بينما كنت أغط في نوم عميق عميق صباح الأمس إذ رن جرس الهاتف لأجدها رسالة من أحد الأصدقاء يخبرني فيها بحدوث إنقلاب ، لم أتفاجأ حقيقة فالمشهد السياسي الحالي كل شيء وارد فيه ، قبل أن أقوم بالتجول في الفضائيات لتصيد الأخبار الخاصة بالإنقلاب المزعوم قمت بفتح صفحتى على (الفيسبوك) وإنزال (بوست) طلبت فيه من أبنائي الثوار عدم ترك مكان الإعتصام فقد كنت أعلم تماماً أن مسألة (الإنقلاب) سوف تكون مسرحية كيزانية (ميتعويدة) القصد منها إيقاف المد الثوري والشلال المتواصل من مسيرات الرفض والخوف من (يوم الحساب) الذي إقترب . وبالفعل بعد إنتظار طويل (فسرته حينها) بمحاولة (سبك المسرحية) صدق حدسي وأطل السيد وزير دفاع (الإنقاذ) ورئيس اللجنة الأمنية التي أعطت الأوامر لقتل المتظاهرين (الفريق ابنعوف) ليذيع بيان (الإنقلاب) دون أي شعور بالخجل . بلا شك مسرحية سيئة الإخراج قام بتأليفها شيوخ الحركة الإسلامية الذين يريدون الإنحناء للعاصفة (إلى حين) قبل أن تقتلعهم من الجذور ، غير أن الشعب قد وعى المسألة ولا يمكن أن يلدغ من نفس الجحر مرتين ! البيان جاء محبطاً لكل أمال وأحلام الشباب الذي ظل لفترات بعيدة يهتف من أجل الحرية والعدالة والسلام ، ولا يخفى على أي أحد (وما عايزة ليها درس عصر) بان (عوض أبنعوف) ومجلسه العسكري هو النسخة الثانية من الإنقاذ ! تحدث البيان عن (توقيف البشير) ووضعه في مكان آمن .. أها وباقي (العصابة) ؟ أين بقية العقد النضيد من آكلي أموال الشعب ؟ الذين يعرفهم الشعب واحدا واحدا .. هل سوف يذهبوا إلى حيث أودعوا أموال الشعب ليستمتعوا بها بقية حياتهم؟ وإذا تركنا (الأموال) فماذا عن الممتلكات (خط هيثرو ده نقنع منو؟) ، وبيوت (لندن) وووو ، وماذا عن الأرواح التي اهدرت بواسطة (أجهزة القمع) والتي لم يتم حلها ولا زال جلاديها ينعمون بوظائفهم كقتلة الأستاذ أحمد الخير ! لعل ما يثير الدهشة والضحك معا (إستغراش) هو أنه قد ترك (الولاة) الجدد الذين قام بتعيينهم الرئيس المخلوع ليقوموا بتسيير أمر ولاياتهم ! وليس ذلك فحسب بل ترك البعثات الدبلوماسية ذات الولاء الإنقاذي والتى شرب أعضائها من ثدي السلطة وينفذون سياساتها ولم يكن تعيينهم بها إلا للولاء حيث إنعكس ذلك في المخالفات الأخلاقية التي كثرت (خليك من المالية) ! لم يكن الإنقلاب المزعوم إلا نسخة بائسة من الإنقاذ قصد بها الهروب من محاسبة نظام إستباح الوطن والمواطن بصورة قميئة لمدة ثلاثة عقود ، نظام قام بقتل مئات الألاف من أهلنا بدارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ، نظام عذب وقتل وسجن المئات من شبابنا . لقد صمم الشعب على إقتلاع هذا النظام من جذوره وتقديم كل من شارك في جرائمه إلى المحاكمة بما فيهم أنت (يا أبنعوف) بصفتك رئيس اللجنة الأمنية العليا التي أصدرت التعليمات لقتل أبنائنا في التظاهرات الأخيرة ... كسرة : إنتو ليه بتفتكرو الشعب ده ساذج؟ كسرة ثابتة : هيثرووو ,, فليستعد اللصوص كسرة (حتى لا ننسى) : أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