[email protected] في بيانه أمام البرلمان حول أداء وزارته ، قدم وزير العلوم والتكنولوجيا د.عيسى بشري حزمة من المشاريع العلمية المقترحة أو التي هي قيد التنفيذ كمشروع القمر الاصطناعي السوداني وكذلك مشروع الطاقة النووية السلمية والطاقة البديلة قليلة التكاليف وأضاف في بيانه أن البحوث العلمية لا تحظى بالتمويل الكافي ...كما هو معلوم سادتي فان السودان يزخر بالعلماء والمخترعين في كافة المجالات وكثير من دول المهجر تعج بهؤلاء الأفذاذ ذهبوا هناك لتقديم خدماتهم لدول كرمتهم وأعطتهم ما لم يجدوه في موطنهم...ان ما يصرف على الكماليات والموائد العامرة للساسة أكثر بكثير مما يصرف على البحث العلمي في بلادي ،وبات مألوفا أن ترى أستاذا جامعيا (بروفسير) يسير في الشوارع ملاحقا للحافلات والبصات لأنه لا يمتلك ثمن عربة لتقله الى مكان عمله عزيزا مكرما...ان المخترعين والباحثين في السودان يعيشون الكفاف بينما المترفين من الساسة ومن لف لفهم يعيشون في بحبوحة من العيش...رجل مثل (مني مناوي) لا تاريخ له كل رأس ماله انه كان متمردا (نهاب) ،اتت به الحكومة الى القصر الجمهوري ودفعت له ملايين الدولارات حتى تسترضيه فلا ساهم في حل مشكلة دارفور ولا اقتنع بدراهمه التي نالها بل انقلب على الدولة وهاهو الان رجع الى مربعه الأول...السؤال أين الأموال التي دفعت له؟ وما هي الالية التي كان يحاسب بها عند صرفه لهذه المبالغ؟...الاجابة حتما ستكون صفرا كبيرا...لماذا لم توظف أموال كهذه لصالح البحوث العلمية والتي سيجني منها السودان رفعة وتقدما على العكس من صرفها على (نكرات) لا قيم ولاأخلاق لهم لم تجني البلاد منهم خيرا...يجب على البرلمان أن يحاسب أولا الوزارات السيادية والقيادة السياسية عن أوجه صرفها قبل محاسبة الوزارات الخدمية والايرادية...المال العام صارمشاعا لكل من هب ودب وصارت بنود صرفه مفتوحة دون رقيب أو حسيب...لم تتفوق الدول المتقدمة الا لاهتمامها بالبحوث والعلم والعلماء ،ولكنا هنا في السودان يأتي البحث العلمي في اخر اهتماماتنا وكأنما ما يقدم من جهود علمية وبحثية هو هذيان مجانين ،وخطرفات مخبولين، والساسة وحدهم هم الأذكياء الذين يقودون بلادهم الى الطريق القويم...ان للدولة أن ترعى البحوث العلمية وأن تهتم بالباحثين والمخترعين وتشجعهم وتحفزهم بل أن تضعهم في الصف الأول قبل الساسة وغيرهم لأنهم على أيديهم تتم النهضة الحقيقية للسودان نهضة مبنية على العلم والتخطيط السليم..