دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق حاج علي: أفكار ومقترحات خارج النطاق التقليدي لزيادة الدخل القومي في السودان

يأتي معظم الإنتاج الاقتصادي في العالم من قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات، ويلعب الأخير على وجه الخصوص دورًا في الاقتصاد العالمي أكبر بكثير مما قد يظنه كثيرون، وهو ما ينعكس بشكل واضح على نسبة قطاع الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي للدول في العالم وتمثل الخدمات ما لا يقل عن 50% من الناتج المحلي الإجمالي في أكثر من نصف دول العالم، ونحو 65% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
. تختلف الدول حسب قوه وطبيعه اقتصادها في ترجيح كفه قطاع علي الآخر في اقتصادها الداخلي فعلي سبيل المثال نجد ان في كثير من الدول
ذات الاقتصاديات الكبيرة ان قطاع الخدمات يتفوق علي قطاع الإنتاج في مساهمته في الناتج القومي وعدد الوظائف ، اذا أخذنا الولايات المتحدة الأمريكية كمثال نجد ان ناتج قطاع الخدمات بها يساوي 15 تريليون دولار، وتمثل العمالة 79% من إجمالي العمالة و تأتي اليابان في المركز الثاني، ويبلغ ناتج قطاع الخدمات بها 3.4 تريليون دولار، وتمثل العمالة به 72% من إجمالي العمالة.
لا يختلف اثنان ان السودان دوله تحظي بمميزات عديده مثل الموقع الجغرافي ، التعدد الاثني الذي يتمدد في العمقين العربي والأفريقي ، الثروات الطبيعية الهائله من اراضي صالحه للزراعة و توفر كميات كبيره من مياه الأمطار والأنهار والمجاري المائية والمياه الجوفية ، الثروة الحيوانيه الضخمه والغابات ، الخ .
اتفق الجميع علي جدوي الاهتمام بالقطاعات الانتاجيه الزراعية و الحيوانية و والعمل علي خلق قيمه مضافه لها حتي تتعاظم عوائدها وهذا موضوع قتل بحثا وأصبح قناعه لدي الجميع ولكن مازال ينتظر الاراده والهمة و وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمه لجعل هذه الطموحات واقعا ملموسا .
دعونا نتحدث اليوم عن امر اخر مختلف تماما يمكن عن طريقه زياده موارد البلد من العمله الصعبه بصوره متدرجه تتعاظم لتشكل رقمًا مقدرًا في نهايه المطاف مع تحريك كثير من القطاعات والأنشطة الاقتصادية وخلق عدد مقدر من الأعمال وفرص التوظيف حيث ان القاعدة في التخطيط الاستراتيجي هي ان تحقيق أي هدف استراتيجي يتسبب بطبيعة الحال في خلق سلسله ممتده من الأهداف الاستراتيجية المتصلة وهكذا .
نتناول اربعه قطاعات خدمية وهي :
1) السياحة .
2)النقل و الخدمات اللوجستية.
3)قطاع الصحه والخدمات الطبيه .
4)التعليم العالي .
اولا :السياحة:
——————
حتي نوضح حجم صناعه السياحة في العالم دعونا نستعرض اولا بعض الإحصائيات و الامثله لما تشكله السياحه من مداخيل لدول مختلفه تتدرج من اكبر الدول السياحية في العالم مرورا باخري متوسطه و انتهاء بدول صغيره المساحة في محيطنا الإقليمي .
بلغت جمله ما صرفه السياح في كل العالم في 2019 واحد ونصف ترليون دولار، أي ( 1500 مليار دولار )!
زار كلٍ من فرنسا وأسبانيا خلال العام السابق 2019 وهما بالطبع (اكبر وجهتي للسياحة في العالم )حوالي 85 مليون سائح لكل منهم مساهمين بعوائد في حدود 70 مليار يورو للدولة الواحدة !.
زار تركيا في نفس العام حوالي 50 مليون سائح صرفوا حوالي 35 مليار دولار .
