أفلح تجمع المهنيين السودانيين في قيادة الثورة السودانية ببراعة فائقة . و مع بداية الفترة الانتقالية التي ستمتد لحوالي الثلاث سنوات علي التجمع أن يعيد تعريف مايود عمله في هذه المرحلة , و ذلك حتي لايندثر كما أندثرت قبله جبهة الهيئات و التجمع النقابي رغم نجاحهما في قبادة أنتفاضتي أكتوبر و أبريل ليستمر تجمع المهنيين فاعلا عليه أن يواصل التحامه و تواصله مع جماهير الشعب الذي وثقت به خلال فترة الثورة . كما و أن عليه أن يكون رائدا في تخريج جيلا جديدا من الناشطين الذين يعني النشاط السياسي عندهم خدمة المواطن السوداني فيما ينفعه و يسهل له حياته . وهم أن فعلوا ذلك سيكونون أفضل قادة لنهضة سودانية شاملة في كل المجالات , نهضة تؤسس لجمهورية سودانية ثانية يكون المتعلم فيها خادما لاسيدا لمواطنه الكادح . في هذا المقال سأقترح مشروعين لتحقيق بعضا من هذا التلاحم الذي أعنيه . ماأقترحه هو أن يتبني , يخطط , و ينفذ تجمع المهنيين مشروع قومي لمحو الامية بالسودان علي غرار الحملة الوطنية الكوبية لمحو الآمية التي دشنتها قيادة الثورة الكوبية مابين 1 يناير الي 22 ديسمبر 1961 والتي بموجبها أرتفعت نسبة من يجيد القرأءة و الكتابة في كوبا من نسبة 60% الي نسبة 96% وهي من أعلي النسب بالعالم حاليا .و نتيجة لتلك الحملة قبل أكثر من خمسين عاما فأن نسبة الامية في كوبا اليوم هي أقل من نسبة الامية بالولايات المتحدة و من كل الدول الاوربية (عدا بعض الدول الاسكندنافية). تخطيط و تنفيذ حملة للقضاء علي الامية بالسودان , في فترة الثلاث سنوات الانتقالية , هو أمر ممكن دون الحوجة لاغلاق المدارس و الجامعات وارسال الطلاب للريف لقيادة حملة محو الامية كما فعل الكوبيون . و ستساعد في نجاح الحملة , الاستعانة بوسائل الاتصالات الحديثة من انترنت و تطبيقاته (واتساب ...الخ) , والقنوات تلفزيونية المتخصصة . من يظن أن القضاء علي الامية بالسودان في ثلاث سنوات هو أمرا مستحيلا فعليه أن يتذكر أن الكوبيين فعلوا ذلك , قبل خمسين عاما و في أقل من عام واحد , و حينها لم يكن بحوزتهم سوي ماهو متاح من تقنية ذلك الزمان (اقلام رصاص . ورق و طباشير). غني عن القول بأن القضاء علي الامية سيكون له تداعيات أيجابية كثيرة علي مستقبل السودان الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي , ففي الغالب يكون من يجيد القراءة و الكتابة أكثر وعيا بحقوقه السياسية و المدنية من ألأمي . المشروع ألآخر الذي يمكن أنجازه , خاصة في المدن , هو مشروع تشجير مكثف بموجبه تزرع مئات الآلوف , وربما بضع ملايين , من الاشجار في المدن السودانية و بخاصة في العاصمة المثلثة خلال فترة الثلاث سنوات الانتقالية . بالطبع فأن أنجاز هذا المشروع بنجاح واحترافية وبعيدا عن الهتافية , سيتطلب تخطيطا ليس بالسهل , مثل انشاء و أدارة عدة مشاتل لانتاج الأشجار التي ستغرس . أبتكار طرق لسقي و رعاية الاشجار بعد غرسها و بانتظام ...الخ ثورة الشباب السوداني , التي قادها بنجاح تجمع المهنيين شحذت همة المغتربين والمهاجرين السودانيين بحس وطني وبحب لايوصف لوطنهم العاتي . حتي أبناءهم و بناتهم الذين ولدوا و نشأوا في ديار الاغتراب أصبح لهم ألآن أرتباط وثيق بوطنهم الأم وصاروا أكثر فخرا بسودانيتهم من أي وقت مضي . بعد الثورة أصبح المغترب السوداني أكثر أستعدادا للمساهمة بالمال في أي مشروع وطني يعود بالفائدة علي جموع الشعب السوداني , وهنا يأتي الدور الذي يمكن أن يقدمه المغتربون لمشروعي محو الأمية و التشجير . فببعض الشيئ من التنظيم و الشفافية يمكن لجموع المغتربين (خاصة في الغرب) من تمويل حملة محو الامية و حملة التشجير تمويلا كاملا . يمكن تحديد مبلغ محدد بالعملة الصعبة – يحوله المغترب – بغرض محو أمية مواطن سوداني أو لغرس و رعاية شجرة , في المدينة التي يختارها , لمدة ثلاثة أعوام . هذه بعض الأفكار التي أجزم بأنها قابلة للتطبيق وبأنجازها نرد بعضا من الدين لوطن عريق يقطنه شعبا من أجمل شعوب الدنيا . http://hussein-abdelgalil.blogspot.com عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.