الجيش السوداني يسترد "الدانكوج" واتهامات للدعم السريع بارتكاب جرائم عرقية    مطار الخرطوم يعود للعمل 5 يناير القادم    رقم تاريخي وآخر سلبي لياسين بونو في مباراة المغرب ومالي    مصر تؤكد دعمها الكامل لوحدة وسيادة الصومال    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا الناتو تعلن الحرب الكيميائية، شعب سوريا يقاوم، ودمشق لم تسقط ..؟
نشر في حريات يوم 10 - 12 - 2012


سليم نقولا محسن
http://mnicolas.maktoobblog.com
http://almufaker.blogspot.com/
توارثت المدن والبلدات السورية شكل التوسع من تنظيم العمران القديم، فكل
تجمع سكاني فيها يحيط به الحقول والبساتين المزروعة وهذه تتداخل فيما
بينها ومع المدن والبلدات، وتشكل الأراضي المحيطة فيها مع تواجد سكانها
ما يسمى الريف،
ولا شك أن أشجار وتضاريس الأرياف والعمران فيه كانت تعد ملعبا مثاليا
للعبة الإخفاء، والترصد، وهذا ما كان موضع عناية ودراسة لمن يريد التقدم
إلى المدن السورية من الغزاة، الوضع الحالي يشابه إلى حد كبير ما كان
يحدث من قبل، إلا أن فيما سبق وأمام حالة عسكرية بدائية نسبيا، كانت تحيط
بها الأسوار المنيعة الصادة، عملت على تعزيز المجتمع المدني وتحصينه
واستقراره وتطوره، ليراكم المعرفة، وما نتج عنها من أعراف وتقاليد وتشريع
وأنظمة حكم وحضارات مختلفة عبر آلاف السنين،
أما اليوم فالأرض المحيطة واسعة خلاء، وشعب سوريا يواجه الهمجية، ومن
الواضح بأنه لم يحسب أيام الراحة حسابا لزمن الأزمات والمفاجأات، وليس
بخاف، بأن ما يحدث في سورية حاليا قد أرهق المواطن العادي الذي أدمن
الاسترخاء والطمأنينة، وكفاية العيش، فأمام تعقيدات الوضع الأمني الذي
يواجهه وتركيبته وأجوائه الاضطرابية المرعبة، المعدة بتقنيات متطورة من
دول ذات خبرة وخبراء، جعلت منه إنسانا حائرا، لا يعرف ما الذي يحدث وما
هو فاعل، فكثرت الإشاعات واللغط المهموس، وفي مثل هذه الحالات لابد أن
يكثر المغرضون والثرثارون خاصة حينما يواجهون ما لم يعتادوا عليه ولا
يعرفون..؟
المشهد السوري
أصبح واضحا لمن شدتهم أحداث الوضع السوري، أن المنطقة الشرق أوسطية وفي
مقدمتها الدولة السورية وشعبها مستهدفان، لأسباب تتعلق في تجديد إدارات
دول الغرب لمطامعها الامبريالية كحلول لأزمات دولها الحالية، بعد أن فتح
شهيتها ما تأكد لديها من حقيقة لوجود مكامن الثروات النفطية والغازية على
الشواطئ السورية وما يجاورها، وبالتالي رغبة هذه الدول في وضع قواعد
جديدة لسياسات تقاسم النفوذ للتحكم فيه مع القوى العالمية، تقضي بإعادة
تشكيل منظومة دوله، وبالتالي إقامة سلطات حكومية موالية فيها مؤتمرة
بسياساتها، ذلك بما يناسب المتطلبات المتزايدة الملحة، التي باتت ضرورة
تحتاجها هذه الدول لبقائها واستمرارها، ولما تمثل السيطرة على الشرق
الأوسط ومنه سورية العقد الناظم والباب والمفاتيح من أهمية بالغة الخطورة
كمجال حيوي محيط لمحاصرة الدول الناهضة كمنطقة استراتيجية وجيوسياسية،
ولما يحتويه هذا الشرق الأوسطي من مخزون للثروات الحيوية والنفطية
والغازية التي لا غنى عنها، والتي تشكل الأساس والركائز لاستمرار وبقاء
وتطور أي بناء اقتصادي أو دولتي..؟