أما تونس تلك الدوله الصغيرة نسبيا فقد زارها قرابه 10 مليون سائح صرفوا ما يفوق 2 مليار دولار .
أما الامارات الدوله صغيره المساحة فقد زارها حوالي 20 مليون زائر خلال العام السابق صرفوا ما يفوق 16 مليار دولار و بلغ مردود مساهمتهم في الناتح القومي الإجمالي حوالي 45 مليار دولار .
لاشك ان الدول في الامثله أعلاه وغيرها من وجهات الجذب السياحي في العالم تمتلك مقومات جذب لمختلف السياح برغباتهم المختلفة من خلال توفر متطلبات ومقاصد السياح مثل الشواطئ والآثار والمناطق الطبيعية مثل السفاري والمحميات الطبيعية و سياحه الغطس في البحار الي التخييم في الصحاري ولا تنتهي عند السياحة الدينية والعلاجية الي اخر القائمة الطويلة.
يتدفق السياح الي المناطق التي توفر لهم احتياجاتهم من الخدمات مثل النزل والفنادق و المطاعم والحانات اضافه الي توفر المواصلات وسهولتها و المطارات التي تعمل بشكل جيد والخدمات الطبيه إضافة الي وجود عنصر الامن والسلامة وهو امر مهم جدا بطبيعه الحال .
نكاد لا نملك في السودان معظم ما تم ذكره من مقومات ولكن نملك ميزه كبيره جدا وهي تعدد و تنوع الأماكن التي يمكن ان تمثل وجهات مطلوبه للكثير من السياح !!.
نملك في السودان الآتي :
شواطئ بحريه بكر بها شعب من اجمل وأنقي الشعب المرجانية في العالم لهواه الغطس ومحبي البحار من مرتادي رياضات ركوب ألواح الامواج وغيرها وهم عدد ضخم جدا من السياح .
سياحه الاثار حيث يوجد في شمال السودان حوالي 220 هرما في ثلاث مناطق من النوبة كأضرحة لملوك وملكات نبتة ومروي الذين حكموا مملكة كوش . و تعتبر من أقدم الاهرامات في العالم حيث من المعتقد انها بنيت قبل اهرامات الجيزة بمصر ولكن اذا سلمنا بما هو متداول رسميا حتي الان فانها بنيت قبل الميلاد بي 750 عامًا.
سياحه السفاري والمحميات الطبيعية واهمها محمية الدندر وهي بمساحه تفوق 6 ألف كيلومتر مربع .
سياحه التخييم في الصحاري والحياه الطبيعية و ركوب الجمال وسباقات الهجن ، الخ.
سياحه متنوعه تمثل زياره المتاحف في ولايه الخرطوم والأسواق الشعبيه وتجارب وتذوق الطعام التقليدي والأكلات الشعبيه وزياره ملتقي النيلين و امكان الذكر الدينية كمثال حضور بعض الأجانب لحلقات الذكر بضريح الشيخ حمد النيل بمنطقه امبده. بالتأكيد ان عملًا ضخم مطلوب منا حتي نصل الي الإيفاء بالحد الادني من المتطلبات التي يجب توافرها ولكن للأسف الشديد لا يوجد جهد يذكر في هذا المجال و اوضح دليل علي ذلك هو عدم تخصيص الحكومه الحالية لوزاره او حتي هيئه مختصة للسياحة رغمًا عن ان السياحة يمكن ان تمثل رافدا من روافد الدخل القومي المقدرة اذا انجزنا الحد الأدنى من المطلوبات والعمل علي وضع خطه استراتيجيه لجذب السياحة الخارجية تمتد مثلا لمده خمسه الي سبعة سنوات وتستهدف عدد متزايد من السياح عام بعد الآخر
