التواصل بين المليشيا السياسية للتمرد وأذيالها بالداخل لم ينقطع أبداً    كامل ادريس يتوجه إلى امريكا    الفهود تتأهب للموسم الجديد من مدينة الحديد والنار    قبور مرعبة وخطيرة!    رابطة مشجعي نادي دبروسة حلفا تعتذر لمجتمع كسلا الرياضي    السلطات التشادية تعتقل سودانيين    روبيو: سنصدر إعلانات الأسبوع المقبل بشأن جماعة الإخوان المسلمين    عثمان ميرغني يكتب: السودان… ماذا بقي من «ثورة ديسمبر»؟    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    شاهد بالفيديو.. مطربة سودانية تتصدى لرجل حاول "تقبيلها" وساخرون: (المشكلة قلبه ميت لسه مواصل الرقيص)    شاهد بالفيديو.. مطربة سودانية تتصدى لرجل حاول "تقبيلها" وساخرون: (المشكلة قلبه ميت لسه مواصل الرقيص)    شاهد بالفيديو.. "ميسرة" يعترف ببكائه لطليقته "نهلة" ويرد على سؤال المتابعين (لماذا لاحقتها رغم الإنفصال؟) ويؤكد: ربنا يوفقها ولن اتخذ ضدها إجراءات قانونية لإعادتها من بريطانيا    شاهد بالفيديو.. عروس سودانية تتفاعل في الرقص في "جرتق" زفافها ومطربة الفرح تتغزل فيها: (عسل ورقاصة)    شاهد بالفيديو.. "ميسرة" يعترف ببكائه لطليقته "نهلة" ويرد على سؤال المتابعين (لماذا لاحقتها رغم الإنفصال؟) ويؤكد: ربنا يوفقها ولن اتخذ ضدها إجراءات قانونية لإعادتها من بريطانيا    مدير عام الصناعة ولاية الخرطوم يزور جمعية معاشيي القوات المسلحة    رئيس القوز ابوحمد يهدي الانتصار لجماهير النادي والداعمين    وضع يد الجيش المصري علي (تِتِك) إتفاقية الدفاع المشترك مع السودان    فيفا يحسم مصير المركز الثالث في كأس العرب بعد إلغاء مواجهة السعودية والإمارات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: .....(الشوط الجديد)    استشهاد فردين من الدفاع المدني في قصف مسيّرات مليشيا الدعم السريع على محطة كهرباء المقرن بعطبرة    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    بمشاركة 6 عرب.. الأندية الإنجليزية تدفع ثمن كأس الأمم الإفريقية    "فيفا" يطلق تذاكر ب60 دولارا لكل مباراة في "مونديال 2026"    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    مكتول هواك يترجّل    هل استحق الأردن والمغرب التأهل لنهائي كأس العرب؟    "ونسة وشمار".. زوجة مسؤول بالدولة تتفوه بعبارات غاضبة وتعبر عن كراهيتها للإعلامية داليا الياس بعد إرسال الأخيرة رسالة "واتساب" لزوجها    توجيه بصرف اجور العاملين قبل 29 ديسمبر الجاري    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    هل يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى الوفاة؟    بنك السودان يتأهب لإطلاق المقاصة الإلكترونية    الأردن يفوز على السعودية برأس رشدان ويتأهل لنهائي كأس العرب    البرهان يصل الرياض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    النوم أقل من 7 ساعات ثاني أكبر قاتل بعد التدخين    بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد العزيز الحلو: نطالب بتحقيق دولي حول مجزرة القيادة وتشكيل حكومة مدنية ..نناشد الشعب السوداني وقوى الإنتفاضة الشعبية بمواصلة الحراك الثوري والإستمرار في العصيان المدني
نشر في سودانيل يوم 16 - 06 - 2019

*القائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال في حواره:
*نطالب بتحقيق دولي حول مجزرة القيادة وتشكيل حكومة مدنية
*نناشد الشعب السوداني وقوى الإنتفاضة الشعبية بمواصلة الحراك الثوري والإستمرار في العصيان المدني
*(90%) من السودانيين مهمشين وثورة التغيير تحتاج لسياسة النفس الطويل
*المشاركة السياسية للحركة الشعبية لا جدال حولها ومساهمتها كبيرة في مقاومة النظام وإضعافه لإمتلاكها لأدوات المقاومة المكافئة والقادرة على الرد بقوة على غطرسة وعنف النظام.
