أعربت الخارجية الامريكية عن استنكارها لقرار حكومة المؤتمر الوطنى بإغلاق خط أنابيب نقل النفط عبر الحدود من جنوب السودان ووصفته بالمخيب للآمال، ودعت الخرطوم إلى إعادة النظر فيه. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي : (نستنكر هذا العمل ونحث السودان على الرجوع عن هذا القرار واحترام التزاماته الدولية ). وأوضحت المتحدثة خلال المؤتمر الصحفي للخارجية الأمريكية امس : (إذا نفذ السودان ذلك القرار فإنها سينتهك التزاماته بموجب اتفاقيات 27 سبتمبر التي تنص على عدم جواز الإغلاق إلا بموجب إخطار قبل 60 يوما لأسباب اقتصادية أو فنية، والأمر هنا ليس كذلك). وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي في المؤتمر الصحفي اليومي امس إن (بان كي مون يحث قادة السودان وجنوب السودان علي احترام اتفاقية 27 سبتمبر الموقعة بين البلدين). وأعربت كاثرين أشتون، الممثل الأعلى للاتحاد الأوربي للشئون الخارجية والسياسات الأمنية، عن قلقها من قرار الحكومة السودانية بوقف تصدير نفط جنوب السودان وتجميد جميع إتفاقيات التعاون التسعة الموقعة مع حكومة جوبا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 27 سبتمبر 2012 الماضي. وقال المتحدث باسم أشتون في بيان صادر عن الاتحاد الأروبي ببروكسل أمس الإثنين: (من شأن قرار وقف تصدير النفط عن طريق جنوب السودان أن يؤدي لعواقب وخيمة على استقرار الدولتين والعلاقات بينهما وهذه العواقب قد تؤثر على المنطقة بأسرها). مشيرا إلى ضرورة تنفيذ اتفاقات أديس ابابا دون قيد أو شرط ودون تهديدات إلغاء تلك الإتفاقيات كلما تنشأ أزمة بين البلدين. وفى تعبير عن العزلة الأقصى نأت الصين حليفة حكومة المؤتمر الوطنى بنفسها عن قرار عمر البشير وأبلغت حكومة جنوب السودان عبر سفارتها بجوبا معارضتها لقرار ايقاف تصدير النفط . وكان المحلل السياسيى ل(حريات) قال عند اعلان قرار عمر البشير انه يهدف بخطوته غير المسؤولة تخويف المجتمع الدولي – خصوصاً الإدارة الامريكية – للضغط على حكومة الجنوب ، وقال انها بالطريقة العدوانية والإستفزازية التي أعلنت بها لن تشجع الإدارة الأمريكية للتدخل بطريقتها المعتادة في الضغط على حكومة الجنوب ، خصوصاً وان هناك آلية متفق عليها للتباحث بشأن الترتيبات الأمنية بين جوباوالخرطوم وكان من الممكن عرض شكاوى المؤتمر الوطني عليها بدلاً من إتخاذ قرار إنفرادي ، هذا فضلاً عن شكاوى حكومة الجنوب الشبيهة عن دعم المليشيات المسلحة في الجنوب والتي تأكدت في الأيام الماضية بشهادات موثقة من المدعومين أنفسهم . وأضاف انه ما من رجل دولة مسؤول يراهن على خطوة لا يملك نتائجها ، حيث ان خطوته مبنية على إفتراض ان الإدارة الأمريكية ستتدخل حتماً لصالحه ، دون أن يحسب الإحتمال الآخر بانها من الممكن ألا تفعل ذلك .