.يمكن ببعض الجهد المعقول عمل متطلبات أساسيه تفي بالحد الادني المطلوب لجذب عدد متواضع مثلا 500 الف سائح سنوي ابتداءً، مع عمل خطه لزيادة العدد بنسبه 25 ٪؜ سنويًا لمده خمسه الي سبعة سنوات مثلا ليصل العدد في نهايه المده الي حوالي مليوني سائح وهو عدد متواضع جدا ويمكن ان يزيد عن الرقم المذكور بالضعف او الضعفين وللوصول له لا نحتاج الي استثمارات كبيره جدا منذ اليوم الأول ولكن يمكن البدء بتحسين وتطوير وزياده الإمكانيات المتواضعه الموجودة حاليا والتي تمت بمجهودات أفراد من القطاع الخاص ودون اي مساعده من الحكومات علي مر الأزمان وسن قوانين لتشجيع الاستثمار بمزايا "استثنائية "لجذب الاستثمار في هذا القطاع . من المعروف عن الاستثمار في السياحه انه يزيد بمتوالية متصاعدة فتتضاعف الاستثمارات في النزل والمطاعم والمحلات وخدمات الترحيل وكل ما يخدم السياح بمجرد ان يلحظ القطاع الخاص زياده في عدد الزائرين ، اذا التحدي الأساسي هو نقطه البدايه وبعدها يتطور القطاع بصوره كبيره من تلقاء نفسه عن طريق استثمارات القطاع الخاص فيه. من مزايا السياحة انها تفتح فرص عمل كبيره حيث من المعروف ان نظير كل سائح يعمل من 2-4 أفراد من العماله المحلية في اعمال ذات علاقه مباشره وغير مباشره .
يمكن عند الوصول لعدد لمليوني سائح ان نحقق ايرادات صافيه في حدود ملياري دولار ولكن تأثيرها في الناتج القومي الإجمالي يمكن ان يصل الي 3-4 مليارات دولار سنويا .
ثانيا :النقل والخدمات اللوجستية
———————————-
يتميز السودان بموقع استراتيجي فريد حيث يتوسط 7 دول مجاوره، اربعه منها وهي دوله جنوب السودان وإثيوبيا و تشاد و افريقيه الوسطي هي دول بدون مواني بحريه Land countries .
يمكن السودان الاستفادة القصوي من ذلك الوضع حيث يمكن استغلال المواني السودانية بعد تطويرها لانها الان تعاني اشد المعاناه من العجز الكبير في الاداء وذلك قياسًا بصادرات و واردات السودان ناهيك عن جلب تجاره دول اخري .
لابد من تطوير المواني الحالية وأضافه مواني اخري لان السودان يتمتع بحدود بحريه علي شاطئ البحر الاحمر يبلغ طولها 670 كلم .
يمكن للسودان ان يستحوذ علي نسبه مقدره من واردات وصادرات تلك الدول الاربعه اذا توفرت الظروف الموضوعية لذلك مثل كفاءه الميناء وسرعه إنجاز عمليات المناولة والتفريع ، تنافسيه الأسعار ، تحسين البنيه التحايا عن طريق الدخول في شراكات داخليه وخارجيه ، توقيع اتفاقيات مع هذه الدول ..الخ .
اذا نجحنا في ذلك التحدي فان الفائدة ليست فقط تلك المباشره من رسوم الميناء والبواخر وإنما يمكن ان يمتد الأثر الإيجابي بصوره كبيره الي قطاعات النقل والتخزين والخدمات وكل العمليات اللوجستية في السودان ومن المقدر ان تصل عوائده الكليه الي مئات الملايين من الدولارات سنويا .
ثالثًا :قطاع الخدمات الطبيه ؛
—————————————
يصرف السودانيون الكثير من الأموال في العلاج بالخارج في دول عده مثل مصر والهند و روسيا وغيرها .
قامت في السنوات السابقة عده استثمارات خاصه في الحقل الصحي وقدمت بعضها مردود جيد وقللت من حالات السفر للخارج في معالجه بعض الحالات ولكن ما زال الوضع دون الطموح وينقصه الكثير .