حوار: الرفيق كالو
دونت صفحات تاريخ نضالات الثوار عامة، والسودانيين والمهمشيين في دولتهم (شمالا وجنوبا) خاصة ضد القمع، والاستبداد صفحات ناصعة من الشجاعة، والجسارة للقائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال ذلك البطل الحقيقي ،والسياسي، والمعلم والمثقف ،والمتواضع ،قليل الكلام ،كثير الفعل، الحلو يشابه الملهم قرنق والجبل الميه المعلم يوسف كوة مكي أولئك العظماء الذين تخطوا الكثير من الصعاب، وقاموا بتحقيق الكثير من النجاحات، للحلو ميزات تفضيلية عديدة حتي صار يطلق عليه رجل المهام الصعبة،وكثيرا ما ينجز مهاما صعبة ،ولا يعلم الناس انه كان مهندسها ،وعقلها المفكر،وأداة نجاحها الحقيقية، وفوق هذا وذاك يحمل الحلو الكثير من الصفات الحميدة والنادرة وهي قوة الارادة ،والثقة الكبيرة والعمل والمثابرة والصبر،بعكس العديد من السياسيين الذين يسعون للظهور الإعلامي، والمشاركة في كل حدث، والتباهي بإنجازاتهم حتى وإن كانت صغيرة،كان الحلو صاحب مواقف واضحة ،يقول ما يميله عليه ضميره، ومصالح جماهيره من المهمشيين والكادحين،والمحرومين،الذين يستقبلونه بالاهازيج والدفوف والزغاريد لانهم يحبون صدقه، وإنسانيته الرفيعة، فهو معهم في الكهوف والكراكير، وفي القري والارياف ،يأكل طعامهم ويشاركهم أفراحههم وأحزانهم،وفي مقابلته هذه طالب الحلو بتحقيق فوري بشأن جريمة فض إعتصام القيادة العامة تحت إشراف إقليمي ودولي لمحاسبة الجناة والإقتصاص للشعب السوداني، وأدان الحلو بأقصى العبارات تلك المجزرة البشعة التي صدمت العالم بأسره، وترحم علي أرواح الشهداء، وتقدم بالتعازي والمواساة لأسر شهداء المجزرة مجددا موقف الحركة الشعبية المبدئي المؤيد والداعم للإنتفاضة الشعبية،وحق الشعب المشروع في التغيير ،وناشد الحلو الشعب السوداني وقوى الإنتفاضة الشعبية بمواصلة الحراك الثوري والإستمرار في العصيان المدني كما ناشد السودانيين بدول المهجر بتفعيل الجبهة الدبلوماسية بتضييق الخناق علي النظام، ومحاصرته حتي تحقيق أهداف الثورة بإقتلاع النظام، وتشكيل حكومة مدنية بكامل الصلاحيات داعيا الشعب السوداني للصمود ، ومواصلة الحراك الثوري من أجل تحقيق أهدافه المنشودة في إعادة بناء الدولة السودانية على أسس العدالة والمساواة والحرية ،وإعتماد المواطنة كأساس أوحد للحقوق والواجبات ، وأشار رئيس الحركة الشعبية الي أن أكثر من 90٪ من السودانيين مهمشين إقتصاديا ،وطالب قوى الهامش الجغرافي، وقوى الإستنارة في المدن للنضال المشترك، وبناء الكتلة التاريخية من أجل تغيير الأوضاع بالبلاد الى الأفضل ،وقال القائد عبد العزيز ادم الحلو ان الثورة لتغيير الأوضاع القديمة تحتاج لسياسة النفس الطويل وأوضح أن القطيعة مع القديم ليست مجرد حدث يمكن أن نحدده باليوم الذي سقط فيه البشير، وإنما هو عملية وسيرورة بدأت منذ العام 1989، مرتدية أشكال مختلفة للمقاومة، وسوف تستمر لفترة طويلة على صورة مخاض عسير ومؤلم حتى يتجدد القديم وتحدث النقلة النوعية ويصير لدينا سودان جديد مختلف من حيث المبنى والمحتوى.