السلام عليكم ورحمة الله أنعى إليكم حبيبتكم سارة شهيدة الجهاد المدني. وقد كانت في لقائها الأخير تبحث مع إخوتنا في الحركة الشعبية مخرجاً اجتماعياً للسودانيين إن شاء الله. وظلت سارة التقية بلا غلو، الوطنية بلا حدود، المعتدلة في أعرافها، المستقيمة في أخلاقها، ظلت ترفع الراية وتناصر وتناضل حتى آخر رمق في حياتها. هذه السيدة ظلمها أنها زوجتي، لأن الناس حسبوها صعدت لأنها زوجتي، لكنها شخصية ذات عطاء مستقل في سبيل الوطن وفي سبيل الدين. هذه السيدة صحيح كانت لي مدبرة الغذاء والدواء والكساء والكتب ومراجعة ما أكتب ولكن لها عطاءها الذي ستجد إن شاء الله ثوابه عند رب العالمين.. «إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون? لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون? لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون? يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين? ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون).إن شاء الله ربنا يجعلنا جميعاً من عباده الصالحين ويتقبل سارة مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم إن كانت محسنة -وقد كانت محسنة- فزد في إحسانها، وإن كانت مسيئة فتجاوز عن سيئاتها، يا رب العالمين، اللهم لا تفتنا بعدها ولا تحرمنا أجرها. وجزاكم الله خيراً شاركتم معنا وشيعتم أمكم وأم الوطنية وأم المؤمنين وأم الأحرار، شاركتم أمكم تشييعها وكل ما يشارك به المسلم في هذه الطاعات فيه صدقة، عمم الله إلينا جميعاً هذه الصدقة. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته