تاج السر حسين [email protected] (فالقاعده) واحده والفكر واحد .. وموهوم من يظن هنالك فرق بين تنظيم القاعده المعروف وبين (كتائب) المؤتمر الوطنى المسماة (بقوات الدفاع الشعبى) .. فهم يدارون على ذات النهج (القاعدى) ويتبنىون نصوصا دينيه تستخدم لتبرير العنف والأرهاب والقتل والدمار فى كل انحاء السودان فى القرن الحادى والعشرين وكأن الدنيا لا تتغير والنفس البشريه لا تتطور .. الم نسمع فى أكثر أكثر من مرة (قش .. أمسح .. أكسح)؟ الم نسمع كذلك وفى أكثر من مرة (لا نريد جريحا أو اسيرا)؟ اليس هذا الفهم قائم على نص قرآني يقول ” ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ” . قيل أن الخليفة (عمر بن الخطاب) حينما عرض الرسول (ص) أمر أسرى بدر (للمشاورة) وماذا يفعل بهم، كان رأى (عمر) أن يقتلوا لا ان يحتفظ بهم أو تقبل فيهم فدية.. فنزلت تلك الآيه مؤيده لرايه، فلذلك جاء بعد 1400 سنه الخليفه (عمر البشير) ليعيد انتاج ذلك الفهم، مما جعله مطلوبا (للعداله الدوليه)، والعيب ليس فى النص القرآنى وأنما فى فهمه وفى وقت (انفاذه)، فقد كان ذلك زمان أشبه بزمن (الشرعيه الثوريه) وفرض (قانون طوارئ)، ولابد بعد استقرار الأمور وأستتباب الأمن أن يعود الناس اذا كانوا عاقلين وعادلين ومتسامحين فى عصر بسط الحريات و(حقوق الأنسان) و(الحكومه الكونيه) التى يسعى لها المفكرون، الى ما هو (أحسن) فى الدين والقرآن ، والآية تقول “وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً”، وهذا يعنى أن يتجه الناس الى ما هو أعدل وأأصل ويستقيم مع النفس البشريه السوية، وآية ذلك تقول (ادع الى سبيل ربك بالحكمه والموعظة الحسنه وجادلتهم بالتى هى أحسن) ,وآية اخرى تذهب الى ابعد من ذلك فتقول: (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) .. أى تمنح الأنسان حق ان يكفر. للاسف فالمجتمع الدولى وخاصة (امريكا) غافلة عن هذه (الكتائب) المسماة (بالدفاع الشعبى) وهى فى حقيقة الأمر (كتائب) نظام (عقائدى) دموى، يتبنى الأرهاب والقتل لكى يبقى مسيطرا على الأمور رغم فساده واخفاقاته، ففى الوقت الذى تقصف فيه (امريكا) أعضاء ذلك التنظيم فى اليمن والباكستان وأفغانستان، نجدها تغض الطرف عن تنظيم مشابه له تماما فى السودان يرعاه النظام بل تعمل فى عدم وعى وادراك على اجهاض القوى المناهضة له مثل جبهة القوى الثوريه (كاودا) وتسميها بالقوات المتمرده. وعلى من يغالط فى أن (كتائب) المؤتمر الوطنى لا تختلف عن تنظيم (القاعده) أن يرجع لغالبية القنوات الفضائيه السودانيه خاصة (الحكوميه) و(النيل الأزرق)، خلال اليومين الماضيين، ففى الوقت الذى يخوض فيه النظام مفاوضات (سلميه) فى أديس ابابا مضطر لها بسبب الضغوط الأقتصاديه، لا رغبة فى ذلك السلام على نحو استراتيجى ويقدم خطاب مهادن ووجوه يظهر عليها الأعتدال (الكاذب)، نجده يقدم فى تلك القنوات خلال ذات الفتره وبتركيز عال وجوه أخرى تتسم بنفس السحنات الأرهابيه التى نراها على وجوه اعضاء تنظيم القاعده، وخطاب وقصائد وأغنيات تحرض على القتال والعنف والجهاد مثل (لا لدنيا قد عملنا، نحن للدين فداء، فليعد للدين مجده أو ترق كل الدماء)، فهل يعقل أن يصدر مثل هذا الكلام من (جماعه) تسمى نفسها (قوات دفاع شعبى) وأن يسبقهم عليه (رئيس) جمهوريه فى دوله (مدنيه) حديثه فيها مسلمين ومسيحيين ويهود ووثنيين ولا دينيين ومنضويه للأمم المتحده وموقعه على مواثيقها، ، وهل يعقل أن تنعم تلك الدولة أو جيرانها بالسلام وهى تتبنى مثل هذا الخطاب الدينى المتشدد؟ نموذج آخر لأحاديث الجهل والظلام لا يمكن أن يصدر الا من اغبياء يقول أن (هجليج) عادت لله أكبر اى عادت (مسلمه) .. والمدن والسفن والبصات السياحية والبنوك لا تسلم أو تكفر ومن يفعل ذلك هو الأنسان الذى يمتلك عقل يفكر به ولسان ينطق به .. وهل تعتبر مدينة (القدس) كافرة الآن لأنها تحت الأحتلال الأسرائيلى؟ على كل فهذه القوات التى تسمى خداعا (الدفاع الشعبى)، هى ليست كذلك فلو كانت (شعبيه) لكان طريقها (القصرالجمهورى) تقتلع ازلام النظام الفاسدين الذين نهبوا ثروات الوطن وجوعوا اهله ولأقتلعوا معهم (الأرزقيه) الذين خانوا احزابهم وقواعدهم وحركاتهم من اجل مكاسب شخصيه، حيث لا يعقل ان تترك قوات جيش وطنى أو قوات تنتمى (للشعب) نظاما تسبب فى انفصال جزء (عزيز) من وطنه ثم اعاد الحرب الى مربعها الأول وقضى على المشاريع الزراعيه وكآفة البني التحيته وشرعن النهب والرشاوى والتمكين والمحسوبيه والقبليه مما أدى الى تفشى الفساد المالى والأخلاقى وليصبح السودان فى مقدمة افشل دول العالم الحديث. هذه الكتائب .. (كتائب المؤتمر الوطنى) التى تأتمر بأمر البشير وعلى عثمان ونافع، التى يبدو على افرادها الهوس الدينى والتطرف والتوتر، غالبيتهم مخدوعين بانهم (مجاهدون) واذا ماتوا فهم (شهداء) كما يسمون انفسهم وهم لا يعرفون الجهاد ولا علاقة لهم به، ويفسر لهم (القرآن) على هوى الحاكم المستبد المتسلط. فجهاد (القتال) أو السيف كان ضرورة فترة ويمثل (الشرعية الثوريه) أو (قوانين الطوارئ) فى العصر الحديث، اما (الجهاد) المطلوب بصورة مطلقه فهو (جهاد) النفس والتزام الصدق والحق والعدل، والدليل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (جئنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر). لكنهم لا يفهمون بل فى الحقيقه مستغلون – بفتح الغين – اضافة الى ذلك فمن بينهم من يتكسبون من خلال تسيير تلك ((المتحركات)) وما يعرف بنفرات (المجاهدين) مالا ودقيقا وسكرا وتمرا وبصلا، ويظنون انهم (شهداء) اذا ماتوا، مع ان (عراب) هذا النظام وصاحبه دكتور/ الترابى، قال انهم (فطائس) لأنه يعلم الأهداف التى كانوا يحركونهم من اجلها، ولم يقل ذلك وحده بل حتى (الضار) نافع، قال ذات يوم (( انهم يشحذون همم الشباب بتصوير عملهم جهادا)). على كل (التغيير) ضرورة للسودان وأسقاط النظام حق مشروع نحبذه (سلميا) اذا كان ذلك ممكنا واذا كان النظام مقتنع بمبدأ التداول السلمى للسلطه وطالما فشل النظام وثبت فشله خلال 23 سنه فلابد أن يذهب طوعا أو كرها، لكن النظام كما هو واضح يريد أن يبقى متشبثا بالسلطه يمارس الكذب والخداع وتأجيج المشاعر الوطنيه والدينيه، متكئا على تنظيم (القاعده) الذى يسميه (قوات اىلدفاع الشعبى) وهى فى الحقيقه (كتائب) المؤتمر الوطنى وتعمل على بقائه وتشبثه بالسلطه ولا علاقة لها بالشعب أو الوطن، كما