[email protected] والحديث عن الفساد هذه المرة لم يأت منا أو من جهات سودانيه أخرى ظلت ترصده وتوثق له متمثلا فى انتهاك بشع للمال العام على نحو مباشر أو فى شكل مرتبات ضخمه خصصت لأزلام النظام وسدنته أو من خلال تطاولهم فى البنيان والتنافس فى بناء قصور (الباشوات) وأنما على لسان المرشد العام للأخوان المسلمين (السابق) فى مصر، مهدى عاكف، الذى اجاب بأختصار شديد على سؤال طرح عليه من صحيفة (الدستور) المصريه بتاريخ 12 أغسطس 2011 عن أسباب انفصال جنوب السودان عن شماله، قائلا: ” السبب هو فساد النظام السودانى”! يعنى شهد شاهد من أهلهم كان يعرف عنهم وعن اسرارهم أكثر مما يعرف الشعب السودانى .. والفساد ليس هو السبب الوحيد فى الأنفصال وما يدور من صراع وعدم أستقرار فى السودان كما ذكر المرشد العام السابق للأخوان الملسمين فى مصر، بل هناك أسباب أخرى منها انعدام العداله والديمقراطيه وحقوق الأنسان فى السودان فى ظل نظام (الأنقاذ) ومنها بل يأتى فى مقدمتها الأصرار على هيمنة ثقافة احاديه ودوله دينيه (اسلامويه) فى بلد اراد له الله أن يكون متنوعا ثقافيا ومتعدد دينيا، وهذا خطر نحذر منه المصريين أنفسهم ونحن نرى البعض منهم فى جهالة وعدم وعى يتبنى نفس الخط (الأنقاذى) فى السودانى. لكن ما يثير الدهشة والأستغراب أن رموز النظام الفاسد كما وصفهم (مرشد عام الأخوان المسلمين) السابق فى مصر، ظهر عليهم الأنزعاج الشديد بمجرد أن أن اعلنت حركتى عبدالواحد محمد نور ومنى اركو توقيع اتفاق مع الحركه الشعبيه قطاع الشمال، وكأنهم لا يريدون للشعب السودانى أن يتفق وأن يتحالف. بل كشفوا بهذا الأنزعاج أن السلاح الحقيقى الذى كانوا يحاربون به هذا الشعب ويمكنهم من فرض سيطرتهم على الوطن، ليس هو سلاح بيوت الأشباح والأعتقالات والقمع والتعذيب والتشريد من الوظائف وتجويع المعارضين و(تفليسهم)، وأنما هو سلاح (فرق تسد)، وضرب الأحزاب والحركات والجبهات الجاده بغرس العملاء والأرزقيه فى داخلها واستخدام المنبطحون والأنهزاميون فى تلك التنظيمات لتأسيس تنظيمات وأحزاب موازيه تحمل ذات الأسم وتدين بالولاء للنظام وتقبض منه المنح والهبات. لكننا نبشرهم بالمزيد من الأتفاقات والتحالفات بين القوى الوطنيه الجاده التى أدركت المخاطر التى تحيق بالوطن الآن، وتهدد بقاءه فى المستقبل، وهى فى الحد الأدنى تتوافق على ازالة النظام والتخلص منه بجميع الوسائل الممكنه والمتاحه من أجل تأسيس دولة الديمقراطيه والعدالة والمساواة، التى لا يتميز فيها الناس بسبب دينهم أو جهتهم أو قبيلتهم ولا تهيمن فيها ثقافة على باقى الثقافات. وأنها ثورة حتى النصر.