الأهلي يهزم مازيمبي بثلاثية نظيفة ويصعد لنهائي الأبطال    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الرد على دعاوى دعاه التطبيع مع الكيان الصهيونى .. بقلم: د.صبري محمد خليل/ أستاذ الفلسفه في جامعه الخرطوم
نشر في سودانيل يوم 05 - 02 - 2020


sabri.m.khalil@ gmail.com
تعريف مصطلح التطبيع ( Normalization ) : التطبيع لغة يفيد معنى اعاده الشىْ إلى طبيعته ،أما اصطلاحا فهو مصطلح صهيوني بامتياز ، فقد ظهر المصطلح لأول مرة في المعجم الصهيوني للإشارة إلى يهود المنفى، حيث طرحت الصهيونية نفسها على أنها الحركة السياسية التي ستقوم بتطبيع اليهود، أي إعادتهم إلى "طبيعتهم" كامه واحده بدلا من جماعات قبليه منتمية إلى أمم متعددة . ومع إنشاء الدولة الصهيونية اختفى المصطلح تقريباً من المعجم الصهيوني . ولكن المصطلح عاود الظهور مرة أخرى في أواخر السبعينيات بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، ولكنه طُبِّق هذه المرة على العلاقات المصرية الإسرائيلية، إذ طالبت الدولة الصهيونية بتطبيع العلاقات بين البلدين، أي جعلها علاقات طبيعية عادية، مثل تلك التي تنشأ بين أي بلدين. ولكن يوجد تناقض فى المصطلح ، فالتطبيع يجب أن يتم بين دول "طبيعيه" ، وهو الأمر الذي لا يتوافر في الكيان الصهيونى لأنه ليس دوله "طبيعيه "(تتكون من ارض وشعب وحكومة )، بل كيان سياسي قائم على اغتصاب ارض معينه(هي فلسطين )، وطرد وهضم حقوق الشعب صاحب هذه الأرض(هو الشعب الفلسطيني).لذا نستخدم هذا المصطلح" التطبيع " بين قوسين ، استنادا إلى قاعدة خطا شائع خير من صواب نادر.
أولا: الأسس العقدية لمناهضه "التطبيع "مع الكيان الصهيونى: تتمثل
الأسس العقدية- الدينية - الاسلاميه لمناهضه "التطبيع" في تقرير القران الكريم أن الله تعالى أتاح لليهود "بني إسرائيل " ألفرصه لاستخلافهم كأمه في فلسطين، ولكنهم لم يلتزموا بشروط هذا الاستخلاف، فانتزع منهم هذه ألفرصه، وقضى عليهم أن يكونوا أشتاتاً قبلية تنتمي إلى سائر أمم الأرض ، واستخلف الله تعالى العرب المسلمون في فلسطين ، لتكون بذلك جزء من ديار العرب ودار الإسلام. وبالتالي فان محاوله تحويل الجماعات القبلية اليهودية المنتمية إلى أمم شتى إلى امة واحده، بان تستولي على ارض فلسطين لتكون ديارها- وهو مضمون الصهيونية –هي استكبار"لأنه مخالفه للاراده
الالهيه"- وهى ، وإفساد في الأرض"لأنها تتضمن اغتصاب الأرض من سكانها الأصليين " (وكلاهما مجرد مرحله من مراحل الاستكبار و الإفساد في الأرض اليهودي )، وعدوان "لأنها تتضمن سلب الحقوق الدينية والقومية والوطنية للشعب الفلسطيني العربي المسلم "، فكون هذا الأساس عقدي (ديني) لا يعنى معاداة اليهود لمجرد أنهم يهود، بل يعنى رفض استكبار اليهود وإفسادهم في الأرض وعدوانهم – وهو تطبيق لرفض الإسلام كدين لكل استكبار وإفساد في الأرض وعدوان – بصرف النظر عن من قام به .
تصحيح المفاهيم الخاطئة عن تحرير فلسطين: استنادا إلى العرض السابق نشير إلى العديد من المفاهيم الخاطئة عن تحرير فلسطين التي تؤثر سلبا على الأساس العقدي- السابق عرضه - لمناهضه التطبيع :
أولا: تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين مجيء المهدي: من هذه المفاهيم تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين مجيء المهدي المنتظر أخر الزمان ، استنادا إلى الأحاديث التي تفيد محاربه المهدي لليهود ، وهذا المفهوم يناقض مع النصوص التي تفيد مع ان طائفة من المسلمين سيقاتلون حتى قيام الساعه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ...) [رواه مسلم) .ثانيا: تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين نزول عيسى(عليه السلام) : ومن هذه المفاهيم تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين نزول عيسى(عليه السلام) وقتاله للدجال وأعوانه من اليهو د، لكن العلماء المتقدمين لم يفهموا من الأحاديث الدالة على نزول عيسى عليه السلام ما يفيد تعطيل فريضة الجهاد لحين نزوله، ينقل القرطبي احد أوجه تفسير قتال عيسى للدجال( ان قتاله للدجال يجوز ان يكون من حيث انه إذا حصل بين ظهراني الناس وهم مفتونون قد عم الجهاد أعيانهم وهو احدهم لزمه من هذا الفرض ما يلزم غيره)(التذكرة، ص611).
ثالثا:تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين قيام الساعة : ومن هذه المفاهيم تعطيل الجهاد لتحرير فلسطين لحين قيام الساعة ، استنادا إلى تفسير خاطئ لوعد الآخرة الوارد في سوره الإسراء بان المراد به يوم القيامة ( الحياة الاخره ) ، وهو تفسير خاطئ لان كل المفسرين قالوا ان المقصود بوعد الاخره مرحله الإفساد الأخرى اى الثانية ، يقول ابن كثير (وَقَوْله " فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة " أَيْ الْكَرَّة الْآخِرَة أَيْ إِذَا أَفْسَدْتُمْ الْكَرَّة الثَّانِيَة وَجَاءَ أَعْدَاؤُكُمْ لِيَسُوءُوا وُجُوهكُمْ " أَيْ يُهِينُوكُمْ وَيَقْهَرُوكُمْ " وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِد " أَيْ بَيْت الْمَقْدِس ")، و هذا التفسير الخاطئ يقوم على ان المراد بأولى المرتين فتح عمر بن الخطاب( رضي الله عنه ) القدس، وان أخراهما لم يأت وعدها بعد، غير ان هذا التفسير مخالف لما ذهب إليه الأئمة والتابعين وكبار المفسرين، ومراجع التاريخ الإسلامي تدل على ان عمر بن الخطاب دخل القدس سلما لا حربا،وان هيكل اليهود المقدس كان مدكوكا كما عند ابن الأثير والطبري وابن كثير في فتح القدس.وأورد الحسن بن احمد ألمهلبي (ولما وصلت هيلانة إلى القدس بنت كنيسة القيامة على القبر الذي زعم النصارى أن عيسى قد دفن به، وضربت بيت المقدس إلى الأرض،وأمرت أن تلقي في موضعه قمامات وزبيلة، وبقى الحال على ذلك حتى قدم عمر وفتح القدس فدله بعضهم على موضع الهيكل، فنظفه عمر من الزبايل و بني به مسجدا).أما الاستدلال على صحة هذا التأويل بان قوله تعالى "عبادا لنا" لا تنطبق إلا على المؤمنين، وهؤلاء وثنيين فغير صحيح، اذ ورد إطلاق اللفظ على المؤمن والكافر كما في قوله تعالى "ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول:
أأنتم أضللتم عبدي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كنا نتخذ من دونك من أولياء"، وقوله تعالى "إن تعذبهم فهم عبيدك"، وقوله تعالى "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض". فالاشاره إلى تحرير فلسطين في عصرنا متضمن في قوله تعالى(وان عدتم عدنا) وليس في قوله تعالى ( فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة ) نقد محاوله التبرير التطبيع دينيا : ورغم وضوح الأساس العقدي لمناهضه التطبيع ، فقد أجاز البعض التطبيع مع الكيان الصهيوني، استنادا إلى أدله ضعيفة، قائمه على اجتزاء لبعض النصوص وعزلها عن سياقها ، او عقد مقارنه -غير سليمه -مع بعض أحداث التاريخ الاسلامى... فهو ليس موقف شرعي مؤسس على ادله قطعيه، بل هو محاوله لتقديم تبرير دينى للتطبيع مع الكيان الصهيونى، خدمه لأهداف ذاتيه، لا تمت إلى مقاصد الدين بصله ، ومن هذه الادله :أولا: استدل البعض على جواز التطبيع مع الكيان الصهيونى بالايه (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) (الأنفال:61].غير أن باقي الايه، والسياق الذي وردت فيه ، يشير إلى أن المخادع الخائن في العهد لا يصالح ، بل يُحرّض المسلمون على قتاله ، والله ناصرنا عليه وهو حسبنا ، قال تعالى( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ) الآية ، وقال تعالى بعدها ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ) الآيات) . اذا طبقا للسياق الذى وردت فيه فان شرط جنوح المسلمين للسلم جنوح العدو للسلم جنوح حقيقي يتضمن توقف عن العدوان، ورده للحقوق التي سلبها، وادعائه الجنوح للسلم من باب الخداع – كما هو حال الصهاينه _
ثانيا: كما استدل البعض على جواز التطبيع مع الكيان الصهيونى باجازه الشريعة الاسلاميه الصلح مع الكافر المحارب ، غير أن اى صلح يتضمن شروط تتعارض مع الشريعة الاسلاميه فهو باطل ، جاء في حديث عائشة مرفوعا ( ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط كتاب الله أحق وشرط الله أوثق ) (متفق عليه)-وهو حال التطبيع مع الكيان الصهيونى لانه يتضمن الاقرار بكثير من الامور المخالفة للشرع كما سبق بيانه .
ثالثا:هناك من يستدل على جواز التطبيع مع الكيان الصهيونى بصلح الحديبيه ، والرد أن المقارنة بين التطبيع وصلح الحديبية خاطئة لان صلح الحديبية هدنة بين عدوين، وليس مهادنه لعدو مازال يغتصب أرض للمسلمين ، ويخرج أهلها من ديارهم.
اتفاق علماء الامه على تحريم التطبيع مع الكيان الصهيونى : وقد اتفق علماء الامه على تحريم التطبيع، لأنه إقرار للصهاينة على اغتصاب أرض للمسلمين، وتنازل عن أولى القبلتين وثالث الحرمين،و موالاة من اخرجونا من ديارنا المنهى عنها فى قوله تعالى(إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) [الممتحنة]. ومن الفتاوى تحريم التطبيع مع الكيان الصهيونى -على سبيل المثال لا الحصر- :1 فتوى علماء وقضاة وخطباء فلسطين الذي انعقد في القدس عام 1355ه الموافق 1935م وأصدروا فتوى بحرمة بيع الأراضي الفلسطينية على اليهود، لأنه يحقق المقاصد الصهيونية في تهويد أرض فلسطين ، وأن من باع الأرض عالما بنتيجة ذلك راضيا به فهذا
يستلزم الكفر والردة. 2 فتوى علماء الأزهر عام 1366 ه وأيضا عام
1367 ه بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين . 3 وفتوى علماء المؤتمر الدولي الإسلامي المنعقد في باكستان عام1388ه ، 1968 م .
4 وكذلك فتوى لجنة الفتوى في الأزهر الصادرة عام 1375 ه بتحريم التطبيع مع اليهود . 5 أيضا أصدر مجموعة من العلماء عام1409 ه ، 1989 م ، بلغ عددهم ( 63 ) عالما من ثماني عشرة دولة فتوى بتحريم التنازل عن أي جزء من فلسطين . 6 . فتوى مؤتمر علماء فلسطين المنعقد في 1412 ه أفتوا بحرمة المشاركة في مؤتمر مدريد وأفتوا أيضا بحرمة التطبيع مع اليهود ثم ذكروا الأدلة الشرعية في ذلك.