توجد حاليا أعداد صغيره من مواطني الدول الافريقيه يتلقون العلاج في السودان ! فإذا ما وضع ذلك الامر كهدف استراتيجي وهو تنشيط السياحه العلاجية باستهداف الأسواق الافريقيه جنوب الصحراء فالسودان قادر علي جذب عدد مقدر من المرضي ميسوري الحال من دول الجوار الإفريقي المباشر و الغير مباشر .
يتطلب هذا الامر إنشاء مستشفيات ومراكز طبيه جديده او تطوير الموجود بزيادة مساحته وإمكانياته والترويج الفعال بشعار "خدمات طبيه ممتازه بتكلفه مناسبه في بلد قريب جغرافيا و ثقافيا و مضياف لزائريه ".
من المفهوم ان السودان يحظي بتقدير كبير في محيطه الأفريقي و له تاثير ثقافي متجذر علي هذه الدول ، لذلك من الممكن جدا الاستفادة من هذه النقاط وترويج السودان كواجهة علاجيه قريبه وغير مكلفه.
السياحه العلاجية كغيرها يمتد اثرها ليشمل قطاعات الفنادق والشقق المفروشة ، الأسواق والمطاعم والمتاجر والمواصلات الي اخر السلسلة خصوصا ان المرضي عاده يسافرون بمعيه اسرهم او أصدقاءهم في رحلات علاجهم .
اذا شجعت الدوله الاستثمار في هذا الحقل الخدمي وتم التجهيز بالصورة المطلوبة فان بإمكان السودان استهداف مايترواح من خمسين الي سبعين الف شخص ( مرضي ومرافقين) في العام من المتوقع يرفدوا اقتصاد البلد بمبلغ يتراوح من 200-300 مليون دولار سنويا .
كما لا يفوتنا ان التطوير الكبير في الخدمات الطبية يؤدي بصوره مباشره في تشجيع الكثيرين لتلقي العلاج داخليا وبالتالي توفير مبالغ كبيره من العملات الصعبه تصرف خارج السودان .
رابعًا : التعليم العالي
——————————
دعنا نستعرض بعض الإحصائيات في مجال التعليم الجامعي و فوق الجامعي في العالم .
بدرس حوالي مليون طالب اجنبي في الولايات المتحده الأمريكية يضخوا مبلغ وقدره 45 مليار دولار في الاقتصاد الامريكي ، أما المملكه المتحده فيدرس بها
485 الف طالب اجنبي يضخون مبلغ 20 مليار جنيه إسترليني ( حوالي 25 مليار $) سنويا .
أما ماليزيا فيدرس بها حوالي 130 الف طالب اجنبي يرفدون الاقتصاد الماليزي بحوالي مليار و سبعمائة مليون دولار سنويا من المتوقع ان تصل خلال عامين الي حوالي ثلاثه و نصف مليار دولار عند بلوغ العدد 200 الف طالب وهو العدد المستهدف من الحكومه الماليزية.
من المعروف ان الطالب الأجنبي بالاضافه الي الرسوم الدراسية فانه يصرف مبالغ مقدره في السكن والإعاشة والترحيل والاتصالات والترفيه والعلاج ،.. الخ.
توجد حاليا 25 جامعه في ولايه الخرطوم منها 8 جامعات حكومية و 17 جامعه خاصه وعدد من الكليات الجامعية الخاصه يفوق الستين كليه بمجموع طلاب كلي 575 الف طالب جامعي .
توجد حاليا أعداد معقوله من الطلاب الأجانب من بعض الدول العربيه وجزء مقدر من دول الجوار الأفريقي وخصوصا في الكليات العلمية مثل الطب والصيدلة والعلوم الطبيه والهندسات و علوم الحاسوب والاتصالات .
لا تزال وسائل جذب الطلاب من الدول العربيه والأفريقية يتم عن طريق اجتهادات فرديه محضه وربما صدف في بعض الأحيان .
