زيارة السيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه إلى جنوب السودان والمشروعات التي ذهب وبشر بها في الجنوب هي الرسالة الأقوى التي تبين نوايا وتوجهات الدولة والحكومة المركزية تجاه الجنوب ولأهل الجنوب. إنها التأكيد أن الشمال والمركز في موقف واضح ومستمر وقوي نحو وحدة السودان رغم التوجه الإنفصالي الواضح من القوى السياسية الجنوبية. يظل معنى الزيارة ومشروعاتها أن الشمال وبكل قواه السياسية وفي شبه إجماع (عدامنبر السلام) ترى في الوحدة الخيار الأمثل والإسترتيجي وأن هذا الخيار هو الذي سيبقي أيا ما كان قرار مواطني جنوب السودان وهم يمارسون حق تقرير المصير. وهذا هو المعنى الذي تريد قوي جنوبية عديدة أن تلتف عليه بأن تتخذ القرار الأخطر في تأريخ السودان وتهرب من تحمل التبعات والمسؤولية التأريخية. ستظل هذه الزيارة هي التأكيد الأوضح ولن يكون الأخير إذ أن التوجه والمشروعات التي ستنفذ تعني أن الشمال سيبقى على هذا الخيار اليوم وعند إقرار حق تقرير المصير وإذا إنفصل الجنوب بلا استفتاء أو بقرار من برلمان الجنوب حسبما تهدد به قوى وشخصيات جنوبية. نعلم النظر الضيق الذي تقابل به هذه الزيارة وهذه المشروعات. النظر الضيق الذي يري في المشروعات مكسبا لن يغير من الواقع شيئا ويتعامل على أساس أن هذا مكسب لأهل الجنوب ومثلما يتم إستغلال الشمال والحكومة المركزية كثيرا يتم هذا الإستغلال اليوم تؤخذ المشروعات والأموال ويتم فصل الجنوب وخبئ النفوس يقول دعهم يضيعون أموالهم ودعنا نحن الأذكياء ننالها منهم. إنها ليست مشروعات رشوة بل هي مشروعات إبداء نوايا حسنة وتأكيد توجه ثابت لا تراجع عنه ولا فكاك منه. لا أنتظر أن تغير هذه المشروعات من التوجه الإنفصالي البين ولكنها خطوات لسجل التأريخ وخطوات تشكل رسالة لأهل الجنوب تبين لهم أنهم في مقام لا يتغير مقام الإخاء والشراكة في الوطن سواء أن إستجابوا اليوم أو بعده سواء تلقوا الرسالة وقبلوا بها أو أدركوا معناها من بعد لسنوات أو لأشهر أو لأيام.