ثانيا: نقد الأسس السياسية لمناهضه التطبيع :
نقد تفسيرات القضية الفلسطينية التي تكرس للتطبيع مع الكيان الصهيوني
: ينطلق دعاه التطبيع مع الكيان الصهيوني من تفسيرات متعددة "خاطئة "
للقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع التي تثيره مشكله فلسطين، تكرس للتطبيع مع الكيان الصهيوني التفسير الصهيونى: فهناك من ينطلق من التفسير الصهيوني قائم على أن فلسطين هي ارض اغتصبها العرب من الشعب اليهودي منذ الفتح الاسلامى، اى أن فلسطين الأرض اغتصبت من أربعه عشره قرنا وأخليت من الشعب اليهودي إلا القليل ،وان الشعب اليهودي نشتت في أقطار الأرض إلى أن قادته الحركة الصهيونية إلى فلسطين لاستردادها خاليه من الشعب ،وأقام عليها دوله إسرائيل. وانه طبقا لهذا التفسير فان لفتح الاسلامى ليس إلا غزوا وعدوانا غير مشروع مجرد من الفاعلية الحضارية ،بل معطل للتطور الحضاري ،وبالتالي فان من حق اليهود أن يقاتلوا الغزاة ويطردوهم من الأرض ويستردوها ليستأنفوا مسيرتهم الحضارية.هذا التفسير إذا قائم على إلغاء التاريخ الحضاري الاسلامى لفلسطين منذ الفتح الاسلامى.
التفسير الليبرالى:وهناك من ينطلق من تفسير ليبرالي(علمانى ) قائم على أن حل مشكله فلسطين يكون باقامه دوله علمانية تفصل الدين عن الدولة، وهذا التفسير يقوم على افتراض خاطئ مضمونه أن مشكله صراع بين الأديان،كما أن هذا التفسير يعني استبعاد الإسلام عن حل المشكلة في حين آن تعرب فلسطين أرضا وبشرا إنما تم تحت راية الإسلام.
التفسير الماركسى: وهناك من ينطلق من تفسير ماركسي قائم على أن الصراع الذي تثيره مشكله فلسطين هو صراع حول ملكيه أدوات الإنتاج بين طبقات تنتمي إلى ذات المجتمع. ووجه الخطأ في هذا التفسير أن الصراع الذي تثيره مشكله فلسطين هو صراع حول مصادر الإنتاج(اى حول ارض مغتصبه) بين مجتمعات(اى بين مجتمع هو صاحب الأرض وجماعات من مجتمعات شتى تسعى لاغتصاب هذه الأرض).
التفسير الدولى البحت :وهناك من ينطلق من تفسير دولي بحت قائم على أن مشكله فلسطين ثائرة فيما بين الدول ،أو بين الامه العربية والمجتمع الدولي فقط، ووجه الخطأ في هذا التفسير انه إذا كانت الدول تتدخل في مشكله فلسطين انتصارا للحق الفلسطيني أو دعما للعدوان الصهيوني فان الذي يحركها هي مصالحها الوطنية والقومية الخاصة، ولو كان السلام الدولي هي مصلحتها الوطنية والقومية الخاصة.
