قصة تمويل أصغر اشتكى لي زميلنا السائق بصحيفة (السوداني) خوجلي محجوب أحمد خوجلى من بطء إجراءات منح التمويل الأصغر مستنداً في ذلك على تجربته الخاصة، واتهمنا اننا نرسم صورة وردية عن التمويل الأصغر والمؤسسات التي تقدمه في حين انه يمنح للمعارف، ولمن يدفع (بكشيش) بحسب توضيحه. وتطابق هذا الاتهام مع رسالة جاءتني عبر البريد الالكتروني، يطلب فيها صاحبها التوسط له في واحد من البنوك لمنحه تمويلاً صغيرا إن كانت لي معرفة بذاك البنك، وبنى ذلك الفأل الحسن على حلقتين كتبتها عن التمويل الاصغر. خوجلى يقول انه تقدم الى بنك الاسرة فرع بحري لمنحه تمويلاً لتكملة تشييد منزله الكائن بالنية ريفي الجيلي منذ يناير 2010م، وانه حتى الآن لم يستلم شيئاً منه، ولم يقولوا له انه غير مستوف الشروط، كلما يأتيهم يقولون له إن البنك سوف يقوم بزيارة الموقع تمهيداً لمنحه التمويل، ولم يقوموا بذلك حتى الآن، وانه رجع اليهم الاسبوع الفائت، ووعدوه بتفتيش أوراقه والبت في الامر في دلالة على أن البنك تجاهل طلبه، ويؤكد خوجلي أن كل اوراقه سليمة، وأن بعض اقرانه تقدموا بعده بفترة واخذوا تمويلهم وبدأوا في سداده. هناك اعترافات من المسئولين انفسهم أن هناك تقاطعات بين الجهات المقدمة للتمويل، وأن البعض يأخذ التمويل من أكثر من بنك، لعلمهم بطرق التمويل وآخرين، لم يتمكنوا من الحصول عليه، وان التمويل ممركز في ولاية الخرطوم فقط، وغيرها من الاعترافات التي تصب في خانة الإصلاح وتقويم التمويل، ولكن أن يظل مقدم الطلب أكثر من سنة من اجل تمويل صغير فهذا يمثل خللاً كبيراً في ادارة هذه الاموال، وضياع مجهود ومال، وزمن طالب التمويل أكثر من اعانته، حيث تصير بهذه الكيفية تكاليف التمويل مضاعفة اي تصل الى (10%)، وهي عملية غير اقتصادية ومنافية للغرض الذي من اجله استحدث التمويل الأصغر. واعترف مدير بنك الاسرة د.عبدالرحمن ضرار، بوجود شكاوى تأخير، لكنها لا تصل السنة، بحسب الحوار الذي اجرته معه صحيفة (الأحداث) وتعهد بمعالجتها واعتماد شعار (اجراءات سهلة وضمانات مرنة)، لكنه في ذات الحديث قال (إن البنك شرس ما بخلي حقو).. وما بين الشعارين يتفاوت فهم العاملين بالبنك. الشاهد: أن التمويل الاصغر ما زال تواجهه عقبات في سبيل الوصول الى الجهات المستهدفة منه، وبطريقة ميسرة.