ووصف الحلو فشل تجارب الإنتقال السابقة في إدارة التنوع والتعدد والاعتراف بأنه (مربط الفرس)،وقال الحلو ان الحركة الشعبية تسعى للإجابة علي (سؤال)مهم وهو كيف يحكم السودان وأضاف نحن نري أن أساس المشكلة هو إصرار وتمسك النخب التى تعاقبت على سدة الحكم في البلادعلى عدم الإعتراف بالتنوع والتعدد الذي يزخر به السودان، والعمل على التمسك بالآحادية الثقافية، وإختزال هوية الدولة في الهوية العربية الإسلامية ثم تعميمها على بقية القوميات السودانية وفرضها بالقوة،وعندما قاومت بقية الجماعات سياسات الآحادية الثقافية لجأت الأقلية الحاكمة الى إستخدام العنف والذي قاد الى الحروب الأهلية وأدى الى تقسيم البلاد في عام 2011، وأردف:رغم ذلك فإن النخب لم ترعوى او تعي الدرس وواصلت في إستخدام العنف والذي بات يهدد ماتبقى من السودان بالتشرذم والتفكك. وقال الحلو ان الحركة الشعبية وفي ظل هذه المهددات طرحت برنامج السودان الجديد وهو مشروع سياسي فكري يهدف الى إعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديده من الحرية والمساواة والعدالة والوحدة الطوعية وذلك يتطلب حياد جهاز الدولة وعدم إنحيازه لأي مكون عرقي/ثقافي ديني من مكوناتها وإعتماد المواطنة كأساس أوحد للحقوق والواجبات،وباهي الحلو بمشاركة جماهير وكوادر الحركة الشعبية في المظاهرات والاعتصامات ووصف مشاركتها بدور ثاني أكسيد المنجنيز في دورق تحضير غاز الأكسجين، وقال عبد العزيز ان للحركة الشعبية وسائل متعددة من ضمنها الكفاح المسلح والإنتفاضة الشعبية والعمل الدبلوماسي والتفاوض والتحالفات ونؤمن بضرورة تكامل هذه الوسائل لتحقيق التغيير، وحول تحديات الانتقال الديمقراطي قال الحلو هذه القضية محور (أنظارنا و محط إهتمامنا)،وأوضح ان الديمقراطية المعنية في منظورنا هي ديمقراطية تعددية بالضرورة إستنادا لحقائق واقعنا الزاخر بالتنوعات والتعددات الثقافية والدينية .. بل وطول بقاء الديكتاتوريات الفاشية جاثمة على صدر الشعوب السودانية والتشوهات التى ألحقتها ببنية الوعي الإجتماعي والسياسي بالبلاد. معا الي نص الحوار:
فجر الثلاثاء 29 رمضان فضت السلطات الامنية والعسكرية إعتصام الشعب السوداني أمام القيادة العامة مرتكبة جريمة ومجذرة إنسانية كبيرة، وجدت أقسي، وأبلغ عبارات الادانة والتضامن مع الشعب السوداني، والثوار (شفاتا) و(كنداكات) وطالبت العديد من القوي السياسية، ومنظمات حقوق الانسان العالمية، والمحلية بالتحقيق الفوري والعاجل؟
نحن إذ نشاطر الشعب السوداني الأحزان أسمحوا لي أن أترحم، وأتقدم بالتعازي والمواساة لأسر شهداء مجزرة 29 رمضان / 3 يونيو 2019 - ندين وبأقصى العبارات تلك المجزرة البشعة التي صدمت العالم بأسره، ونطالب بالتحقيق الفوري تحت إشراف إقليمي ودولي لمحاسبة الجناة والإقتصاص للشعب السوداني، ولا يفوتني أن أؤكد مجددا موقف الحركة الشعبية المبدئي والمؤيد ،والداعم للإنتفاضة الشعبية، وحق الشعب المشروع في التغيير، ونناشد الشعب السوداني وقوى الإنتفاضة الشعبية بمواصلة الحراك الثوري والإستمرار في العصيان المدني كما نناشد السودانيين بدول المهجر بتفعيل الجبهة الدبلوماسية بتضييق الخناق علي النظام ومحاصرته حتي تحقيق أهداف الثورة بإقتلاع النظام وتشكيل حكومة مدنية بكامل الصلاحيات.
