الساعة تقترب من المنتصف.. وفي دار مساليت يبدو هذا الزمن باكراً.. بيت السلطان لا يبعد قليلاً عن مكان إقامتنا.. مجموعة من العائدين من التمرد.. يرابطون أمام دار السلطان.. بعضهم في زي مدني وآخرون في لباس عسكري يتحلقون حلقات.. بعضهم يغط في سبات عميق وآخرون يتبادلون الأنس.. الى حين التوصل لحل لأزماتهم ومشاكلهم الحياتية والسياسية. للسلطان بيوت شتى أشهرها يقع في قمة جبل السلطان مع حداثة بنائه شيده عبدالرحمن.. وبيت آخر بناه السلطان سعد عبدالرحمن في العام 2002م وبيت آخر بناه السطان بحرالدين في العام 1920م.. ويعتبر أول بيت بالطوب الأحمر في مدينة الجنينة أو غرب دارفور. السلطان سعد عبدالرحمن ولد في مطلع الستينيات درس حتى المرحلة الثانوية.. وتنتمي أمه الى أسرة الهاشماب بأمدرمان.. واقترن بأربع نساء والآن في عصمته زوجتان. يعتبر السلطان سعد من أميز لاعبي كرة القدم الذين مروا على ميادين كرة القدم بدارفور.. حيث لعب لنادي المريخ والتحق ببعض فرق العاصمة وكان قريباً من التوقيع لفريق الموردة. ? ارتبط السلطان سعد عبدالرحمن سلطان دارفور مساليت بالرقم «8» حيث تزوج في شهر ثمانية وارتدى في نادي المريخ الرقم «8 »وهاتفه الجوال به الرقم ثمانية.. ويقول: «لا ادري ما سر الرقم ثمانية.. ولكن في كرة القدم كنت ارتدي الرقم «8» وتزوجت شهر «8» وتلفوني به أكثر من رقم يحمل «8». ويقول زميله في ميادين كرة القدم طه محمد الأمين، إن سعد كان لاعباً ماهراً ولعب في نادي المريخ ويعتبر من اميز اللاعبين بالجنينة.جمعتنا في بيت السلطان وجبة إفطار شعبية توسطها قدح كبير يرمز لقدح اندوكا به عصيدة الدخن وملاح التقلية والسمن البلدي.. ونلحظ ان السلطان هو من يبتديء الأكل يتبعه البقية من الناس.سألت السلطان عن عبارة «دار اندوكا تشيل أمك وأبوكا» فأحالني الى خبير فقال: «اندوكا بلغة المساليت تعني القدح الكبير وهو قدح يحمله اربعة رجال ويأكل فيه الناس مرات ومرات واندوكا دلالة على الكرم والضيافة والترحاب وتعني مكان الضيفان.