التفسير الشعوبى: وهناك من ينطلق من تفسير اقليمى (شعوبي) قائم على أن مشكله فلسطين مشكله خاصة بشعب فلسطين، وهذا التفسير يعنى التنصل والهروب من المسؤوليات القومية والدينية
الرد على دعاه دعاه التطبيع مع الكيان الصهيونى :وقد أورد بعض دعاه التطبيع بعض الحجج لإثبات صواب دعوتهم للتطبيع ومن هذه الحجج :
أولا: أن الفلسطينيين – وهم أصحاب القضية – قد" طبعوا "علاقتهم من النظام الصهيونى وتفاوضوا معه ، وعقدوا معه اتفاقيات للصلح. والرد على هذه الحجه أن فلسطين ليست ملك لجيل معين من الفلسطينيين فقط، هي ملك لكل الأجيال الفلسطينيه- حتى تلك التى لم تولد بعد- وكل العرب والمسلمين ،وفهذا الجيل من الفلسطينيين من أصحاب القضية ، ولكنهم ليسوا وحدهم أصحاب القضيه -لذا لا يجوز لهم التنازل عن فلسطين ، والواقع من الامر ان بعض الفلسطينيين – وليس كل الفلسطينيين - هم الذين ارتضوا تطبيع العلاقات مع النظام الصهيونى والدخول معه فى مفاوضات .كما ان من اباح تفاوض السلطات
الفلسطينيه مع النظام الصهيونى- وبهدف الحصول على حقوق جزئيه ،وبشرط
عدم التنازل عن الحقوق الكليه – برر ذلك بكونهم خاضعون للاحتلال الصهيونى، ولكن هذا التبرير خاص بالسلطات الفلسطينيه ,ولا يتجاوزهم الى غيرهم من نظم سياسيه عربيه.
ثانيا: أن كثير من الدول العربية طبعت علاقاتها مع اسرائيل ، والرد على هذه الحجه ان حصاد هذا التطبيع سلبي ، فقد انتهى إلى تطبيع محصور على أضيق نطاق رسمى -واغلبه سرى –ومحاصر شعبيا ، قال الياهو بن اليسار أول سفير اسرائيلى في مصر (عليكم أن تأخذوا بعين الاعتبار أن ثمة رجلاً واحداً في مصر هو معنا-اى رئيس الجمهوريه -. أما الآخرون فهم ضدنا حتى هؤلاء الجنود الذين يتولون حراسة السفارة قد يستخدمون بنادقهم ضدنا في أي وقت من الأوقات، نحن هنا إذن فريق كوماندوز داخل محيط معادٍ تماماً، علينا أن نتصرف على هذا الأساس).كما انه اتاح لإسرائيل تخريب كافه مجالات الحياه فى هذه الدولذات النظم السياسية المطبعه.
ثالثا: أن التطبيع مع الكيان الصهيونى يؤثر ايجابا على العلاقات مع
امريكا- وبالتالي كل دول العلم الغربى - لأنها مراكز صنع القرار فيها خاضع للصهاينه .والرد على هذه الحجه ان اسرئيل او امريكا لا تحكم علاقتهم مع العرب العواطف ، بل استراتيجيه – استعماريه - طويله الأمد، تهدف - في المنطقة العربية- إلى تحويلها من مرحله الدول وطنيه إلى مرحله الدويلات الطائفيه – القبلية (مشروع الشرق الاوسط الجديد) لضمان استمرار التجزئه والتبعيه وحمايه لأمن اسرائيل حارس التجزئه ، وبالتالى فان التطبيع مع الكيان الصهيونى لن يحول دون تطبيق هذه الاستراتيجيه الصهيونيه
الامريكيه- بل يسمح لهم بتسريع وتيره تطبيقها.
رابعا: ان التطبيع مع الكيان الصهيونى هو ضمان لاستمرار النظم السياسية ،من خلال توفيره للحماية الامريكيه والغربية والاسرائيليه لهذه النظم ،والرد على هذه الحجه هو ان التاريخ القريب اثبت أن امريكا الغرب وإسرائيل عاجزون عن توفير الحمايه لاى حاكم او نظام ثار ضده شعبه، بل هم أول من ينفض يده عن هذا الحاكم او النظام حين تلوح أولى تباشير سقوطه – نماذج خلع شاه ايران خلال الثوره الايرانيه – مقتل السادات فى مصر على يد جماعه الجهاد – خلع النميرى فى السودان فى انتفاضه ابريل الشعبيه، بعد خضوعه للمشروع الامريكى – الصهيونى ،وتبنيه لسياسات صندوق النقد الدولى،و ترحيله لليهود الفلاشا – وخلع مبارك وبن على خلال ثوره الشباب العربى..
