سمير كوكو ما من شك أن حالة الاحتقان والغليان التي تمر بها السودان اليوم و التي تصاعدت في الآونة الأخيرة بطريقة لم يحدث لها مثيل، ولم نرها من قبل. فحاج ماجد سوار ممثلاً لجماعة المؤتمر الوطني في برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة الثلاثاء المضى لا يرى هذه الحالة من الاحتقان والغليان والتوتر و ذهب هذا الاخرق ليقارن الوضع المزري الذي يعيشه الشعب السوداني بالامريكان الذين خرجوا في وول ستريت مما جعل من نفسه محل اضحوكة من مقدم البرنامج وبدا ان سوار هو من يعيش في غيبوبة و ليس في مصر التي استخدمها كحجة على عدم معرفة الاستاذ حسنين بما يدور في السودان. و هذا السوار مازال يعيش في زمن داخل و خارج, يا ابني (على قول الاستاذ حسنين في البرنامج) نظراً للتقدم الرهيب والعجيب والسريع في وسائل الاتصالات وطرق نشر الخبر وقت حصوله أصبح كل شئ مكشوفاً ظاهراً معلناً لا يمكن إخفاؤه. ففي الأيام الخوالي كانت الحكومة السودانية تخفى ما يحدث بداخلها وتتكتم السر. و اما اليوم فلا قبل لكم بهذا. فالإنترنت تتكلم والفضائيات تفضح والأقمار الصناعية تصور والمعارضات والمظاهرات و الرقص في الحفلات يا عمر البشير ابتهاجاً و استخفافاً بارواح الشهداء تنتشر في كل مكان. لم استغرب حالة اللاوزن واللاوعي في تناول سوار للمواضيع المطروحة والغوغائية في الرد على الاسئلة و المهاترات و ترديد كلام محفوظ سلفاً. و المضحك ان هذا السوار و جماعته حينما يحشرون امريكا في كلامهم فلا تفهم ما هو موقفهم بالتحديد. فهذا المسكين الذي كان يتمني زيارة امريكا و دفع من حر مال الشعب السوداني لخبير الفيز الامريكية الاستاذ محمد واشنطون صاحب استديو واشنطون بالخرطوم من اجل ان يملأ له استمارة التقديم و مساعدته في الاجابة على الاسئلة التي تتعلق بالنشاطات العسكرية و تنظيم و قيادة المليشيات و الدعوة الى الفتنة, و لسوار تأريخ طويل في هذا المضمار,كان اخرها احداث الفيض ام عبدالله التي راح ضحيتها عدد من الابرباء. رفض سوار ان يدون هذا التاريخ الذي يخجل منه في استمارة التقديم تبعاً لنصحية محمد واشنطون, و الاخير لا يهمه غير قبض اتعابه و ضيع علينا نحن المساكين يوم كامل بدعوة ان وزير الشباب و الرياضة وقتها حاج ماجد سوار ينتظره بعربته الفارهة ليقله للوزارة. ونسي هذا الاحمق المدعو سوار ان امريكا تمتلك ملفه كاملا من الالف للياء, و بكذبه في ملء الاستمارة و انكار ما هو معلوم بالضرورة, اعتبرته قسم الفيزابالسفارة جباناً لا يستحق تلك الفيزا. و هذا المنافق ايضاً حرر خطاباً للسفارة الامريكية بعد ذلك مترجياً السماح له بالسفر, ثم يأتينا بورقه يقول ان الاستاذ حسنين طلب مساعدة مالية من السفارة الامريكية. و انت رجعت لامريكا مبلغ ال12مليار دولار الاستلفتوه من بنكها الدولي. و مما اغضبني من الاستاذ حسنين بروده في الردود على هذا الابله الذي سمح له الزمن في غفلة منا ان يصعد و يتحدث عن من هو السوداني و عمر مجموعته في السودان لا يتجاوز ال80 عام على احسن تقدير. المشكلة ليس في هذا المعتوه سوار و انما فينا نحن الشعب السوداني الاصيل و بعد ان اصبحنا في مركب كبير ضاع فيه الملاح والمجداف وتكسرت فيه البوصلة واختفى بر الأمان وازداد المؤتمر الوطني ظلماً وافتراء وعنجهية واضطهاداً، وازداد الفقراء والمظلومون قهراً وظلماً، انقسمنا في ردود أفعالنا إلى جماعات، فمنا من رأى أنه لا يجب أن يدافع عن نفسه أو يعترض على الظلم الواقع عليه، ولا يجب أن يطالب بحقوقه، استسلاماً وخوفاً ويأساً وقرفاً من الدنيا وما فيها، ومنهم من دفن رأسه في الرمال فلا يؤثر فيه شيء، فقد اختار البعض أن يلغوا عقولهم ومنطقهم واقتنعوا بالقول أنا لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم. المهم إن الله يسترها معنا لنربي أولادنا إلى أن ننال قضاءنا من عند الله سبحانه وتعالى. ومنهم، وهم أخطر الكل، من قالوا بجهاد مدني و خلافه الهدف منه اضعاف الروح الثورية المتناميه لدى الشباب. يبقى الجبهة الثورية السودانية بفصائله المختلفة هي صاحبة الكعب الاعلى و الشرف الاسمى في عملية قلع النظام.