متوسط صرف الطالب السنوي في هذه الكليات لا يقل عن عشره الف دولار متضمنه الرسوم الدراسية والإعاشة .
حدثني مدير احدي الجامعات الخاصه المميزه انهم بصدد قبول اكثر من عشرين طالبه من دوله جيبوتي في كليه الطب في العام الدراسي القادم وقد كان من المحفزات الرئيسيه لاختيار السودان من قبل أسر الطالبات هي السمعه الجيده لبعض الجامعات السودانيه فضلا عن ارتياحهم النفسي والشعور بالأمان في السودان لما عرف عن أخلاق أهله وحسن معشرهم ولما يتصف به كمجتمع محافظ اضافه الي التكلفه المناسبه .
مره اخري اذا تم التعامل مع الموضوع كهدف استراتيجي تم فيه التنسيق بين الجامعات الحكومية والخاصه مع وزاره التعليم العالي و وزاره الداخلية وكل الجهات ذات الصله وتم وضع خطه تستهدف الوصول لعدد من الطلاب خلال فتره زمنيه محدده وحشد وتجهيز كل المطلوب وهو (ليس كثير بالمناسبة لان كثير من الجامعات حاليا لديها إمكانيات جيده )، مع عمل الترويج الفعال لهذه البرامج بشتي الوسائل، علي سبيل المثال اقامه معارض في الدول المستهدفة كما يفعل الماليزيون يتم من خلالها شرح الفرص الدراسية الموجودة في الجامعات المختلفة و توضيح الشروط والمطلوبات الأكاديمية وتوفير كل المعلومات عن السكن بمختلف درجاته والخدمات الصحيه و المعاملات الهجرية الي اخر الاستفسارات التي يمكن ان تكون في اذهان أولياء أمور الطلبه المستهدفين بالقبول .
اذا تم كل ذلك فيمكن ان نستهدف 5٪؜ من عدد الطلاب الكلي كنسبة للطلاب الأجانب وذلك بالتدريج خلال سنوات قليله ليصل عدد الطلاب الوافدين الي الرقم المستهدف في حدود 25-30 الف طالب .
كما يمكن ان تكون بعض برامج الدراسات العليا جاذبه أيضا للكثيرين من طلاب دول الجوار .
وقتها من المتوقع ان تصل العوائد السنوية الي 250-300 مليون دولار ولكن اثرها في الناتج القومي الإجمالي يفوق ذلك المبلغ بكثير ..
اذا بالاضافه الي الثروات الضخمه التي حبانا بها الله ولم تستغل بالشكل الأمثل لغايه الان، هنالك العديد من الفرص الاخري في اقتصاد الخدمات يمكن الاستفادة منها وتحقيق عوائد مجزيه ترفد اقتصاد البلد بمبالغ مقدره من العملات الصعبه وتوفر فرص توظيف ضخمه في معظم الانشطه الاقتصادية.
بالنظر الي حقيقه تعداد دول جنوب الصحراء Sub Saharan Countries الذي يفوق مليار نسمه حاليا وان معدل النمو السكاني في حدود اثنان ونصف في المئه سنويا حيث تتوقع الأمم المتحده ان يتراوح سكان هذه المنطقه مابين 2-2،5 مليار نسمه بحلول عام 2050، نجد ان الأرقام التي أوردناها كتوقعات عوائد من الانشطه المذكوره تمت بصوره فيها تحفظ كبير و ربما يكون الواقع وقتها أفضل كثيرا لاننا بالأساس نستهدف بالقطاعات المذكوره هذا السوق تحديدًا فيما عدا قطاع السياحة حيث الجميع من كل دول العالم مستهدف.
ختامًا المطلوب فقط تحديد الأهداف بوضوح و التفكير قليلًا خارج الصندوق مع قليل من الخيال المسنود بالحقائق و تجهيز كل المطلوب من مصادر ومن ثم الشروع في التنفيذ للوصول للغايات المنشودة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.