* في خضم الجدل المتصاعد حول النظام الأساسي خسر مجتمع نادي المريخ الكثير، ومايزال يفقد كل يوم ميزة من مميزاته التي أهلته ليكون قاعدة لنادٍ عريق يقترب عمره من القرن، ومن بداية الأزمة كنت أذكر الناس كل مرة بأن النظام الأساسي لاينبغي أن يتصدر مشكلات هذا النادي، فهنالك ما هو أهم من حيث الترتيب في قائمة العك الإداري الذي يجعل النظام الأساسي نفسه غير مهماً والحديث عنه نوع من الترف ومضيعة للوقت وتبديد للقدرات، ولايعقل أيها السادة أن نفني أربع سنوات من أعمارنا في جدلية النظام الأساسي بينما يغرق النادي في كوب من الماء، وفي نهاية كل ذلك ننصب أشخاص لا يعترفون لا بأحكام السماء ولا بالدساتير والقوانين، ولا يفهمون المغزى الحقيقي من عيش الإنسان في مجتمعات منظمة ومتحضرة.. * هنالك جملة مفاهيم مغلوطة، وكثير من الأشياء التي تحتاج من المريخاب التركيز والتضحيات في مجتمع ما يزال يعتقد فيه الناس أن الإداري الناجح هو الرجل الثري، ويفشلوا في كل مرة أن يزاوجوا بين المال والفكر ويركبوا قطار التطور مع الأمم..! * كل هذه الملايين التي عشقت النادي وشجعت شعاره وأحبته تائهة الآن عن الطريق الذي يؤدي إلى عوالم الإحتراف والتطور، ونتيجة كل ذلك أنهم الآن لايختلفون عن أندية الدرجة الثالثة في الخرطوم وعموم بقية الأندية في السودان في كثير من التفاصيل، إلا من حيث الزخم وعدد المشجعين، بينما تبدو كل الأشياء الأخرى متشابهة حد التطابق، حتى سلوك الأفراد وتصرفاتهم هي نفسها في المريخ والزهرة تمبول والأمل الكاملين والإرشاد طيبة النعيم والوطن المعيلق والزمالة أم روابه والشعله ود عشانا وكف الأسد الضعين والتحرير الفاشر، كلهم يتشابهون من حيث أنهم فريق كرة قدم، يحيط به المشجعين والمريدين ويعتمدون على شخص أو إثنين ينفق ويتصرف بينما تتقسم بقية الأدوار بين الصفاقة والطبالين والمنظرين بلا معرفة ولا هدى ولا كتاب منير، ومفتعلي المشاكل والأزمات، يتساوون جميعاً في الشكوى من ضعف الإمكانيات والإنبهار بمن يدفع أكثر، وهذه النقطة تحديداً هي التي أوقعت المريخ في مصيبة كبيرة إسمها آدم سوداكال، الذي وضع النادي على حافة الإنهيار، وأدخل الهلال، الجار اللدود والتوأم الشقيق في شراك الكاردينال والسوباط، كلهم يتشابهون من حيث الإنبهار بمن ينفق، وبعض الوجاهات الغشاشة بينما أصل الممارسة واحد والنتائج هي نفسها، وصور الفشل المكررة.. والملخص أننا بعد كل هذا فشلنا في تقديم تجربة مؤسسية تنقل نادي المريخ من فوضى الهواية والمغالطات لنضعه في بداية الطريق الصحيح نحو عالم الإحتراف في الرياضة وإدارتها.. وفشلنا حتى في تنظيم هذه الملايين وإقناعها لتصطف خلف مجموعة قيم وتقاليد كما يحدث في الأندية الكبيرة. * نموذج سوداكال والسوباط موجود في كل نادي في السودان تقريباً مع اختلافات طفيفة في طريقة التفكير وتطابق مدهش في طريقة العمل والتصرفات، وحتى لو نجحنا في إنزال نظام أساسي مقتبس من الكتب السماوية فإننا سنظل جالسين أمام شاشة الزمن لنتفرج على ذات الأفلام المكررة بطلها (X) من الناس، ربما هو ليس سوداكال بالإسم، وإنما هو توأمه في طريقة