هذه كلمة أبثها دفاعاً عن الأستاذ محمد مختار الخطيب، السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، في وجه فرية نكراء أذاعها صحفي سقيم الروح عضير العبارة، يُدعَى بكري المدني، في عمود له منشور، تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، زعم فيه أنّ السيّد عبد الرحمن الخضر، والي الخرطوم سابقاً، قد منح الأستاذ محمد مختار الخطيب " بيتاً في قلب الخرطوم باعفاءآت ما كان ليجدها وإن طُبّقتُ الاشتراكية بين الناس، وتحقّقت الشيوعية على الأرض". ليس بخاف على كلّ ذي عقل أنّ الهدف من اتهام الأستاذ محمد مختار الخطيب، الخارج لتوه من المعتقل، هو تشويه صورته كممثل لحزب سياسي مفترى عليه، ومستهدَف من قبل جلاوزة أمن السلطة، لصموده، وقوة عارضته في مقاومة سلطة "الانقاذ"، أما الغاية القصوى المراد بلوغها من التشويه المتعمد، فهي تنفير المحكومين من معارضي "الانقاذ" ليطول بقاء الاستبداد في وطننا، ويصاب الناس باليأس من المعارضة " . لقد تمّ نفي ماجاء في الفرية المذكورة مرّتين، بتاريخ التاسع عشر من ابريل الجاري: مرّة بلسان الحزب الشيوعي السوداني في تصريح أدلى به الأستاذ على سعيد، عضو المكتب السياسي للحزب، ومرّة ثانية بلسان الأستاذ محمد مختار الخطيب نفسه، في مقابلة أجرتها معه صحيفة " التغيير". وبالأمس قدم السيد عبد الرحمن الخضر اعتذاره ذاكراً أنّه قد خلط بين الأستاذ محمد مختار الخطيب وشخص آخر، أمّا الصحفي فلم يقدم اعتذاره بعد، لكنّ الأرض تحته قد تزلزت، وتحاصره الفرية الّتي أشاعها بلاتقدير للعواقب، وهاهو ذا مضطرب العبارة، قد حار به الدليل، يتراجع في عموده إلى الحائط، كلّما أشرق على بهتانه صبح جديد، لإدراكه بأنّه لايملك مايستند عليه، وبالتالي فإنّ قضيته لاريب في خسرانها إذا دفع بها الأستاذ محمد مختار الخطيب إلى ساحة القضاء. هذا البهتان الّذي ثم نفيه لايجب أن يمرّ مرور الكرام. فأمّا الوالي السابق للخرطوم فقد انتبه وقدّم اعتذاره الواجب في الوقت المناسب ونجا بذلك من عواقب المثول أمام القضاء، وأمّا الصحفي الّذي استسهل نشر البهتان على الملأ، فينبغي جرجرته إلى القضاء إذا كابر ولم يعتذر. لابدّ من إيصال هذه القضية إلى حدّها الاقصى، وهو صدور حكم قضائي يدين هذا التطاول من على سُلَّم البهتان. لابدّ من محاكمة هذا الصحفي، وتغريمه مبلغاً من المال يكسر ظهر كذبته الحمقاء، تعويضاً يدفعه عن يدٍ وهو صاغر، وليكن سوقه إلى القضاء درساً بليغاً له ينفعه في مقبل الأيام، ورسالةً لأمثاله من تَعلَمجِيّة الصحافة في زمن" الانقاذ" الأغبر حتى يرعووا، ويرعوا بقيدهم، ويتبيّنوا مواضع خطوهم في كل ما يكتبونه، ويسلكوا إلى غايتهم البائسة طريقاً آخر لايمرّ بالحزب الشيوعي، أو أي حزب آخر من أحزاب المعارضة، لابدّ من محكمة داوية تقطع دابر الكذب والافتراء واستسهال أذى الآخرين واتهامهم بالباطل. فليحاكَم هذا الصحفي حتى يثوب إلى رشده، ويتوب توبة نصوحة، تلجم جماح قلمه الأفّاك، ويصير بذلك عظة وعبرة يعتبر بها غيره من مسوّدي الصحف بالترهات زلفى وتمجيداً لسلطة "الانقاذ" وتزييناً لوجهها الكالح، فلايجترئنّ بعد الآن على الحزب الشيوعي أو على غيره من أحزاب المعارضة كلّ ساعٍ بفرية، ولايتطاولنّ على معارضي "الانقاذ" كلّ من هبّ ودبّ. الشيوعيون في السودان، وإن كان حال تنظيمهم اليوم لايسرّ الصديق، هم جماعة لايخدش وطنيتها خادش، وقد بلغوا في حبّ الوطن حدّ الوله. وهم أهل إباء وعزّة نفس، تنطفيء النار في دار الواحد أو الواحدة منهم، فيبيت الطوى ولايقف ذليلاً أمام أبواب السلاطين، ولاشك أن الأستاذ محمد مختار الخطيب أحد هؤلاء. معاً، من كل أطياف المعارضة، لتشديد المقاومة لسلطة "الإنقاذ" حتى تطفح جثة الطغيان فنهيل عليها الفرناغة، وهي من التراب حقيره، ذلك الّذي وطئته الأرجل، وهرسته الأظلاف، وداسته الأخفاف، وعفّرته الحوافر، وليس هذا ببعيد، يحسبه الّذين غرّتهم الدنيا، وفتنتهم أضواء السلطة وبريق المال محالاً، ونراه ممكناً، وقابلاً للتحقيق، وأقرب من حبل الوريد. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.