لهذه الأسباب مطلوب رأس شعب سوريا ودولته، وخلاف ذلك ادعاءات تمويهية
تافهة لا قيمة لها..؟
أما في كيفية تحقيق هذا الهدف فمسألة أخرى..؟
وعلى ما سبق فإن من يريد إسقاط الدولة السورية بحجة إسقاط النظام، فإنما
ينفذ مخططات الغرب في احتلال سورية، وأقل ما يمكن أن يوصف به صاحبها
العمالة والخيانة، إذ أن ما يروجون له ليس بثورة، وإنما مسعى همجي للقضاء
على المدنية السورية، فالاحتجاجات الشعبية التي انطلقت ضد الفساد
والإفساد ونادت بالإصلاح كانت محقة ومشروعة وتهدف إلى إصلاح الدولة
ومؤسساتها لا إسقاطها وتدميرها، ومعروف تماما للشعب من هم المفسدون
الفاسدون فيها، وقد استجابت السلطة للمطالب الشعبية في حينها، أما أن
يتصدر بعض هؤلاء الفاسدون المرتبطون بالدوائر الاستخبارية العالمية وفي
السفارات، لقيادة مجموعات الهمج، ممن كان منهم ومن كان يسير في ركبهم
موظفون عاملون في مؤسسات الدولة ومتفرعاتها، وأحيانا على رأس هذه
المؤسسات، فإنما يريدون الهروب من المحاسبة والإدانة إلى مزيد من النهب
عبر الفوضى، وهم من سعوا إلى حرف مسير الاحتجاجات المشروعة وركب موجتها
وصولا إلى مشروعهم في هدم الدولة،
فالثورة ليست مسمى كيفي يدعيه من أراد، إنما يمكن أن تحدث شروطها في حال
نشوء حالة تغييرية تقدمية تحملها طبقة أو طليعتها، يعيق تحقيق مشروعها
طبقة أخرى تهيمن على الدولة ونظام الحكم فيها (أوروبا البوجوازية،
والثورة الشيوعية)، كما يمكن أن يحدث هذا حين احتلال الأرض من قبل غازي
واستيطاني لتحرير أرض الوطن وإقامة الدولة الوطنية، (الثورة الفلسطينية
والجزائرية)، وأيضا يمكن أن تتوفر شروطها في حال افتقاد مشروعية السلطة
وانهيار مؤسسات الدولة بفعل التآكل والخلل والفساد والعمل الخياني،
لإعادة هيكلة دولة الشعب ومؤسساتها وفق الأسس الصحيحة، وبما يتلاءم مع
تحقيق أمن المواطنين فيها واستقرار معاشهم وصلاح أمورهم، (الثورة الكوبية
ومعظم ثورات أمريكا اللاتينة)..؟
كما لا يمكن أن تسمى انتفاضة، هي انتفاضة ضد مَن، ومن أجل أي هدف؟، هل هو
إقامة منظومة الديمقراطية والحرية والعدالة والاقتراع، كما يدعون، فإن
هذا ما يراه ويسمعه السوري والعربي في الفضائيات الدولية والإذاعات
والدوريات المقروءة يتردد بكثرة مملة نابية، وهو خلط فاضح للأوراق يراد
منها شيء آخر غير كل ما يبيتون ويرددون، فليس بالمستطاع تحقيق ما لا يمكن
تحقيقه، لأن مقوماته ليست على الأرض، وهكذا يضرب من يصدقهم في الفراغ
والخيال، ومن ثم ليوجهوا سهام القتل في فوضى همجية عجيبة إلى أي كان،
فليست الحرية والديمقراطية في مفهومها الاجتماعي السياسي، معلبات مستوردة
صالحة كما كل منقول عن الغرب، إذ أن الانقسام في المجتمع الغربي عامودي
بين الطبقات المتناقضة ويتخذ القرار على أساس الأغلبية بالاقتراع، أما في
مجتمعاتنا فالتمايز والخلاف أفقي بين المكونات المجتمعية الطائفية
والاثنيات والعشائر والعائلات، ولم تتأطر بعد الطبقات أو جنينيتها إن
وجدت في منظومات محددة المعالم، كما لم ينقسم المجتمع إلى طبقات كما
مفهوم علم الاقتصاد السياسي الغربي، والثراء فيه حالة فردية، ولم يزل يتم
السعي لإقامة العدالة بين هذه المكونات عن طريق الحوارات والتوافقات، ليس
كل على حساب الآخر، لكن في العدل دون إلغاء؟..