التفكير ومنهج العمل… لا يلجأ للقانون والنظام الأساسي إلا ليفسح المجال لنفسه ويقصي الآخرين. حواشي * منذ إندلاع أزمة النظام الأساسي بالمريخ، دفعت أكثر من جهة بمسودات، وشهدنا فوضى تخطت كل المعقول، والنتيجة الآن أن لدينا أكثر من خمس عشرة نسخة ومسودة يتغالط الناس حولها ولا نعرف أي منها التي أجيزت والتي أعتمدت…!! * أكثر من عشر جهات تولت التنظير في النظام الأساسي الملعون وكل بأجندته، يدخل فيها ويحذف كيفما اتفق، وشهدنا في ذلك أكبر موجة من العراك والجدل البيزنطي المتجدد، وكلما ظننا أننا خرجنا منه يعيدنا أحدهم إلى نقطة البداية. * صراحة… أصبحت أتشاءم بما يسمى بالنظام الأساسي، وأشك في أن هؤلاء الذين يتحدثون عنه مهمومين ببناء مجتمع مريخي معافى إو نادٍ له القدرة على التعاطي مع هذه القوانين واللوائح والنظم. * ما يجري في المريخ يعني بطريقة أو بأخرى أننا شعب همجي وبدائي، يحب الصراعات والتمسك بالقشور والعيش في الوحل والتمرمغ فيه، لذلك فشلنا في تجاوز مصيبة النظام الأساسي رغم بساطة الفكرة. * أهل المريخ لا يحترمون بعضهم.. بل ويضمرون الكراهية بشكل منفر، لذلك كان البعض يدفع بمسودة نظام أساسي يعتقد إنه القرآن، وبعضهم يتمسك بما قدمه وكأنه الإنجيل.. وشعب الله المختار يعتقدون أن نسختهم هي التوراة والألواح ولا ينبغي أن تستبدل… ألا تباً لنظامكم الأساسي هذا.. فقد أهدرتم مقدرات الأمة في جدال فارغ..!! * المريخ يمر بحقبة خطيرة لم يعشها في تأريخه القريب بسبب هذا الجدال، وقد سقط بسبب إهمال أهله في أيادي من لا يرحم ولا يخاف الله إلاً ولا ذمة… وبدأت التصفيات الشخصية ووصلت مداها.. ومن أراد أن يعرف الوجه القبيح فليذهب إلى القسم الأوسط أم درمان ليرى ويتابع..! * إنه مريخ آخر تماماً لا يمت لمريخ القبطان حاج حسن وشاخور وعلي المك وفتح الله إبراهيم بأي صلة، وأفعال لا علاقة لها بالرياضة من الأساس. * نحن بحاجة إلى تجاوز المحنة الإدارية أولاً.. وإنتخاب مجلس إدارة محترم ومتماسك يعيد هيبة الكيان ولحمة أهله… وبعدها نناقش تعديلات النظام الأساسي ومواءمتها مع نظام الفيفا..! * مناقشة أي شيء يخص النظام الأساسي في ظل هذه الإنقسامات والهرج والمرج يعني أن النادي سيستمر طويلاً في هذه الحالة.. وسنبلغ مرحلة القرف والملل مع كثير من المريخاب..!! * قرف وملل أكثر مما يجري؟… ربما هنالك الأسوأ… لأن الكل يفتعل المشاكل ويبرز العضلات ويحاول الإنتقام لنفسه دون أن يقدم الحلول والمخارج. * أحد الذين استأجرهم سوداكال من البلطجية من خارج ديار المريخ إتهم محمد سيد أحمد سر الختم بأنه نعته بعبارة ولفظة عنصرية… أمام وكيل النيابه، وإنا أقول له: كذاااب كمن استأجرك…! * الجكومي ممكن ان يصل معك إلى أقصى حد في الخلافات ولكنه لا يستخدم هذه العبارات.. هذا ما نشهد به من خلال معرفتنا به من الحصاحيصا حيث نشأ وتربى وليس في الخرطوم..! * تلفيق الإتهامات أسهل ما يمكن في هذه الأجواء.. ولكن ما أضحكني في سرداق العزاء هذا أن أحد المنفعلين أراد أن يشتم محمد سرالختم فقال له: يا كوز..!! * أليست هذه أشبه بهتاف: (ناجح ناجح سوداتيل)؟
