* خلال ثلاثة أيام مضت إنشغل المجتمع المريخي بقصة نجل خليفة حفتر الذي أصبح بالفعل رئيساً فخرياً للنادي بعد إعلانه أمس عبر مؤتمر صحفي بفندق السلام روتانا، وكعادة أهل المريخ في السنوات الأخيرة لم يتفقوا ولو على الموجهات العامة أو الخطوط العريضة في أي قضية مطروحة، فمن أبدوا اعتراضهم على الخطوة لم يشرحوا اعتراضهم بشكل مقنع، ومن دافعوا عنها وتقبلوها لم يفعلوا ذلك إلا من زاوية أن الرئيس الجديد سيقدم دعماً مالياً مبدئياً يقدر بمليوني دولار.. وهكذا سارت الأمور واشتعلت الأسافير بحالة اللا إتفاق التي يعاني منها المريخ منذ سنوات..وأحياناً أشعر بأن المريخاب لا يكادوا يتفقون على شيء…!! * قضيتي الشخصية في المريخ تنحصر في المنهج التي تتبعه مجالس الإدارات، وهل هو منهج سيؤدي في نهاية الطريق إلى ما تصبو إليه الجماهير من تطلعات وطموحات أم هي مجرد أشياء للحفاظ على الإستمرارية بأية حال؟.. * وجبلت في ذلك على معارضة التكرار في الأخطاء الإدارية، وضد التمسك بالنهج البلدي العشوائي الذي يعتمد على المظهر ويفرغ من الجوهر، ويفتقر لأساسيات العمل المؤسسي الذي يحفظ هيبة النادي وسمعته وتأريخه.. ويحفظ كذلك الإنسجام والتفاهم بين أكبر عدد من مكونات المجتمع المريخي. * ومجالس إدارات المريخ المتعاقبة في السنوات الأخيرة إشتركت في جرم كبير ومتشابه، وهو أنها لم تحرص على مصفوفة عمل وبرامج تحافظ على تماسك المجتمع وتضع إطاراً من المباديء يلتف حولها المريخاب، بل إستمر العمل في الإعتماد على ما تجود به قريحة الأفراد بشكل لحظي… وتتمحور أم المصائب في الشكل النمطي الذي يتلخص في(رئيس يدفع ويقرر كيفما اتفق).. دون مشاركة مجلس الإدارة في مسألة صناعة القرار.. إضافة للخلل التنظيمي والإداري الذي خلف مئات الأخطاء الإدارية مع خسائر مادية فادحة سنعود لحصرها بالتفصيل في مقبل الأيام..!! * أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة هيبة العمل الإداري قبل ان نفكر في أشخاص يدفعون لنا هذه الملايين من الدولارات، ونحتاج أيضاً لتحقيق قدر من الرضا والقناعة وإلا فإن تجربة الصديق حفتر ستكون نسخة من تجربة التازي التي حاولت تلخيصها في مقال الأمس وكتبت فيه أن من أهم الأسباب التي كانت وراء نفور وهروب التازي من المريخ هو مستوى الخطاب القائم بين المريخاب أنفسهم وكثرة خلافاتهم واشتباكاتهم.. ولأنه لم يشعر أن قياداتهم يجمعها هدف واحد يجتهدون لتحقيقه.. ولم يلحظ أدنى درجة من الإنسجام بين القاعدة والقيادة… والإنسجام الذي أقصده هنا لا تعكسه هتافات الهتيفة الذين اعتادوا على الهتاف لأي شخص دون التركيز على شيء.. فالعالم قد تغير وأصبحت هنالك وسائل مختلفة للقياس، والتازي ودكتور الصديق مؤكد سيحاولوا دخول الحيز الإسفيري الخاص بمجتمع المريخ لمعرفة الأثر الإيجابي لما يقدموه من دعم.. وهل هنالك هدف ومنتوج من ذلك أم أنه مجرد دعم وانتهى.. فنحن فاشلون لدرجة أننا أنفقنا أموال طائلة في صيانة الإستاد وأضعاف الوقت الكافي لإنجاز العمل دون أن نصل للهدف المنشود.. فهل هنالك فشل أكثر من هذا؟ حواشي * لم أتطرق للجوانب التي ذهب إليها البعض في تقييم مسألة تسمية بن حفتر رئيساً فخرياً للنادي.. لم أتطرق للميزان السياسي ومتشعبات الأمر لأنني من أكثر المتابعين لحقيقة دعم حميدتي لأيمن المبارك، ودوره في أن يكون رئيساً للمريخ، وطالما أن المريخاب وعلى رأسهم مجلس الشورى وكبار النادي قد وافقوا على ذلك وتماهوا معه فالإعتراض على هذه الخطوة لن تكون أكثر من معاكسات..!! * هنالك حقيقة واحدة ومهمة وهي أن المريخ في هذه المرحلة محتاج لملايين الدولارات من أجل البناء، ولكن.. مهمة البناء هذه ما لم تستند على فكرة ثابتة وشخصيات واثقة فإنها ستتحول إلى كابوس مستمر..!! * كنت وما زلت على يقين بأن التازي هرب من المريخ من هول ما رآه من تنافر وحسد بين المريخاب، وأخشى أن يكون هذا مصير صديق حفتر أيضاً..!! * هل تصدقوا أن هنالك من كان يجتهد في ألا ينفتح التازي في دعمه للمريخ أيام سوداكال وحازم؟.. وأن هنالك من كان يتواصل معه خارج الإطار الرسمي؟ * أشفق على المريخ من تواضع قدرات وضيق أفق بعض إدارييه.. ومسألة أنهم اقل بكثير من طموحات القاعدة العريضة من المشجعين..!! * اليوم يتحدد مصير المريخ في البطولة العربية وهو يواجه فريق تشرين السوري العنيد، وهي مباراة عبور في غاية الأهمية..!! * من المباديء المهمة في عمليات بناء الفرق أن المسارعة في إقالة المدربين من أكثر الأشياء التي تعيق البناء… لذلك أرى أن أبجيبين قد وفق في تصريحه بدعم إستمرار ريكاردو…!! * أحاول أن أقنع المريخاب بلغة الأرقام.. فما من مدرب مر على الفريق من 2000،وصبر عليه الناس وتحملوا معه حالات الضعف التي يمر بها الفريق وحالات تراجع النتائج ليكمل موسماً إلا وكانت النتيجة النهائية هي تحقيق إنجاز كبير.. في الغالب يكون الفوز بالدوري الممتاز على أقل تقدير.. من كريستو سناد في موسم 2000،وهو الذي بنى الفريق الذي حقق ثلاثية الدوري الممتاز رغم أنه عمل لموسم واحد قبل أن يتعاقد مع المحرق البحريني، ثم المرحوم صديق العمدة وبعدهما لم يستقر المريخ على مدرب واحد لموسم كامل إلا مع أوتوفيستر الذي صعد بالفريق نهائي الكونفيدرالية.. ثم مواطنه كروجر الذي صعد معه الفريق لنصف نهائي الأبطال لأول مرة في تأريخه، وبعدها حسام البدري وريكاردو نفسه..!! * الملخص.. لا يعقل أن تكون طموحاتك هي بناء فريق قوي وأنت تقيل المدربين مع كل إخفاق.. وتنهي الموسم الواحد بأكثر من جهازين فنيين.. مستحييل طبعاً..!!