من الأفضل أن تسمى هجمة (طوشة) تلك المسماة ثورة، إذ لا هوية لها ولا
منطلق ولا طريق ولا هدف، هجمة ضد الآخر أي آخر في الوطن، مختلف عنهم أو
ليس مختلفا..؟ أي إنسان متحرك يستطيعون اصطياده، أي مال يستطيعون نهبه،
يقوم بها من غادروا انتماءهم الاجتماعي وبقوا بلا انتماء، الزعران
والمرتبطون بالعصابات، المجرمون، وتجار المخدرات، والسراق، وأمثالهم،
يقودهم ويمولهم ويمدهم بالمال والرجال والسلاح، ويوفر لهم الذهنية
المشرعنة لأفعالهم والغطاء، محترفون دوليون مستقدمون؟ هم بدورهم أيضا
مرتبطون بعملاء خارج الحدود في دوائر الغرب الاستخباراتية ذات المصلحة
والأهداف، ويسمون أنفسهم معارضة ويصدقهم البعض ممن لا عقل لهم ..؟
ليست جديدة عمليات التدخلات الدولية لزعزعة كيانات الدول الأخرى لإضعافها
واحتلالها أو لإخراجها من المعادلات الدولية لصالح الدول صاحبة اليد
الأقوى في نشر هذه الاضطرابات، إنما الجديد في موضوع سورية ما يشاهد من
القدرات النوعية لعمليات التدخل هذه وتقنياتها العالية في المادة
الدعائية الإعلامية، في الإقناع والاقتناع، المعززة بوافر التصريحات
الرسمية والشبه الرسمية لسياسي الغرب ومسؤوليهم، بما تتضمنه من تحريض
وترهيب وإرعاب، لإكسابها المصداقية، يضاف إليها ما يرفق بها من تحرك
عملاني أكان في الحصار الاقتصادي المعروض، أو كان في مظهريات الحشود
العسكرية ونشر آلات الفتك الهجومية على الحدود وخارجها (الباتريوت
التركية) أو التهديد بالغزو من الحدود الإسرائيلية بفرضية الأسلحة
الكيميائية، أو كان من فعل التسلل المسلح على الأرض ليجسد ما يلمح إليه
أو يشاع، أو وقاحة تقال، لتغدو هذه التدخلات عبر معزوفتها السحرية هذه
أكثر قدرة بما لا يقاس على قلب ما هو أبيض إلى أسود ولجعل الواقع جهنم
أين كان، وبالتالي إلى تحريك الإنسان ضد ذاته، وإلى دفع الدهماء نحو
العنف الدموي والتدمير من خلال مراكمة المعلومة الخطأ لتصبح الصواب، ومن
ثم تحريضهم عبر سلسلة ردود الأفعال، فالطالح أصبح يحاسب الصالح، والمجرم
يجهز على ضحية لا ذنب لها، والغريب الأكيد أن هذه الضحية باتت تؤيد هذا
الطالح المجرم في صوابية وصلاح أفعاله .. كيف هذا..؟
الغريب أن معظم أحداث العنف السورية المصورة في طابعها الأهلي الشعبي،
مصنعة افتراضيا أي لا حقيقة لها على الأرض، أي لا وجود لها، فهي صناعة
هوليودية شبيهة بأفلام الرعب والعنف المحشوة بالمؤثرات الحسية المصدرة
إلينا، ومع هذا فهي ترعب وتخيف، لكن الوقائعية منها ليست تقاتلات بين
الأهالي، أو بين أفراد الشعب فيما بينهم، فلا انقسامات وتناحرات تنتج
عنفا من هذا النوع في المجتمع المدني السوري، لكن المواطن السوري يسمع عن
أعمال خطف وقتل ونهب، يسمع عن عمليات حرق المحاصيل الزراعية، والأسواق
التجارية والمصانع، يسمع عن مصادرة قوافل التموين الضرورية، وضياع حقه
التمويني، وحرق وتخريب أفران الخبز والمدارس، يسمع عن تخريب تاريخه ونهب
آثاره، يسمع عن قتل الشيوخ والنساء الأطفال والمرضى في المشافي، يسمع
ويرى دوي الانفجارات الدموية، ويرى الدماء النازفة من الجرحى والقتلى
الضحايا، يرى صور المجازر، ويسمع عن القتل العشوائي في الأسواق وبين
