من المتغيرات الإيجابية في المشهد السوداني.. يلقي الدكتور كامل ادريس رئيس الوزراء خطاب السودان أمام الدورة 80 للجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك.. في الدورات الثلاث الماضية مثل السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة. رئاسة كامل لوفد السودان تبعث برسائل ايجابية إلى العالم، الذي يساند بقوة مطلب الشعب السوداني بحكومة ذات قيادة مدنية.. و لكن رمزية المشاركة وحدها لا تكفي لتحقيق مصالح السودان في استعادة وضعه في المنظمة الدولية، و في المنظمة الإقليمية ، الاتحاد الأفريقي.. من المهم أن يبرز وجها آخر للدولة السودانية.. مختلف في الشكل والمضمون. إذا تحدث كامل بلسان غيره، وحاول استلاف الشعارات والخطاب الهتافي الذي عادة يستهدف الداخل السوداني.. فسيحصل حتما على بضع آلاف علامات الإعجاب "لايكات" في وسائط التواصل الاجتماعي.. ينتهي مفعولها خلال 24 ساعة.. ما ينتظره العالم.. والسودانيون.. مختلف تماما عن الخطاب العام السائد في الدولة السودانية حاليا.. المطلوب من رئيس الوزراء أن لا يتحدث بلسان المسغبة والمرض والفقر والدمار والتشرد.. أن لا يبث الآهات .. فالعالم أدرى بما يحدث في السودان.. حالنا وغسيلنا المر منشور في كل الفضاءات.. الدماء والأشلاء و الانتهاكات أطلقت عليها الأممالمتحدة "أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ".. فلا يعقل أن يقطع كامل عشرات الآلاف من الكيلومترات ليحدث العالم بما يعرفونه. والأهم من ذلك، العالم بذل جهده لحل الأزمة السودانية من أول يوم في صرخة ميلادها صباح السبت 15 أبريل 2023.. و ما قصر في الاغاثات طعاما ودواء و ايواء ومعدات طبية و حتى المساعدة في إنقاذ المواسم الزراعية.. المطلوب من كامل أن يدق بيده بقوة على منضدة الخطاب في القاعة الكبرى للأمم المتحدة .. ويقول للعالم بكل ثقة : "السودان دولة كبرى في شعبها، وعظمى في مواردها وخيراتها.. واليوم ما جئتكم راجيا أو متوسلا أو متسولا .. بل مبشرا أننا سنساهم في نصيبنا المفروض بوصفنا عضوا في كوكب الأرض.. مطالبون بأن نعمل على تقدم الإنسانية.. نريد أن نكون دولة مانحة لا ممنوحة.. أن نساهم مع الأمم الأخرى في تعزيز السلام والاستقرار والرفاهية لكل شعوبنا الأفريقية بل وكل شعوب العالم..). (صحيح الدولة السودانية تعاني حاليا من حرب أكلت الأخضر واليابس.. لكننا نملك مفاتيح الحل.. و كما بدأت بأيدٍ سودانية ستنتهي بإرادة سودانية.. نقدم الحل لنصنع السلام والاستقرار لنا ولغيرنا.. وللعالم أجمع) (من هذه المنصة السامية التي تحمل هموم الإنسانية جمعاء..أقول لكم بكل قوة).. هنا يدق كامل بيده على المنصة.. (أقول لكم أننا من هذه المنصة، نعلن عن ابتدار حوار سوداني شامل لا يقصي أحدا.. داخل الوطن.. حوار يفتح الباب نحو توافق وطني كبير.. يدعمه كل الشعب السوداني .. لابتدار مرحلة جديدة تتسع لكل أهل الوطن.. بطموحاتهم وأحلامهم .. و آمالهم التي استشعرناها عندما أسمينا آنفسنا "حكومة الأمل".) ( من هنا أعلن بدء ترتيبات للحوار السوداني .. الذي يفضي لتشكيل المجلس التشريعي التمهيدي الذي يمثل القوى السياسية والمجتمعية والمهنية كافة.. ويتولى تشكيل الدولة السودانية الحديثة.. التي سيفخر بها العالم قبل السودان..) ( إن أي مجهود دولي أو اقليمي مقدر لدينا.. لكن ارادة السودانيين هي الفيصل الذي يجعل الحلم واقعا يمشي على ساقين.. و باسم شعبنا نؤكد لكم أننا نستطيع بارادتنا إنهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار..).. مطلوب من رئيس الوزراء أن لا يعيد خطابات الدورات الثلاث الماضية.. حكاوي الشكاوي.. و مطالبة التصنيف بالإر ؛هاب ويقفز ببلاده إلى مربع جديد.. ويقول لكل العالم باسم الشعب السوداني.. Yes we can