الثورة حققت إنتصارات كبيرة لكنها مازالت تواجه طريقا شاقا وطويلا به العديد من المطبات والدولة العميقة والموازية ؟
الثورة على الأوضاع القديمة بغية تغييرها تحتاج لنفس طويل، كما أن القطيعة مع القديم ليست مجرد حدث يمكن أن نحدده باليوم الذي سقط فيه البشير وإنما هو عملية وسيرورة بدأت منذ العام 1989، مرتدية أشكال مختلفة للمقاومة، وسوف تستمر لفترة طويلة على صورة مخاض عسير ومؤلم حتى يتجدد القديم وتحدث النقلة النوعية، ويصير لدينا سودان جديد مختلف من حيث المبنى والمحتوى..هياكل غير معتادة، وقيم جديده ومبادئ ودستور عصري يؤسس لعلاقات إجتماعية / إقتصادية أكثر أنسنة وحداثة. ونناشد الشعب السوداني على الصمود ومواصلة حراكه الثوري من أجل إقتلاع النظام.
أين الحركة الشعبية - شمال من الحراك الجماهيري منذ المظاهرات وحتى إعتصام ميدان القيادة ؟
نحن في الحركة الشعبية نري أن هذا الحراك الجماهيري الرامي لهدم الوضعية الإستعمارية القديمة المتجددة ظل قائما منذ العام 1955، فقط تتصاعد وتخف، وتيرته وغالبا ما تتخذ أشكالا مختلفة تتتابع وتتوازي من الكفاح المسلح، إنتفاضات جماهيرية.بالنسبة للحركة الشعبية فإن الكفاح المسلح في الريف يمثل أعلى أشكال الحراك الجماهيري وصور المقاومة والذي تمحور وتمدد ليتمظهر منذ إنطلاقة هبة ديسمبر 2018، ليتخذ شكل التظاهرات والإضرابات والإعتصام بميدان القيادة العامة في عاصمة البلاد، وبذلك نجد ان الحركة الشعبية حاضرة في كل حلقة من حلقات تلك السلسلة المترابطة، المتداخلة...بل كان دورها أشبه بدور ثاني أكسيد المنجنيز في دورق تحضير غاز الأكسجين.للحركة الشعبية وسائل متعددة من ضمنها الكفاح المسلح والإنتفاضة الشعبية والعمل الدبلوماسي والتفاوض والتحالفات ونؤمن بضرورة تكامل هذه الوسائل لتحقيق التغيير.
للحركة الشعبية وجود وثقل جماهيري كبير بالعاصمة وبقية الولايات لكن صوتها الإعلامي ومشاركتها السياسية لسيت بالحجم، ماهي الأسباب في تقديركم؟ هل هي تنظيمية؟ أم لدواعي أمنية؟
المشاركة السياسية للحركة الشعبية لا جدال حولها بل يمكنني القول إن إسهامها كان الأكثر فعالية من بين إسهامات قوى المعارضة الأخرى في مقاومة النظام وإضعافه لإمتلاكها أمضى أسلحة وأدوات المقاومة المتكافئة، والقادرة على الرد بقوة على غطرسة، وعنف النظام وأسلحته المادية،أما بخصوص سؤالك عن الإعلام فإن الحركة الشعبية تعاني في هذا المجال كثيرا، وذلك لعدم إمتلاكها لقنوات أو وسائط إعلامية فعالة بسبب ضيق ذات اليد.