البيوت الآمنة، يسمع دوي سقوط القذائف العشوائية وأحيانا يراها ساقطة على
منزل جاره أو على سيارته، يسمع عن التهديدات بالموت التي تطال أبناء
القرى والأهالي وعن تنفيذ إعدامات عشوائية لأبنائهم للإرهاب فقط
والإخضاع، ولربما ليس آخرها ما أشيع عن تهديدات باستعمال الكيميائي
القاتل ضد الأهالي؟، لكن ما بات من ألمؤكد لدى هذا المواطن أن من يفعل
هذه الوقائع ويصورها فرق الموت والرعب الشبحية المدربة المحترفة
والمستقدمة إلى الداخل السوري، لتغزو سكان القرى المعزولة، والأفراد في
الأماكن الخالية، وكل ما هو غير محصن، لصناعة مثل هذه المشاهد المروعة،
ولتصور وتعرض على أنها أحداث سورية..؟
فعندما يسيطر مشروع لأفراد أيا كانت تسميتهم أو انتماءاتهم، لا يُرى من
نتاجه سوى العمل يما يناقض العمل السياسي والاجتماعي وأحكام العرف
والإشتراع ويجانب العدل، ويمارس أتباعه فعل هدم الدولة وخراب العمران،
وإبادة وتهجير شعب البلاد، فهل يمكن تسمية هؤلاء تغييرون إيجابيون أو
ثوار مصلحون، أو منتفضون ضد الظلم وما هو سلبي في مجتمع الدولة أو
بناءون، لقد بنى هؤلاء مشروعهم على مواجهة الشعب واستهدافه، لأنه صاحب
الدولة ومن له المصلحة في الدفاع عنها، وهم يريدون هدمها، ومن يجانب
مصلحة الشعب يخسر،، فهل يمكن أن يكون هنالك ظلما أكثر ظلم مما يفعلون،
وهل يمكن أن يكون هنالك جورا وقهرا وطغيانا أكثر من الفوضى التي ينشرونها
ويبشرون بها في كل ناح؟ هل يمكن أن يكون هؤلاء منبثقون عن مجتمع عاقل
سوي، أو أن يكونوا من أبنائه، أو لهم بعض العقل والحكمة؟.. في محاكمة
العقل لا يصح ذلك، إلا إذا أبدلنا المتعارف القيمي والمعطيات، كما يفعل
بعض المثقفين المحسوبين علينا حكماء، في مشروع كهذا لا يمكن أن يحمله سوى
الخبثاء من أصحاب الغايات أو المنحرفين الإقصائيين الذين يرون في نور
الآخر الظلام، فالظلم لا يرى إلا الظلام، ولا يمكن أن يوجد هذا إلا في
عالم النهب، حيث ما يملكه الآخر من مقتنيات ومن محرمات أسروية عائلته
مباح، هو ملك لهذا الإقصائي حلال.. ولا يشرعن هذا في خروجه عن قيم وعقل
المجتمع الإنساني إلا شذوذ التكفيريين، الذين حكموا على هذا العالم
بالإعدام والفناء لبطلانه وعدم إمكان صلاح حاله، فالصلاح لهم وحدهم يما
يفعلون ويتصورون، ورثة لله على أرض الله..؟
فالمؤامرة تكشفت مقدماتها وخيوطها وذيولها، ولم يعد ينطلي معسول القول
على الطفل من الشعب السوري، لكن حتى تاريخه لم يزل شعب سوريا وجيشه
يقاومان، ولقد استطاعا إيقاف تقدم الوحشية العظمى التي تهددانه، تلك التي
كانت قد توعدت بها الوزيرة الأمريكية كلينتون ووصفتها بالأهوال التي
ستلقاها سورية من افتتاح أبواب الجحيم، فسوريا في كل ما جرى لها حتى
الآن، والتي لم يزل يعتبر أحداثها الغرب الناتوي مجرد مقدمات، ليس الكثير
قياسا بما حدث لدول قريبة في المنطقة مثل أفغانستان والعراق وليبيا، ففي
مدة شهر من الغزو الأمريكي لدولة العراق المجاورة تجاوزت أعداد القتلى
فيه مئات الآلاف والجرحى بالملايين ومثلهم المعاقين، ويزيد عنهم أعداد
المهجرين، لقد أفرغوا العراق على وساعة جغرافيته وغناه بأكثر من نصف