خامسا: ان التطبيع مع الكيان الصهيونى جاء نتيجه لهزيمه العرب امام اسرائيل،والرد على هذه الحجه ا ان اول من دعى الى التطبيع هو الرئبس المصرى محمد انور السادات ، بعد انتصار حرب اكتوبر 1973 ، فكانت تلك الحرب نصرا عسكريا لمصر وفلسطين والعرب والمسلمين ، وهزيمه سياسيه له.فى حين ان الزعيم الرحل جمال عبد الناصر(رحمه الله تعالى) رفض الاعتراف باسرائيل او تطبيع العلاقات معها بعد هزيمه يونيو 1967 ، وامر ببدء حرب الاستنزاف التي مهدت لنصر اكتوبر.
مخاطر التطبيع مع الكيان الصهيوني: وقد أشار الكثير من الباحثين إلى مخاطر التطبيع مع الكيان الصهيوني ومنها :
ا/انه ونفى لحق المسلمين في العيش على الأرض التي اسلموا فيها أو حملهم إليها الإسلام منذ أربعة عشر قرنا.
ب/انه تكريس لمشروع الشرق الأوسط الجديد – الصهيوني – الامبريالي، والذي يهدف الى الانتقال بالمنطقة العربية من مرحله التجزئة على أساس شعوبي وإسرائيل كحارس لهذه التجزئة (اتفاقيه سيكس بيكو – وعد بلفور،الاعتراف بدوله اسرائيل ...)إلى مرحله التفتيت على اساس طائفي- أو قبلي –او عشائري "اى تحويل الدولة الوطنية إلى دويلات طائفيه او قبليه ...).
ج/انه إجهاض لاى خطوه ممكنه تجاه أهداف وغايات الاراده الشعبيه العربيه في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية .
د/انه تكريس للاختراق الثقافي والتغريب والتبعيه الحضارية و الثقافية.
ه/انه تكريس للتفوق الاستراتيجي للكيان الصهيوني اقتصاديا و عسكريا والمدعوم من حكومات الولايات المتحدة الامريكيه المتعاقبة .
و/انه فتح للباب على مصرعيه أمام التخريب الصهيوني لكافه مجالات الحياة العربية بكافه أشكاله ومنها: اثاره النعات الطائفية والقبلية، وتهريب المخدرات ،والتجسس، وتصدير المبيدات والبذور الفاسدة والبضائع المسرطنه ....والذي يهدف إلى ضمان بقاء الامه العربية في حاله تخلف وضعف وصراع واقتتال داخلى يحول دون مواجههتها لهذا الكيان.
ى/انه تكريس لاستمرار هضم الحقوق الوطنية والقومية والدينية للشعب الفلسطيني .
ز/ انه شق وحده الصف العربي وذلك من خلال عقد اتفاقيات منفصلة مع الدول العربية .
ثالثا: آليات مناهضه التطبيع : وأخيرا فان هناك العديد من آليات مناهضه التطبيع ومنها :
ا/إنشاء وتفعيل لجان شعبيه لمناهضه التطبيع .
ب/إنشاء مواقع الكترونية لمناهضه التطبيع والتعريف بمخاطره.
ج/التنسيق بين الجهات المناهضه للتطبيع على المستوى القومي (العربي) ، بهدف تبادل المعلومات، وتقويه الجبهة الشعبية المناهضة للتطبيع و توحيدها.
د/تنظيم حملات شعبيه لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني على المستوى الدستورى . ه/تفعيل ألمقاطعه الشعبية للشركات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى والحركات السياسية و الشخصيات التي تدعم الكيان الصهيونى أو تدعو إلى التطبيع معه . و/اعتبار المقاومة خيار استراتيجي في هذه المرحلة ، مع التأكيد على أن الضمان لاستمرار المقاومة هو أن تكون شعبيه ، فالرهان في هذه المرحلة على الشعوب وليس على النظم السياسية، ورفض احتكار اى فصيل أو نظام سياسي فلسطيني أو عربي أو اسلامى للمقاومة أو احتكار التحدث باسمها.
للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة المواقع التالية:
1/ الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات https://drsabrikhalil.wordpress.com
2/ د. صبري محمد خليل Google Sites
https://sites.google.com/site/sabriymkh/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.