خاطبت قيادات الحركة ندوة حاشدة بميدان الإعتصام قبل جريمة فضه؟ لماذا لا تشكل الحركة مكاتبها حتى تنظم نفسها وتنخرط في العمل الجماهيري الواسع؟
الحركة الشعبية ليست ككل التنظيمات التي سارعت بالتوقيع على إعلان الحرية والتغيير بل والمشاركة في لجان الحوار مع المجلس العسكري ... أن الحركة الشعبية كتنظيم تختلف نوعيا عن تلك التنظيمات ... حيث تناضل في ظروف إستثنائية وتمتلك جيشا مسلحا وأراضي محررة ومؤسسات تنفيذية، تشريعية، وقضائية لإدارة هذه المناطق من أجل تقديم الخدمات للمواطنين من أمن وعدالة وغذاء ودواء وتعليم الخ... وإنطلاقا من تلك الحقائق فإن الحركة الشعبية ليست في وضع يمكنها من الدخول والإنخراط في العمل الجماهيري في مناطق سيطرة الحكومة دون الوصول لتسوية سياسية تخاطب جذور الأزمة التى أدت لحمل السلاح في المكان الأول.. وقبل أن تصل لإتفاق يحدد وضعيتها داخل الدولة السودانية لتقوم بعدها بمزاولة أنشطتها بصورة طبيعية ككيان سياسي له رؤية وأهداف وبرامج تتعلق بآفاق مستقبل السودان.
قيادات وكوادر الحركة من أكثر المتضررين من سياسات النظام البائد العنصرية والإقصائية والإقتصادية وهم عصب الثورة ماهي الرسالة لهم؟
الصمود والمشاركة الجادة في الحراك طالما كان الهدف إسقاط وتغيير النظام سلميا.
هل للحركة تواصل مع قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين؟
قنوات الإتصال المباشرة متوفرة متى ما إرتأينا ضرورته... ولكن لا ننسى إننا على تواصل يومي في الشوارع وميادين الإعتصام عبر عضويتنا المشاركة في الحراك الثوري أي تواصل بشكل غير مباشر.
في هياكل الحركة القيادية هناك مشاركة عادلة ومنصفة للمرأة وللشباب هل ترى ذلك في مكاتب الحركة ببقية الولايات وفي المركز حال تشكيلها ؟
ما تقول به هو التطبيق والترجمة العملية لبنود ونصوص دستور الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال لسنة 2017، عليه فإنه في حال توفرت الشروط الضرورية لبناء هياكل الحركة الشعبية على مستىوى المقاطعات (الكاونتيز) والبيامات والبومات. سنطبق نفس النصوص والنسب لضمان مشاركة عادلة ومنصفة للنساء والشباب في هياكل الحركة. بالنسبة لنا هي مسألة مبدأ وقناعات راسخة لا تتبدل وغير قابلة للمساومة.
كيف تنظر الحركة لتحديات العمل الديمقراطي؟
للتحول الديمقراطي شروط لا مناص من توفرها وهي محور أنظارنا و محط إهتمامنا .. والديمقراطية المعنية في منظورنا هي ديمقراطية تعددية بالضرورة إستنادا لحقائق واقعنا الزاخر بالتنوعات والتعددات الثقافية والدينية .. بل وطول بقاء الديكتاتوريات الفاشية جاثمة على صدر الشعوب السودانية والتشوهات التى ألحقتها ببنية الوعي الإجتماعي والسياسي بالبلاد.عليه فإن أهم الشروط الواجب توفرها لتهيئة المناخ من أجل ممارسة ديمقراطية صحيحة ونافذة هي الإتفاق على علمانية الدولة .. وتحييد الدين، بل وإبعاده عن الساحة السياسية. وبالتالي يمكن أن تتأتى عملية الإرتفاع بمسألة الهوية الجمعية .. أي هوية الدولة من الظرفية الى التاريخ.. لتصبح لكل هويته .. والدولة للجميع .. وعليه يتضح أن أكثر التحديات فيما تبقى من دولة السودان هو كيفية إقناع الكائنات الماضوية بضرورة التخلي عن ثوابتها التي أوردت البلاد موارد الهلاك، وإفهامها أن الثابت الوحيد في المجتمع والطبيعة هو التغير .. هو الحركة .. هو التطور.. و لا شئ ساكن.