ساكنيه عدا عن تدمير كامل البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية، حتى لا
يبقوا فيه مكانا يصلح لعيش إنسان،، كيف حدث هذا دون استخدام أسلحة
التدمير الشامل المحرمة المحظورة اليورانيوم المنضب مثلا، وما هو أخطر
وأكثر فتكا من الكيماوي من أجل الحرية والديمقراطية ولكن ما هو غامض حتى
الآن: أنه على مَن ستطبق، ومَن سيمارس هذه التقليعات السياسية
الأمريكية؟، فشعب سوريا وجيشه لم بزالا يحرصان أمام كل مشهدية هذه
الأهوال، على مصلحة وسلامة وأمن مواطني سورية وعلى الثوابت التي باتت
مقدسة المتمثلة في بقاء الدولة ووحدة الشعب والمجتمع..فأي مكان بقي
لهؤلاء المتطفلين الأغراب؟
ومع ذلك فالغرب الناتوي العظيم، لا يقاتل بجيوشه، وإنما لم بزل يقاتل
بوكلائه.. هؤلاء الموصومون من الشعب السوري بالخونة والعملاء وإن كثرت
الإشاعات والأقاويل حول بطولاتهم وثقافاتهم المريضة العرجاء، أو تعددت
راياتهم من السوري الأخضر القديم إلى القاعدة إلى النصرة والجهاد، وإن
غابت هذه اتخذوا من علم إسرائيل لهم رايات، فالشعب السوري يعرفهم ويعرف
تاريخهم منذ الولادة وحتى دحرجات الشباب وتسكعاتهم في الأحياء واسترخائهم
في المقاهي، هو يعرفهم في شباب ثائر استسهل العلى فأحبطه عناء الالتزام،
فانكفأ عميلا في دوائر الاستخبارات المحلية والإقليمية إلى أن تدرج نحو
العالمية، وقد وجد الغرب الأمريكي الأوروبي فيهم ضالته، فقراء يؤساء
أدعياء لا انتماء لهم، رفعهم صورة، ذهبها، لمع شحوبها، تحدث من خلفها، هم
يعرفون أن لا قواعد لهم بين الشعب لا عشائرية أو عائلية أو شعبية أو
طائفية هم مجرد أسماء سقطت احترقت.. الأرقام وأعداد الهوجاء المسلحة ليست
لهم، ولا صلة لهم بها، إنما لأصحاب المشروع، فمَن يجمع المرتزقة من
الزعران ومن يستقدم الشذاذ من المجاهل ويسلحهم ويمولهم ويأمرهم ويطلق
عليهم التسميات، آخرون لا صلة لهم بهؤلاء الأسماء الخلبية.. هم أشاخيص
غبية شوهاء يرحلونهم من مدينة إلى مدينة تحت الأضواء، ويطلقون عليهم
التسميات، معارضات، (مجلس اسطنبول)، إلى أن استخلفوا عليهم نهاية في قطر
ما يسمى الائتلاف، موظفون تقنيون تابعون مباشرة لهم (معاذ الخطيب، وماخوس
وآخرون) من شركة توتال الفرنسية الاستخبارية لصاحبتها قطر، التي كان من
مهامها ومثيلاتها تمويل ميليشيات الأحياء المتقاتلة في لبنان..؟
* لكن نهاية.. وكما تشير الوقائع الميدانية: أنهم لن يستطيعوا الكثير مع
شعب سوريا، ربما سيزيدون في المستقبل القريب من ضغوطهم الإجرامية
الافتراسية وسيضيقون الحياة على دولة شعب سورية، وفي طموحهم انهيار قوى
شعبها وهزيمته واستسلامه، أو على الأقل أن يسترخي ويرضخ لقبول بعض
التنازلات، لمزيد من الحصص التشاركية اقتصادية وسياسية في الدولة
السورية، في مفاوضات قريبة، يأملون منها أن يتمثلوا فيها عبر أسماء ووجوه
هذه المعارضات العميلة الاسطنبولية أو الائتلافية الكريهة، هل يستطيعون
ذلك وهل يقبل الشعب السوري بعد الدم الذي قدمه، أن يمد اليد أو أن يضم
إلى مائدته قاتلي أبنائه ومخربي عمرانه..؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.