توفي إلى رحمة مولاه أول أمس الجمعة البروفسر جعفر كرار وهو من قادة ثورة أكتوبر ومن أبناء السودان البررة الذين قضوا عمرهم في خدمة البلاد ودفعوا ثمناً بالتشريد والتبخيس من الطواغيت. كان طالبا بكلية غردون (جامعة الخرطوم لاحقاً) وعضوا باتحاد طلابها ولكنه فصل منها إبان الاستعمار لنشاطه الوطني المضاد للاحتلال الثنائي اسما البريطاني فعلاً، فواصل دراسته بمصر وتخرج من كلية البيطرة. ثم أسس المركز المركزي البيطري، في السودان. وكان أول وكيل لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية (بعد دمجهما في وزارة واحدة). كان من مناهضي نظام عبود العسكري وكان رئيساً لجبهة الهيئات في ثورة أكتوبر، ولعب دوراً كبيراً في اختيار رئيس حكومة أكتوبر الانتقالية المرحوم سر الختم الخليفة. حينما وقع الانقلاب المايوي كان في منصب وكيل وزارة الزراعة والثروة الحيوانية، ولكن طالته أيدي (التطهير) المايوي مثله مثل مئات الأكفاء من أبناء الوطن، فغادر البلاد، وعمل ببرنامج الاممالمتحدة للبيئة مديراً لقسم التصحر. رجع السودان بعد انتفاضة رجب/ أبريل وأسس مكتبا استشاريا للشئون الاقتصادية. وهو من مؤسسي جامعة أم درمان الأهلية، وله كتاب بعنوان "نظرات في السياسة السودانية". فاضت روحه الطاهرة يوم الجمعة الموافق 20 سبتمبر 2013م. (حريات) إذ تترحم على روحه تتقدم بأحر التعازي لأسرته الخاصة ولابن أخيه الزميل الصحفي الأستاذ كمال كرار، ولكافة أبناء الشعب السوداني، وتدعو الله أن يبقي ذكراه خالداً فينا رمزاً سودانياً للعطاء الجاد والمثابر والخبرة العالية والصمود في وجه الدكتاتوريات، والتضحية من أجل الوطن.