هل لديكم أي إتصال بالمجلس العسكري؟
لايوجد إتصال.
قضايا الحكم وكيفية إدارة السودان المتعدد والمتنوع، كيف ترونها خاصة بعد فشل كل تجارب الإنتقال السابقة وعدم إدارة التنوع بشكل صحيح؟
هذا هو مربط الفرس .. والسؤال الأول الذي تسعى الحركة الشعبية للإجابة عليه وهو كيف يحكم السودان؟.. أي بمعنى آخر كيفية إدارة التعدد والتنوع العرقي/الثقافي والديني والجهوي والنوعي في السودان؟ فإنه في نظر الحركة الشعبية أن أس المشكلة هو إصرار وتمسك النخب التى تعاقبت على سدة الحكم في البلاد.. إصراراها على عدم الإعتراف بالتنوع والتعدد الذي يزخر به السودان، والعمل على التمسك بالآحادية الثقافية وإختزال هوية الدولة في الهوية العربية الإسلامية ثم تعميمها على بقية القوميات السودانية وفرضها بالقوة .. وعندما قاومت بقية الجماعات سياسات الآحادية الثقافية لجأت الأقلية الحاكمة الى إستخدام العنف والذي قاد الى الحروب الأهلية وأدى الى تقسيم البلاد في عام 2011، ورغم ذلك فإن النخب لم ترعوى او تعي الدرس، وواصلت في إستخدام العنف والذي بات يهدد ماتبقى من السودان بالتشرذم والتفكك. وفي ظل هذه المهددات فأن الحركة الشعبية طرحت برنامج السودان الجديد وهو مشروع سياسي فكري يهدف الى إعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديده من الحرية والمساواة والعدالة والوحدة الطوعية وذلك يتطلب حياد جهاز الدولة وعدم إنحيازه لأي مكون عرقي/ثقافي ديني من مكوناتها وإعتماد المواطنة كأساس اوحد للحقوق والواجبات .
قضايا الهامش والكتلة التاريخية؟
التهميش هو عملية استبعاد الأفراد والجماعات من حيازة السلطة والثروة، وذلك بخلق الموانع الهيكلية التي تضيق عليهم االفرص. الأمر الذي يجعل هذه الموانع نفسها مصدر إمتيازات للفئات الآخرى المهيمنة. وهذه الموانع عديده منها ما هو إقتصادي، وما هو عرقي/ثقافي اوديني أو جهوي أو نوعي .. وهذا ما يجعل التهميش مركباً وليس بسيطاً.
والتهميش البسيط هو تهميش إقتصادي أو تهميش تنموي ويشمل الفقراء عموما بغض النظر عن أعراقهم وثقافاتهم وعقائدهم او الجهة او النوع..
وبذلك فإننا نعتقد أن أكثر من 90٪ من السودانيين مهمشين إقتصاديا ومتضررين من الوضعية القائمة .. ولذلك فإن التهميش الإقتصادي يمثل أرضية صلبة لوحدتهم (ريف ومدن) من أجل بناء الكتلة التاريخية بتضامن قوى الهامش الجغرافي وقوى الإستنارة في المدن تحت راية واحدة للنضال المشترك من أجل تغيير الأوضاع بالبلاد الى الأفضل عبر تفكيك دولة السودان القديم، التي أفرزت هذه الاوضاع المختلة. ومن ثم العمل على إعادة بناء الدولة السودانية على أسس العدالة والمساواة والحرية وتقويم إنحراف السلطة من خلال إعادة الوظيفة الإيجابية لها مستقبلاً لتقوم بالتدخل لمصحلة الحرية والعدالة بدلا من الإخلال بموازين العدل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.