انها لاتعرف عن الدين حتى قشوره. وهى لا تختلف عن كتائب (القذافى) وعن (بلطجية) الحزب الوطنى فى مصر أو (شبيحة) بشار الأسد فى سوريا، لأنها لا تميز بين الحق والباطل، بل تعمل على حماية النظام والدفاع عنه مهما أخطأ أو أفسد، والفرق بينها وبين تلك الكتائب (القذافيه) أو البلطجية والشبيحه انها تلتحف ثوب الدين وتحمل فى يدها كتاب الله (القرآن) الكريم، وهذا وحده دليل على انها شكل من اشكال القاعده، فالسودانى الوطنى (المسيحى) مثلا، لا مكان له بين تلك القوات، حتى لو كان مؤيدا للمؤتمر الوطنى ويجد فى اطروحاته حلا لمشاكل الوطن. ومما يثير السخريه والضحك أن (ضابطا) نظاميا برتبة (عقيد) شكله لا يختلف عن شكل (الكتائب)، قال: انهم لن يرتاحوا أو يتوقفوا عن القتال طالما كان هنالك (كفر) وباطل، أى سوف يعودوا فى يوم من الأيام (لفتح) الجنوب وأدخاله عنوة فى الأسلام .. وسيادة (العقيد) وهذه رتبة (عظيمة) فى الجيوش لا يعلم ان الجنوب فيه مسلمين كثر مثلما فيه معتنقى ديانات أخرى، وسيادة (العقيد) اظنه لم يسمع بالحديث الذى يقول ان الأمة (المسلمه) نفسها سوف تتفرق الى 73 فرقة منها واحده ناجيه والباقيه فى النار، وربما كان (العقيد) من بين هؤلاء ال 72 لأنه وهو رجل متعلم لا يميز الحق من الباطلل الذى فيه (البشير) والمؤتمر الوطنى والواضح مثل الشمس فى رابعة النهار، دعك من ان يكون هنالك مسيحيين وغيرهم من معتنقى الديانات الأخرى، لهم الحق فى العيش متساويين فى الحقوق والواجبات مع باقى المواطنين، مثلما لهم الحق فى اعتناق ما يشاوؤن من ديانات. آخر كلام:- . مرة أخرى (قوات الدفاع الشعبى) شكل من اشكال تنظيم القاعده، ولا تختلف عنه فى شئ والسودان طيلة تاريخه الحديث لم يعرف المليشيات المسلحه التى تعترف بها (الدوله) تحت اى مصوغ وانما كان له جيشا وطنيا واحدا (اخطأ أم اصاب) مهمته حماية حدود الوطن واحترام الدستور، ويتدخل ذلك الجيش أحيانا (مدفوعا) أو من نفسه، لتغيير النظام القائم حينما يفشل ويصبح الوطن مهددا، حتى يعود النظام الديمقراطى، بتنازل منه أو بثوره شعبيه لا ترق فيها دماء غزيره كما حدث فى اكتوبر 1964 أو ابريل 1985. . وشعب السودان تواق للتغيير ولا بد أن يتحقق فى يوم من الأيام. . لكن حتى لايصبح الحال كما حدث فى ليبيا او سوريا نطالب النظام بتفكيك هذه (الكتائب) المسماة (بقوات الدفاع الشعبى) والتى تعمل لحماية النظام لا (الوطن)، وأن يضغط المجتمع الدولى والأقليمى من اجلال تفكيكها لأنها تهدد وحدة البلاد ، قبل ان يطالب القوى المعارضه الحامله للسلاح أن تفعل ذلك، فعلى الأقل تلك القوى تحافلظ على التوازن بين نظام يمتلك جيشا ويمتلك (مليشيات). . ويجب أن يعاد تشكيل الجيش السودانى على اساس قومى لا (حزبى)، وأن تكون البدايه باعادة (المفصولين) من الضباط الوطنيين القادرين على الخدمه، وعلى المساهمه فى عودة الجيش لقوميته ووطنيته. . وأن تشرف على اختيارات الضباط الجدد (لجنة قوميه) من عسكريين ومدنيين، حتى لا يبقى الحال على ماهو عليه جيش (حزب) لا جيش دوله. . فالتغيير قادم والنظام ذاهب، لكن ما نتمناه الا يسقط (السودان) الوطن .. والا يباد شعبه كما ابيد شعب ليبيا وسوريا.