عاد ود القرشي من مستشفي المعادي بالقاهرة. ترجل من السيارة ويبدو من مشيته أنه فارق الروماتيزم فراق غير ميمم. كانت هنالك عيون حانية تراقب المشهد الجميل عن كثب أنه الشحاد الذي توطن قرب عتبة الدار ومن غير الشاعر الرقيق كان يأتيه بطعامه وشرابه واغطيته وملابسه. اختفي الشحاد لحظات وعاد يجر أمامه كبشا فتيا بهيج المنظر غالي الثمن وسط دهشة الحاضرين كاحسن مايكون الوفاء لأهل العطاء وكرد للجميل الذي يحس به حتي من نظلمهم ونحسبهم أنهم ليسوا أهلا لذلك. في منتصف السبعينات تزوجت أحدي بنات ود القرشي بعد رحيله. جاء رفيق دربه عثمان الشفيع للابيض مباركا ومجاملا وليس كمطرب. رأي أهل عروس الرمال وقد جمعوا له عازفين علي عجل أن يتحفهم بالفن الأصيل ولكن كانت غلطة الشاطر للشفيع عندما بدأ بأغنية الذكريات وكان اول من بكي زوجة الشاعر الكبير وكانت تؤثر هذه الأغنية بلا حدود وبكت الأبيض وبكي الشفيع ولم يكمل وصلته الغنائية. قطار ود القرشي حمل صوالين الكرم الحاتمي وحب الناس والأناقة وجمال النفس وعشق الطبيعة والبيئة التي تبنت الزهور والورد المشتولة في وطن الجدود نفديك بالأرواح مزود خيراته كم يتدفقن ياله من وطن نعم الوطن. راجي شنو يالقراي وطن الجدود دخلوها المناهج ومعاها حنتوب الجميلة التي أحبها ابكار وصغار خريجي التي كانت للنيل شامة وللهدد علامة. حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي. منسوتا أمريكا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.