحرب الأهلية، تزداد أوضاع البلاد الداخلية تدهوراً من الناحيتين (...)
(1)
يفتقد القارئ لمشروعات قوانين الإعلام الثلاثة، التي قدمها السيد وزير الثقافة والإعلام في الثاني من أغسطس الجاري، ما يُعرف ب "المذكرات التفسيرية" التي عادةً ما تصاحب مشروعات القوانين لتشرح وتفسر الأغراض التي من أجلها قرر الطرف المبادر بالتشريع (...)
(1)
يأتي هذا المقال مساهمة في النقاش والرأي الذي طلبه السيد وزير الثقافة والإعلام، حمزة بلول، في الثاني من أغسطس الجاري عندما أعلن طرح وزارته ثلاثة مشروعات قوانين لتنظيم العمل الإعلامي في السودان، للتداول العام، وهي قانون للصحافة وقانون هيئة (...)
سالت أحبار غزيرة، في شكل مقالات وأبحاث وكتب، تصف التحركات الشعبية التي شهدها عدد من بلدان العالم العربي إبتداء من أواخر العام الميلادي 2010، وأطلق عليها مسمى "الربيع العربي"، والتي حاولت من خلالها شعوبٌ مقهورة استرداد حريتها وكرامتها؛ فوصفها البعض (...)
(1)
لم تكن العبارة التي وردت في الخبر الذي نقلته وكالة السودان للأنباء ومصادر إعلامية أخرى، وأوردته رئاسة مجلس الوزراء السوداني، على خلفية الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي ماكرون مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عصر يوم التاسع من (...)
1-
في الثالث من مايو الماضي، احتفل العالم بمناسبة مرور ثلاثين عاما على إعلان ويندهوك (عاصمة ناميبيا) الذي وضعه الصحفيون الأفارقة واعتمدوه في ذات التاريخ عام 1991م وضمنوه مبادئ حرية الصحافة، والذي صار فيما بعد مناسبة دولية هي "اليوم العالمي لحرية (...)
(1)
في الثالث من اكتوبر من العام الماضي، وقعت حكومة السودان الإنتقالية وتحالف "الجبهة الثورية" أكثر من ثمانية برتوكولات سلام في عاصمة دولة جنوب السودان – جوبا بعد عام كامل من التفاوض، وقد عرفت تلك الوثائق ب (اتفاقية جوبا للسلام في السودان). والأسبوع (...)
الذين يعتقدون أن البشر وحدهم هم القادرين على التحكُّم في مصائر أممهم وشعوبهم وعلى التأثير في مجريات مساراتها الرئيسية، دون أن يكون للأقدار دخل في ذلك ، ليسوا معنيين بمواصلة قراءة هذا المقال. ففكرة هذا المقال الجوهرية قائمة على الإيمان بتلك الأقدار (...)
يُقال أحياناً أنك إذا أردت أن تقيس أثر فعلٍ ما، على جهة بعينها، فانظر إلى ردة الفعل لدى الجهة المنافسة أو الخصم، إذ من شأن ذلك أن يعطيك مؤشراً أفضل مما قد تجده عند الجهة التي قامت بالفعل نفسه، وبذلك تكون في وضع أفضل للمقارنة والقياس؛ ومناسبة هذا (...)
جاء في أخبار صحف الأمس، إن السيد رئيس الجمهورية وجه لدى لقائه مساعده ونائبه لشؤون الحزب البروفيسور إبراهيم غندور بالاستمرار في الحوار مع الولايات المتحدة للوصول إلى تفاهمات مشتركة، بما يحفظ مصلحة السودان ورغبته في علاقات طبيعية مع كل العالم، مبنية (...)
بعد ستة أيام بالضبط، ستمُر الذكرى الأولى لإعلان الرئيس البشير مبادرته المشهورة للإصلاح السياسي، التي عُرفت لاحقاً بالحوار الوطني، وهي المبادرة التي أعقبت قرار الحزب الحاكم بضخ دماء جديدة في جهازيه التنفيذي والحزبي، في إعلان رسمي بأنه سيسلك طريق (...)
تابعت بالأمس وقائع المؤتمر الصحفي المشترك بين وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيره الأمريكي جون كيري، بالقاهرة، وكنت أتمنى أن أسمع من الوزير كيري – الذي اكتفى بإلقاء بيان دون تلقي أسئلة – موقفاً مختلفاً، ولو شكلياً، إزاء حرب الإبادة والفظائع التي (...)
أحاول أن أجد تفسيراً للدفق العاطفي الذي سيطر على تناول صحافتنا، لقضية الاعتداء الذي تعرضت له صحيفة (التيار) عصر السبت الماضي، وتعرض له رئيس تحريرها المهندس عثمان ميرغني، أتم الله شفاءه، للدرجة التي ترك فيها بعض من كبار الكتاب ورؤساء التحرير تحليل (...)
ينطبق المثل المشهور في من يرى الاشياء واضحة ولكنه يتعامى عن وجودها ويختار ان يتعاطى مع آثارها وتبعاتها --من باب الخشية والخوف- والقائل: عينك في الفيل تطعن فى ضلو، ينطبق على حال المنظمة الدولية ومجلس الامن وهما يتعاطيان مع الشأن السوداني على خلفية (...)
لم تأت مبادرة الإصلاح التي طرحها السيد رئيس الجمهورية في خطاب الوثبة في أواخر يناير المنصرم، نتيجة حوار مباشر ومعلن مع القوى السياسية المعارضة، وإن جاز القول ان اتصالات مع اغلب هذه القوى سبقتها، مما حدا برموزها – القوى المعارضة – أن يكونوا حضورا (...)
لوقت طويل، زلت الحكومة تشكو، في دوائرها الداخلية، من عدم الانضباط في تصريحات الكثير من المسؤولين في مختلف المجالات، الأمر الذي يظهر الدولة وكأنها تتحدث بأكثر من لسان، ولكثرة ما تكررت هذه الشكوى شكلت الحكومة لجنة خاصة أسمتها لجنة. ضبط الخطاب الرسمي (...)