في العام الماضي بعد رفض الصادق المشاركة في الحكومة ودفع بابنه عبد الرحمن ليشارك دون صلة لمشاركته بالحزب،على طريقة مفكر إسلامي شكا له بعضهم تشويش ابنه غير المنسجم مع طرح الوالد ،فما كان منه إلا أن قال لهم (اتركوه فإنه ابن نوح ) ،عقب تلك المشاركة بشهور تسللت مذكرة مبارك الفاضل التي سربها إلى بعض كوادر حزب الأمة القومي بالداخل مطالباً إياهم بالموافقة عليها والانضمام إلى تياره الجديد في الحزب الذي يريد أن يقوده بنفسه ويقصي السيد الصادق المهدي لأن الأخير في نظر مبارك هو العقبة الكأداء أمام نضال الحزب من أجل إسقاط النظام بسبب مواقفه الضبابية ،وقد بين مبارك في مذكرته تلك الأطراف الخارجية التي كان على صلة بها في مخطط الإطاحة بالنظام وهم ينتظرون ترتيب شأن الحزب الداخلي بالكيفية التي سبقت الإشارة إليها ،يومئذٍ ثارت حفيظة الإمام الصادق فخرج علينا بتصريحات نارية هاجمه فيها بأنه يقود مؤامرة أجنبية لشق الحزب ،وقد كتبت وقتها بأن الصادق المهدي وابنه عبد الرحمن في سفينة واحدة لأن مبارك يريد أن يقصي كليهما ،ولا أدري إن تم وقتها تحالف بينهما لتخطي مخططات مبارك أو تفويت تلك الموجة دون خسائر؟ والآن وبعد أن تم تشاور بين الصادق والحكومة لم يتم الإفصاح عن نتائجه لكن موضوعه كان مشاركة الأمة في الحكومة ،وبرغم أن الأمة كان يحاور الوطني على المشاركة ليلاً فقد كانت تشاركه المعارضة (الطبيخ في داره) لإسقاط النظام ،وهي ذات الثنائية التي كتبت عنها من قبل (شيكات الصادق المهدي ) على طريقة رجل الأعمال الأنصاري الذي خشى على أعماله من نتيجة انتخابات العام 1986 فحرر ثلاث شيكات دعم بنفس المبلغ للأحزاب الكبيرة الثلاث وقتها وذهب إلى كل رئيس حزب وأكد دعمه له وسلمه شيكاً ،ثم عاد إلى منزله وقال (إن كان هنالك ابن أنثى يأتي لحكم البلد غير هؤلاء فليأتي ) ،فهو يريد أن يعمل لكل الاحتمالات ،لكن الموقف هذه المرة مختلف ،الآن الهجمة قوية والقوى المساندة له أكبر ما دعا الإمام للحديث عن قيادة مبارك لمخططات أجنبية تستهدف استقرار البلد. حاشية : بعد أن نفضت المعارضة يدها عن المهدي واستهدفه مبارك ومن قبله بعض التيارات الجهوية داخل الحزب ،وبعد أن ترك ابنه بلا حزب في مشاركة الحكومة ،بل بتعمق مشاركة نده وغريمه التقليدي الميرغني بابنه وحزبه ومضي تحالفه مع الوطني ،لا يجد المهدي بداً من المشاركة ورعاية ابنه لاستخلافه في رئاسة الحزب ،فهل تعود الأيام لأكثر من عقد مضى فيحل الصادق في القصر ويبقى مبارك في المعارضة مثلما فعل الأخير من قبل حين عجز الحزب عن إتخاذ قرار المشاركة بعد أن وافق الصادق على نسبة 40% من الحكومة الاتحادية.