صحف الأربعاء الثالث عشر من فبراير حملت نبأ إقالة الدكتور أبو قناية من قيادة (آلية مكافحة الفساد) والكل تساءل وان كان التساؤل في ساحة الكثير من قرارات الحكومة شيء ملازم وطبيعي.. توصف بعض القرارات بالغرابة وبعضها بالمفاجأة.. وبعضها تدعو للحيرة، وفي قرار قائد آلية مكافحة الفساد وقفت كثيراً وبإعجاب أمام ما سطره الصحافي النابه خالد احمد في بروفايل لصحيفة السوداني الغراء تحت عنوان مغادرة صائد التماسيح، وبالطبع صيد التماسيح من أصعب أنواع الصيد فهى شرسة وعدوانية ومراوغة.. لا سيما ان كانت مياه الأنهار عميقة والأجواء ملائمة.. فالتماسيح تمارس صيدها في الأجواء الآمنة، بالنسبة لها. خالد كتب كلاماً طيباً في حق دكتور أبو قناية أهله له كسبه الاكاديمي ودوره في مؤسسات النظام الذي جاء لاقامة المشروع الحضاري والى محاربة الفساد والمفسدين، ولكن في عنوان جانبي (حرب أبو قناية) أورد خالد المهمة مع كل فجر تتعقد في وجه رئيس آلية مكافحة الفساد وهو يرى دولته تتدحرج الى الاعلى في قائمة الدول المفسدة حيث قال تقرير منظمة الشفافية الدولية ان السودان احتل المرتبة 671 من 381 في الدول التي يستشري فيها الفساد، ليتحرك محارب الفساد ويرفع قنايته مجدداً في وجه المفسدين ويخرج للملأ ويبشرهم بأن هنالك خمسة ملفات كبيرة وضعت آلية الفساد يدها عليها وان الرئيس البشير قد اطلع على هذه التقارير وسير التحقيقات فيها. وأبو قناية هو القائل بأن اجراءات رفع الحصانة معقدة جداً حول المفسدة إلا ان تأكيد البشير له والنائب الاول على وقوفهما على المحاربة اعطاه بعض الأمل لدرجة ان وصل به التفاؤل للقول القصد من الآلية متابعة الفساد من منبعه حتى الوصول للعقاب.. إلا أن الايام لم تسفر عن شيء حيث لم يخرج للعلن خبر الملفات الخمسة التي جرت فيها تحقيقات الفساد ولم تشهد ساحات المحاكم أية قضية فساد من النوع الكبير وكأن موسم صيد التماسيح لم يحن بعد. بعد فترة وجيزة والحديث مازال لخالد: انحسرت الاضواء من حول آلية الفساد ورئيسها أبو قناية وكانت أضواء صفراء اضيئت في وجه الصحف فأخذت تتناول قضايا الفساد على استحياء وتخلت عن سفورها السابق ولم يعد الخط الساخن الذي خصص لبلاغات الفساد ساخناً وبالأمس اختبرته بالاتصال عليه فلم أجد مجيباً. الناظر لشخصية دكتور الطيب أبو قناية يقول إن ما اضعف دوره في آلية مكافحة الفساد افتقاده للغطاء السياسي الكافي الذي يسمح له بالتفتيش والضبط للرؤوس الكبيرة بجانب عدم استقلاله من النظام.. قلل من فرصة اخراج ما يجب اخراجه من ملفات للعلن وجاء خبر اقالته ليزيد من ضبابية المشهد. الفساد مستشري والقيم مهدرة ولكن الأمل معقود على شباب الصحافيين فهم الآلية النافذة ببعدهم من أجواء التماسيح الكبار والصغار لله درك يا خالد. هذا مع تحياتي وشكري